نبيل بنعبد الله: الظرفية الحالية تتطلب تسريع وتيرة الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي من خلال إجراءات ملموسة تنعكس إيجابيا على المواطنين في إطار دينامية الحوار والتواصل بين حزب التقدم والاشتراكية والمواطنين، وطبقا لمقررات الدورة الثالثة للجنة المركزية، وتنفيذا لخارطة الطريق التنظيمية، وانسجاما مع شعار الحزب خلال مؤتمره الأخير»جيل جديد من الإصلاحات لمغرب الديمقراطية»، نظم حزب التقدم والاشتراكية -فرع القنيطرة- لقاء مفتوحا مع الساكنة أطره الأمين العام نبيل بنعبد الله بحضور عضوي الديوان السياسي عبد الأحد الفاسي ومصطفى الغزوي. في بداية اللقاء عبر الأمين العام عن اعتزازه بتواجده بمدينة القنيطرة، مؤكدا على المكانة الكبيرة التي تحظى بها المدينة في قلوب مناضلي حزب التقدم والاشتراكية، ومشيرا إلى أنه رغم ما عرفته القنيطرة من تقدم فإنها لا زالت تتخبط في مشاكل كثيرة تتمثل في الفقر والتهميش شأنها في ذلك شأن مدن أخرى من المغرب. وفي هذا الصدد أوضح الأمين العام أن المغرب حقق مكاسب عديدة في مجالات مختلفة ولكنه مطالب بالمزيد من العمل والنضال لتجاوز الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها بعض الفئات من مجتمعنا، والعمل على محاربة آفة البطالة والتقليص من الفوارق الاجتماعية والرفع من مستوى الخدمات الصحية والتعليمية. ومن جهة أخرى أكد نبيل بنعبدالله أن مطالب شباب 20 فبراير والشعارات التي رفعت خلال المسيرات الاحتجاجية الأخيرة ليست جديدة وليست وليدة اللحظة باعتبار أن حزب التقدم والاشتراكية ناضل من أجلها منذ عقود موظفا لذلك مختلف الأساليب. وقد تحقق بعضها بحيث شهد المغرب في السنوات الأخيرة تغييرات إيجابية بفضل إرادة ملكية تهدف إلى إرساء دعائم الديمقراطية. وأبرز أن ما يحدث في تونس ومصر من تغييرات عميقة للتغلب على الدكتاتورية لا يجب أن يحجب عنا ما حققه المغرب من مكتسبات في مجال التعددية السياسية وحرية التعبير وتحقيق العيش الكريم للمواطنين. وأكد أن تعزيز هذه المكتسبات يمر عبر تبني جيل جديد من الإصلاحات. وأن الظرفية الحالية تتطلب تسريع وتيرة الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، وكذا ضرورة اتخاذ إجراءات قوية تروم تحويل مضامين الجيل الجديد من الإصلاحات إلى إجراءات ملموسة تنعكس إيجابيا على المواطنين. وشدد الأمين العام خلال هذا اللقاء الذي كان فرصة للإعلان عن انطلاق المدرسة التكوينية للحزب بالقنيطرة على تقوية التلاحم بين المؤسسة الملكية وبين مختلف القوى الوطنية والتقدمية من أجل ربح الديمقراطية، ودعا إلى توحيد الصفوف وتأطير الشباب وتزويدهم بآليات للتغيير والعمل على تقويم الاعوجاجات التي طبعت السنوات الأخيرة بشكل يعيد الاعتبار للأحزاب. كما شدد على أهمية الانخراط الواعي والمسؤول للجماهير وللشباب على وجه الخصوص في تحقيق الديمقراطية الحقة التي يطمح إليها الشعب المغربي. وفي هذا الصدد أعلن عبد الأحد الفاسي عن افتتاح المدرسة التكوينية التي ينظمها حزب التقدم والاشتراكية إيمانا منه بالدور التأطيري الذي يلعبه الحزب مؤكدا أن هذا التكوين -بمفهومه النضالي- يهدف إلى تعزيز قدرات الجماهير على فهم التطورات التي يعرفها المحيط الوطني والعالمي وإلى توفير فضاء للتكوين والنقاش والتأهيل وكذا فتح آفاق التغيير وإبداع أشكال جديدة لممارسة السياسة وتقوية القدرات التدبيرية والتواصلية في شتى المجالات. والجدير بالذكر أن اللقاء الذي عرف حضورا مكثفا من رفاق وممثلي هيئات سياسية ونقابية وجمعيات المجتمع المدني، تميز بنقاش جاد حيث تمحورت التدخلات حول العزوف السياسي وغياب الأحزاب السياسية فيما يخص تأطير الشباب. كما تم التساؤل حول انعدام التواصل مع الجماهير في الفضاءات المفتوحة. في حين عبر بعض الشباب عن رغبتهم في الالتحاق بالمدارس التكوينية.