تواصل غرفة الجنايات المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، غدا الخميس، الإستماع إلى باقي المتهمين المتابعين في ملف” قتل سائحتين اسكندينافيتين بنواحي مراكش”. وكانت المحكمة قد استمعت في الجلسة السابقة، إلى المتهم الرئيسي عبد الصمد الجود، الذي اعترف بمشاركته في هذه الجريمة مبديا أسفه لارتكابها، بقوله: ” “قتلت واحدة (…) أنا نادم”، موضحا، أنه نظم مع يونس أوزياد (27 عاما) ورشيد أفاطي (33 عاما) الرحلة التي قادتهم لقتل الطالبتين الدنماركية لويزا فيسترغر يسبرسن (24 عاما) والنروجية مارين أولاند (28 عاما). واتهم عبد الصمد الجود شريكه يونس أوزياد بقتل الفتاة الأخرى، مضيفا أن شريكه الثاني “رشيد أفاطي كان يصور” الجريمة. وكشف المتهم الرئيسي، أنه هو الذي قام بنشر الفيديو الذي يوثق الجريمة ضمن مجموعات مؤيدي تنظيم الدولة الإسلامية على مواقع التواصل الاجتماعي والتي كان عضوا فيها. كما تحدث الجود، أثناء الاستماع إليه من طرف المحكمة، عن مساره الجهادي، حيث أفاد أنه أدين من قبل بمحاولته الالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، لكنه استفاد من خفض عقوبته ليغادر السجن في 2015. وقال “تعرفت على أشخاص كثر داخل السجن” بينهم أفراد في “الخلية” التي شكلها بعد الإفراج عنه. لكنه تدارك “لم أستقطب أحدا، كل واحد كان يدرك ما يقوم به”، مضيفا أنه قرر ممارسة الجهاد في المغرب باستهداف الأجانب. وأكد أيضا، أنهم، في إشارة إلى شركائه في الجريمة، كانوا “يحبون” التنظيم المتطرف و”يدعون له بالنصر”. وتابع “كنا نقول إننا سنهاجم النصارى لأنهم يقتلون المسلمين هناك ويدمرون المساجد والمستشفيات”. وأشار إلى الفيديو الذي بث بعد الجريمة ويظهر فيه برفقة أوزياد وأفاطي وخيالي، وهم يعلنون مبايعتهم لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي، ويتحدثون عن “الثأر للإخوة” في سوريا.وعندما سأله القاضي عما إذا كان لا يزال مؤيدا للتنظيم المتطرف أجاب بصوت واضح بعد شيء من التردد “لا أعرف”. وإلى جانب المتهمين الرئيسيين الأربعة يمثل عشرون متهما تراوح أعمارهم بين 20 و51 سنة، أوقفوا في مراكش ومدن أخرى لصلاتهم بالقتلة المفترضين. وبينهم مواطن يحمل الجنسيتين السويسرية والاسبانية يدعى كيفن زولر غويرفوس (25 عاما ) اعتنق الإسلام وأقام في مراكش. ويتهم الأخير بتلقين بعض الموقوفين آليات التواصل المشفر وتدريبهم على الرماية، لكن الجود نفى أمام القاضي كل التهم الموجهة إليه مؤكدا أن لا دور له في تبني أفراد الخلية الأفكار المتطرفة. ويتابع المتهمون من أجل “تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية، والاعتداء عمدا على حياة الأشخاص مع سبق الإصرار والترصد، وارتكاب أفعال وحشية لتنفيذ فعل يعد جناية، وحيازة أسلحة نارية، ومحاولة صنع متفجرات خلافا لأحكام القانون في إطار مشروع جماعي يستهدف المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف…”.