احتضنت مدينة مراكش، خلال الأسبوع الماضي، أشغال الدورة السادسة للمؤتمر الفرنسي المغربي لطب المستعجلات والكوارث. وعرفت هذه التظاهرة العلمية، التي عقدت بالموازاة مع الدورة 11 للمؤتمر الوطني لطب المستعجلات والكوارث، مشاركة حوالي 4300 من المختصين، مغاربة وأجانب، ينتمون إلى فرنسا والجزائر وتونس والسنغال وألمانيا وسويسرا وإسبانيا وبلجيكا وبلغاريا والصين، فضلا عن خبراء من المنظمة العالمية للصحة. وأكد رئيس المؤتمر البروفيسور حسين الوردي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بهذه المناسبة، أن الطب الاستعجالي وطب الكوارث في المغرب عرف تقدما كبيرا، مشيرا إلى أن المملكة تعتبر البلد الثاني بعد جنوب إفريقيا الذي اعترف بهذا التخصص في القارة السمراء، ثم تلتهما في الأشهر القليلة الأخيرة تونس. وأشار إلى أن المشاركة المكثفة في هذا الملتقى الطبي هو اعتراف للمستوى الذي حققه المغرب في هذا المجال وللجهود التي يقوم بها لتطويره، فضلا عن أهمية المواضيع العلمية المتناولة في هذا المؤتمر. وأوضح أن كلية الطب بالدار البيضاء نهجت خطة ناجعة للنهوض بهذا الميدان حيث اعتمدت، بالإضافة إلى تكوين الأساتذة الأطباء المتخصصين في هذا المجال الذي يستغرق خمس سنوات، تكوين الأطباء والممرضين الذين راكموا خبرة وممارسة في قسم المستعجلات وذلك لمدة سنة فقط، معربا عن أمله في أن تتبنى كليات الطب الأخرى بالمغرب هذا النهج لتوفير جودة الخدمات الطبية. وكانت ياسمينة بادو، وزيرة الصحة، قد أشارت في كلمة خلال افتتاح المؤتمر ألقاها بالنيابة عنها الكاتب العام للوزارة رحال المكاوي، أن التعاون المستمر مع فرنسا سيمكن من إحداث 11 مصلحة للمساعدة الطبية المستعجلة، بالجهات ال16 للمملكة، موضحة أن هذه التظاهرة العلمية ستعمل على ضمان تنمية الكفاءات بالنسبة للأطباء والممرضين نظرا لغنى المواضيع التي ستتم مناقشتها. وأشارت الوزيرة إلى أن 40 طبيبا للإنعاش استفادوا خلال سنة 2010 من تكوين في فرنسا حول التنظيم الطبي والإسعاف الطبي قبل دخول المستشفى، مبرزة أن حوالي ثلاثة ملايين و800 ألف شخص تم استقبالهم بمصالح المستعجلات بالمستشفيات العمومية. وشكل المؤتمر مناسبة مواتية لتبادل الآراء والخبرات في هذا الميدان الحيوي، بالإضافة إلى تنظيم ورشات تطبيقية يؤطرها خبراء مغاربة وأجانب تتناول مواضيع تهم تقليص وفيات الأمهات والرضع والأطفال، ومعالجة المصابين في حوادث السير الخطرة والنقل الطبي. كما مكن المؤتمر، الذي تم خلاله مناقشة مجموعة من المواضيع المرتبطة ب»السرطان» و»المستعجلات» و»التكوين وطب المستعجلات»، من انفتاح المشاركين على آخر المستجدات المسجلة في هذا المجال. وتضمن برنامج هذا الملتقى العلمي العديد من الندوات العلمية وأوراش العمل المشتركة، بالإضافة إلى تقديم دروس حول مواضيع تهم «التهوية غير الغازية» و»التنفس الصعب». كما اشتمل البرنامج على أوراش للعمل حول موضوعات «النقل الطبي» و»الإنعاش عند الولادة» و»الجبس في حالات المستعجلات» و»نزيف الصدر» و»كيف يمكن أن ندير مشروعا بحثيا».