إذا كان الصوم من أركان الإسلام الخمس، ومفروض على كل مسلم بالغ توفرت فيه شروط الصيام، فقد أمر الإسلام بالحفاظ على الصحة، وحرص على أن يتمتع المسلم بالصحة النفسية والجسمية، لما لذلك من دور مهم في حياة الإنسان، سواء في ممارسة حياته بشكل عام أو ممارسة الشعائر والعبادات. وإذا كان للصوم أهداف نبيلة وسامية، وآثار إيجابية على حياة الفرد، من بينها الحفاظ على الصحة، فإن لهذه الأخيرة (الصحة) دور أهم وبارز في قيام الفرد بهذه الفريضة التعبدية، وبذلك نكون أمام معادلة متساوية، أي أن الصوم يتطلب صحة جيدة، والصحة الجيدة تستدعي الصوم. وحتى يكون الصوم صحيا ويتم تجنب الوقوع في هلاك النفس والجسم، اختارت جريدة بيان اليوم، مجموعة من الأطباء الاختصاصيين، ليرافقونا خلال هذا الشهر الكريم، عبر مجموعة من النصائح والتوجيهات التي تهم مختلف الأمراض وارتباطها بالصيام، إضافة إلى جملة من التوجيهات التي تهم التغذية الصحية التي يجب اتباعها خلال هذا الشهر الفضيل… الدكتور لحنش شراف: الصيام وصداع الرأس لا شك أن صداع الرأس يشكل أكثر الأعراض انتشارا لدى الصائمين خلال شهر رمضان الأبرك وتتعدد أسبابه بحسب معاناة الشخص من أمراض مزمنة جسدية كانت أو نفسية لكن السواد الأعظم من الصائمين يعاني من هذا الصداع خصوصا في أيام الصوم الأولى حتى في غياب سبب مرضي واضح، فنقص نسبة السكري أو الكلوكوز في الدم يشكل سببا رئيسيا للصداع في الأيام الأولى، أما بالنسبة للبعض فإن عدم استهلاك المنبهات في وجبة الإفطار الصباحية كالشاي والقهوة يمكنه أن يشكل سببا لظهور صداع الرأس إضافة لعدم استهلاك الماء بنسبة كافية ما يؤدي إلى تباطؤ في وظائف الجسم وبالتالي ظهور إرهاق، آلام عضلية وصداع في الرأس، كما أن اضطراب النوم والسهر لساعات طويلة في انتظار السحور كذلك من الأسباب الشائعة، تغيير العادات الغذائية بين توقيت الأكل وكذلك نوعية الأكل المستهلك والذي يغلب عليه كثرة السعرات الحرارية، كلها أسباب تؤدي إلى ظهور أعراض وآلام في الرأس وتتناقص هاته الآلام مع توالي أيام الصوم في ظل قدرة الجسم على التأقلم مع الظروف الجديدة. أغلب الأعراض المصاحبة لصداع الرأس تكون خفيفة في أغلب الأحيان ولا تدعو للإمتناع عن مواصلة الصوم خصوصا في ظل وجود طرق لأخذ المسكنات لا تؤدي للإفطار كالتحاميل والحقن و =المحاليل الوريدية غير المغذية، لكن في حال تفاقم هذا الصداع لسبب أو لآخر فلا شك أن الكف عن الصوم وأخذ دواء مناسب بالاستشارة مع الطبيب المعالج ضروري حرصا على تفادي المعاناة الناجمة عن الآلام الحادة في الرأس. حالة الصداع النصفي أو الشقيقة: تتميز آلام الشقيقة بضربات نابضة تتركز في أحد جانبي الرأس مع إمكانية انتقال هذا الصداع للنصف الآخر و أعراضه المصاحبة تكون أكثر حدة من تقيؤ و حالة من الغثيان إلى عدم قدرة على رؤية الضوء ، ارتفاع درجة الحرارة ، الإسهال ، فقدان الشهية ، الدوار ( الدوخة ) ، آلام في البطن. على من يعاني من آلام الشقيقة أن يراجع الطبيب المعالج قبل بدء فترة الصيام إضافة إلى استهلاك الأدوية بداية للوقاية من نوبات الشقيقة التي قد تستمر لأيام في حال بدايتها و تشكل بالتالي عائقا أمام الصائم للقيام بأعماله اليومية وكذا قدرته على متابعة صيامه في أحسن الظروف. وعموما فلتفادي ظهور صداع الرأس خلال الصيام فينصح ب: استهلاك كمية وافرة من المياه خلال فترة المساء (ليترين إلى ثلاث ليترات). النوم لساعات كافية وتفادي الاضطرابات الكثيرة. استهلاك أطعمة صحية غنية بالألياف والفيتامينات كالخضر والفواكه الطازجة وتفادي الأكل السريع والمنبهات. تفادي الإفراط في التدخين فالصيام يشكل فرصة للإقلاع عن هاته العادة المميتة.