بتنسيق وشراكة بين شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب والفرع المحلي لجمعية رحاب الكشفية بالخنيشات، وفي إطار جولة وطنية متواصلة طوال سنتين، احتضن المركز الاجتماعي للتنشيط والتكوين بالخنيشات التابعة ترابيا لإقليم سيدي قاسم بالمملكة المغربية، مساء يوم الجمعة 14 يونيو 2019، حفل توقيع جديد للطبعة الثانية لديوان “رماد اليقين” للشاعر محمد بلمو. بعد الكلمة الترحيبية لمسيّر حفل التوقيع بالشاعر المحتفى به محمد بلمو، وبِمؤطّرَيْ هذا اللقاء الفني والثقافي المخرج المسرحي الفنان المبدع طارق بورحيم، والناقد الدكتور بوعزّة الخلقي، تناول الكلمة السيد لغريبي محمد، رئيس الفرع المحلي لجمعية رحاب الكشفية بالخنيشات والمنسّق الجهوي لنفس الجمعية، الذي رحّبَ من جديد بالضيوف وبجميع الحاضرين والحاضرات، كما ذَكّرَ بأهداف الجمعية التي لخّصها في المجال التربوي والثقافي والحضاري. هذا، وفي تناوله للكلمة، شكر الشاعر المحتفى جمعية رحاب الكشفية على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، وقال بأن الخنيشات ليست دوار كما يسمونها وإنّما هي مدينة تستحق كل جميل، كما لم يفت الشاعر محمد بلمو الثناء والإشادة بمجهودات شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب على إتاحة فرصة توقيع ديوان رماد اليقين بهذه المنطقة الغالية من المملكة المغربية. كما أشار بلمو إلى الدّيوان الذي يعتزم طبعه مستقبلان والمعنون بِ “طعنات في ظهر الهوان”. كعادته، وفي طلعته البهية، أتحف الشاعر محمد بلمو الحاضرين والحاضرات بقصيدة “لو بمقدوري”، وأتبعها ببعض النصوص القصيرة من “تعريفات بدائية جدا”: المرأة، التاريخ، الأنترنيت، الزهرة، الفوضى، الحب، الحساء، الأرض، الكتاب، الإنسان، المثقف، العامل، الكرسي، الطبيب، المقاومة، الحكمة، الشمس، القمر، الحمام، الشعر،السياسة، الظلم، اليأس، السجن، الحقيقة وختم بقصيدة رماد اليقين. في المداخة الأولى، وفي قراءته لديوان رماد اليقين، قال الدكتور بوعزة الخلقي بأنّ قصائد ديوان “رماد اليقين” تنتمي للشعر العربي الحديث، وأنّ الديوان موسوم بالقصيدة الأخيرة “رماد اليقين”، التي يحضر فيها السؤال الوجودي للشاعر الذي يعيش الغرابة في الوطن، وأنّ حضور السؤال والنفاس الاستفهامي، يقول الناقد بوعزّة الخلقي، يؤسس لقصيدة عربية حديثة، وأردف ذات المتحدث موضحا بأنّ الحقل المعجمي في الديوان ينهل من الألم والغربة، وأنّ الديوان هو انعكاس لمسقط رأس الشاعرالمتحدّر من أقصى البياض القروي ( الهامش)، وأضاف بأنّ الديوان تمّ نقله من المجال الورقي إلى خشبة المسرح، وهذه العملية هي عملية تربوية تحمل قيم تربوية إنسانية غاية في الأهمية. من جانبه، تقدّم المخرج المسرحي الفنان المبدع طارق بورحيم ، في مستهل مداخلته، بالشكر لشبكة المقاهي الثقافية التي توفّقت، حسب ذات المتحدث، في النزول من البرج العاجي بالمركز إلى رواد المقاهي بالهامش، وتحدّث عن ظروف الاشتغال الثقافي والإكراهات على المستوى الوطني، وليس فقط على المستوى المحلي، وأكّد، المتحدّث نفسه، على أنّ شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب تبدل كل ما في وسعها للنهوض بالمجال الفني والثقافي على الصعيد الوطني وخارج أرض الوطن حتى. وبعد ذك ارتجل الفنّان طارق كلمة مؤثّرة في حق الشاعر محمد بلمو، وأوجزها في التواضع والإنسانية والطيبوبة.عقب ذلك، انتقل المخرج المسرحي بورحيم للحديث عن ديوان رماد اليقين وصنّفه في حقل ما بعد الحداثة، مُعْزِياً ذلك إلى التكوين الفلسفي للشاعر. وأضاف بأنّ الطابع والحمولة الإنسانية للشاعر ولديوانه هو الذي خلق فيه هذا التفرّد وجعله يُعْرض على خشبة المسرح. من الجدير بالذكر أنّ آخر عرض لمسرحية “رماد اليقين” كان بمدينة مشرع بالقصيري، وهي النسخة العاشرة في مسار جولة مسرحية، همت فضاءات مختلفة (مؤسسات تعليمية، مقاهي ثقافية، قاعات عروض، دور شباب…)، وستحط الرحال في محطّتها القادمة بمدينة أبي الجعد، التابعة ترابيا لإقليم خريبكة، في أفق استمرار رحلتها في مدن أخرى مغربية، عربية وأوربية وأمريكية حتى. والمسرحية مستوحاة من ديوان “رماد اليقين” للشاعر المحتفى به، ويتكون طاقمها من الفنان المبدع طارق بورحيم دراماتولوجيا ومخرجا، تمثيل كل من حمزة بومهراز، أحمد البرارحي، سعاد أيت أكدور، علي بومهدي، بدر التايكة. سينوغرافيا ناصر الإدريسي كنون، تصوير أنور حريبلة، المحافظة، محمد أصطاف. التواصل والإعلام، بوعزة الخلقي. المؤثرات الصوتية، التهامي خلوق. إدارة الإنتاج سناء. في هذا الجو الحميمي والشاعري، أتحفت الفنانة المسرحية المتميزة سعاد أيت أوكدور الجمهور الحاضر بقصيدة من ديوان رماد اليقين للشاعر المحتفى به بعنوان”سيشْمتُ الزرنيج في الورد”. وبإلقائها المائز وأسلوب القصيدة الماتع، تكون بطلة مسرحية رماد اليقين قد أتبثت صحة تنبؤ الجمهور لها بمستقبل فني زاهر. وبعد قراءة الشاعر محمد بلمو لقصيدة “هل يحدث أن”، فُسِح المجال للنقاش والتفاعل مع الجمهور الحاضر، الذي تمنى عرض مسرحية رماد اليقين بالخنيشات، كما عبّرعن سعادته بتنظيم هذا النشاط الثقافي الذي أعطى قفزة نوعية للمجال الثقافي بالخنيشات(القرية السعيدة كما يُسَمُّونها)، تلا ذلك تقديم شواهد تقديرية وحفل توقيع ديوان “رماد اليقين”.