محمد عامر ل بيان اليوم: نتعامل مع الطلبات المصرح بها ولا يمكننا إرغام أحد على العودة رست الباخرتان المغربيتان اللتان تم إرسالهما بتوجيهات من جلالة الملك محمد السادس إلى كل من طرابلس وبنغازي، بميناء طنجة-المتوسط، صباح أمس الأحد، وعلى متنهما 4200 من أفراد الجالية المغربية المقيمة بليبيا، من ضمنهم 100 راكبا من مواطني دول إفريقية. وقامت لجنة موسعة، تضم كافة السلطات والمؤسسات المعنية، تتقدمهم مؤسسة محمد الخامس للتضامن، بإخضاع العائدين من ليبيا إلى مراقبة صحية، قبل نقلهم إلى العمالات والأقاليم التي ينحدرون منها. من جانبها، واصلت الخطوط الملكية المغربية رحلاتها الخاصة بإجلاء أفراد الجالية المغربية الذين أسعفهم الحظ في بلوغ بعض العواصم القريبة من ليبيا، خاصة القاهرة وإسطنبول، عبر السفن القادمة من طرابلس. وأوضح محمد عامر الوزير المكلف بالجالية المغربية بالخارج، في اتصال أجرته معه بيان اليوم، أن هذه الإجراءات تأتي تنفيذا للتعليمات السامية لجلالة الملك محمد السادس الموجهة إلى الحكومة، والمتعلقة بضرورة إيلاء عناية خاصة بأوضاع المغاربة المقيمين بليبيا، في ظل الظرفية التي يمر بها هذا البلد، مضيفا أن هذه التدابير تندرج في إطار الإجراءات التي تم اتخاذها لتسهيل ترحيل الرعايا المغاربة من ليبيا عبر الرحلات الجوية والبحرية. ولا يزال عدد المغاربة الذين تم إجلاؤهم، منذ بدء المواجهات العنيفة بين قوات العقيد معمر القذافي والمناوئين للنظام، قليلا جدا، مقارنة بعددهم الحقيقي الذي يفوق، حسب الأرقام الرسمية، 100 ألف مغربي. وهو ما أكده محمد عامر الذي اعتبر أن تواجد الجالية المغربية في ليبيا كثيف على غرار الجالية التونسية والمصرية وجاليات بعض دول الشرق الأقصى، مشيرا إلى وجود مشاكل حقيقية في دولة على حافة الحرب الأهلية. وأوضح محمد عامر أن محدودية العدد لا علاقة له بالجهود المبذولة، لأن الوزارة، يقول المتحدث، لا يمكنها إرغام من يرغب في البقاء على الرحيل، وبالتالي فهي تبذل كل جهودها لتلبية الرغبات المصرح بها، بتنسيق مع مصالح القنصلية والسفارة المغربيتين، وتوظف كل طاقاتها للرفع من عدد الرحلات البحرية والجوية لإنجاح عمليات ترحيل المغاربة المتواجدين بطرابلس أو الذين تمكنوا من دخول مصر عبر الحدود البرية. وأكد الوزير أن هناك تعبئة على مدار أربع وعشرين ساعة لسفارتي المملكة بليبيا وتونس وكذلك القنصليات، التي تستقبل يوميا مئات المغاربة، وتعمل على توجيههم ومساعدتهم رغم الظروف الصعبة التي تخيم في مطار طرابلس بفعل الاكتظاظ. وحول ضياع ممتلكات المغاربة الذين عادوا صفر اليدين، بعد سنوات طوال من الكدح في الديار الليبية، اعتبر عامر ذلك قوة قاهرة وإكراها خارجيا لا يمكن مواجهته، مشيرا إلى أن عودة الجالية إلى ممارسة أعمالها واستعادة ممتلكاتها رهين باستقرار الأوضاع في ليبيا، وبسيادة الهدوء والأمن بها.