أثبتت دراسة طبية حديثة أن ثمة ارتباطا وثيقا بين تلوث الهواء ومخاطر الإصابة بأمراض وأزمات القلب المميتة أو غير المميتة. وذكرت صحيفة (صانداي اكسبرس البريطانية) في عددها ليوم الخميس الماضي أن الدراسة أكدت ارتباط التعرض لجسيمات الهواء الملوث بحدوث أمراض قلب خطيرة أكثر من ارتباط هذه الآفات بسوء التغذية أو تناول المهدئات وغيرها. وأظهرت الدراسة أن نسبة 7.4% من أمراض القلب ناتجة عن تلوث الهواء وهي نسبة عالية مقارنة بالأسباب التي تؤدي عادة إلى الإصابة بتلك الأمراض كالغضب والالتهاب الرئوي والتدخين. كما ربطت الدراسة بين التعرض طويل الأمد لجسيمات حجمها أصغر من 2.5 مايكرومتر أي ما يعادل جزءا من المليون من المتر ومشكلات القلب والشرايين. كما أظهرت أبحاث سابقة ارتباط الجسيمات الدقيقة في ملوثات الهواء بأمراض الرئة وشريان القلب التاجي واختلاف تأثيره على النساء مقارنة بالرجال، إذ أن لدى النساء أوعية دموية أصغر ولذلك فهن أكثر عرضة لمخاطر الجسيمات الدقيقة التي تذهب عميقا في الرئتين وتسبب التهابا يؤدي لأمراض وأزمات القلب. وقد أوضحت تقديرات بريطانية سابقة أن الوفيات المبكرة الناتجة عن التعرض الطويل لتلوث الهواء تؤدي إلى وفاة حوالي 24 ألف شخص سنويا وذلك حسب بيانات صحية سابقة يعود تاريخها إلى العام 1998. وكانت تقارير إخبارية كشفت أن أكثر من خمسين ألف شخص يموتون سنويا في بريطانيا بينما يعاني الآلاف من أمراض خطيرة نتيجة ارتفاع مستويات التلوث في الهواء. ويتسبب تلوث الهواء في خفض معدل العمر المتوقع في المناطق الأكثر تضررا بنحو تسع سنوات وثمانية أشهر في كافة أنحاء بريطانيا.