بتنسيق وشراكة بين شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب والفرع المحلي لجمعية رحاب الكشفية بالخنيشات، وفي إطار جولة وطنية متواصلة طوال سنتين، احتضن المركز الاجتماعي للتنشيط والتكوين بالخنيشات، التابعة ترابيا لإقليم سيدي قاسم بالمملكة المغربية مؤخرا، حفل توقيع جديد للطبعة الثانية لديوان “رماد اليقين” للشاعر محمد بلمو. بعد الكلمة الترحيبية لمسيّر حفل التوقيع بالشاعر المحتفى به محمد بلمو، وبِمؤطّرَيْ هذا اللقاء الفني والثقافي المخرج المسرحي الفنان المبدع طارق بورحيم، والناقد الدكتور بوعزّة الخلقي، تناول الكلمة لغريبي محمد، رئيس الفرع المحلي لجمعية رحاب الكشفية بالخنيشات والمنسّق الجهوي لنفس الجمعية، الذي رحّبَ من جديد بالضيوف وبجميع الحاضرين والحاضرات، كما ذَكّرَ بأهداف الجمعية التي لخّصها في المجال التربوي والثقافي والحضاري. هذا، وفي تناوله للكلمة، شكر الشاعر المحتفى به جمعية رحاب الكشفية على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، وقال بأن الخنيشات ليست دوارا كما يسمونها وإنّما هي مدينة تستحق كل جميل، كما لم يفت الشاعر محمد بلمو الثناء والإشادة بمجهودات شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب على إتاحة فرصة توقيع ديوان “رماد اليقين” بهذه المنطقة الغالية. كما أشار بلمو إلى الدّيوان الذي يعتزم طبعه مستقبلا، والمعنون بِ “طعنات في ظهر الهواء”. كعادته، وفي طلعته البهية، أتحف الشاعر محمد بلمو الحاضرين والحاضرات بقصيدة “لو بمقدوري”، وأتبعها ببعض النصوص القصيرة من “تعريفات بدائية جدا”: المرأة، التاريخ، الأنترنيت، الزهرة، الفوضى، الحب، الأرض، الكتاب، الإنسان، المثقف، العامل، الكرسي، الطبيب، المقاومة، الحكمة، الشمس، القمر، الحمام، الشعر،السياسة، الظلم، اليأس، السجن، الحقيقة وختم بقصيدة رماد اليقين. في المداخلة الأولى، وفي قراءته لديوان “رماد اليقين”، قال الدكتور بوعزة الخلقي بأنّ قصائد الديوان تنتمي للشعر العربي الحديث، وأنّه موسوم بالقصيدة الأخيرة “رماد اليقين”، التي يحضر فيها السؤال الوجودي للشاعر الذي يعيش الغربة في الوطن، وأنّ حضور السؤال والنفس الاستفهامي، يؤسس لقصيدة عربية حديثة، وأردف ذات المتحدث موضحا أنّ الحقل المعجمي في الديوان ينهل من الألم والغربة، وهو انعكاس لمسقط رأس الشاعر المتحدّر من أقصى البياض القروي (الهامش)، وأضاف أنّ الديوان تمّ نقله من المجال الورقي إلى خشبة المسرح، وهذه العملية هي عملية تربوية، تحمل قيما تربوية إنسانية غاية في الأهمية. من جانبه، تطرق المخرج المسرحي الفنان المبدع طارق بورحيم عضو المكتب الوطني لشبكة المقاهي الثقافية، في مستهل مداخلته، إلى دورالشبكة في النزول بالثقافة من البرج العاجي بالمركز إلى رواد المقاهي بالهامش، وتحدّث عن ظروف الاشتغال الثقافي والإكراهات على المستوى الوطني، وليس فقط على المستوى المحلي، وأكّد، المتحدّث نفسه، أنّ شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب تبذل كل ما في وسعها للنهوض بالمجال الفني والثقافي على الصعيد الوطني وخارج أرض الوطن حتى. وبعد ذك ارتجل الفنّان طارق كلمة مؤثّرة في حق الشاعر محمد بلمو، وأوجزها في التواضع والإنسانية والطيبوبة. واعتبر المخرج المسرحي بورحيم ديوان “رماد اليقين” ينتمي إلى حقل ما بعد الحداثة، مُعْزِياً ذلك إلى التكوين الفلسفي للشاعر. وأضاف أنّ الطابع والحمولة الإنسانية للشاعر ولديوانه هو الذي خلق فيه هذا التفرّد وجعله يُعْرض على خشبة المسرح. في هذا الجو الحميمي والشاعري، أتحفت الفنانة المسرحية الصاعدة سعاد أيت أوكدور الجمهور الحاضر بقصيدة من ديوان “رماد اليقين”، بعنوان “سيشْمتُ الزرنيج في الورد”. وبإلقائها المائز وأسلوب القصيدة الماتع، تكون بطلة مسرحية “رماد اليقين” قد أتبثت صحة تنبؤ الجمهور لها بمستقبل فني زاهر. وبعد قراءة الشاعر محمد بلمو لقصيدة “هل يحدث أن”، فُسِح المجال للنقاش والتفاعل مع الجمهور الحاضر، الذي تمنى عرض مسرحية رماد اليقين بالخنيشات، كما عبّر عن سعادته بتنظيم هذا النشاط الثقافي الذي أعطى قفزة نوعية للمجال الثقافي بالخنيشات (القرية السعيدة كما يُسَمُّونها)، تلا ذلك تقديم شواهد تقديرية وحفل توقيع ديوان “رماد اليقين”.