للصيام فوائد عديدة، روحية وجسدية، سبق أن تحدثنا عنها بإسهاب. قد تصاحب الصيامَ مجموعةٌ من الأعراض الجانبية المألوفة وعادية، كالشعور بالتعب والإجهاد، والتي وقد يزيد من حدتها سوء السلوك الغذائي في رمضان، إذ يحتار الصائم في كيفية التخلص منها، إذ يحتاج المرء فقط إلى تطبيق مجموعة من النصائح التي تخفف من أعراضها. يشكو بعض الصائمين من حالة الإمساك وقد يكون سبب ذلك قلة الماء والألياف المتناوَلة خلال الإفطار، لذا يكمن الحل في شرب الماء بشكل كاف (حوالي لتر ونصف على الأقل) والإكثار من تناول الخضر والفواكه الطازجة والمجففة وتناول الخبز الكامل. كما يعاني البعض الآخر من عسر الهضم والغازات، وغالبا ما يكون السبب في ذلك هو سوء اختيار ما نأكل، كمّاً وكيفا، بسبب زيادة تناول الطعام وكثرة الدهون في الأكل واستعمال البهارات بكثرة والمبالغة في كمية القطنيات المستعمَلة لتحضير الحريرة. ومن الأفضل تجنُّب الإسراف في الأكل والتقليل من المأكولات التي تسبب غازات، كالملفوف واللفت، وتجنب المقليات الغنية بالدهون. في المقابل، يُنصَح بتناول الزعتر والكمون اللذين يخففان من الشعور بالانتفاخ والغازات. قد يصاحب الصيام شعور بالتعرق والتعب والدوخة والشحوب.. وقد يكون سبب هذه الأعراض انخفاض في الضغط الدم يكون علاجه بالخلود إلى الراحة وتناول كمية كافية من الأملاح والماء عند الإفطار. أما إذا استمرت الأعراض فمن الضروري زيارة الطبيب. وتعتبر آلام الرأس أكثر المشاكل التي يعاني منها الصائم، خصوصا مدمنو الكافيين والتدخين. وهناك أسباب عديدة لهذه الآلام أولها السهر وقلة النوم والجوع والانقطاع لفترة عن الكافيين والتدخين، مما يسبب انخفاضه في الدم وحدوث ألم الرأس، لذا يجب على الصائم أن يقلل تدريجيا من تناول القهوة والشاي والتدخين قبل رمضان، لو اخذ القسط الكافي من الراحة والنوم والتغذية الصحية، عندما يصاحب ألم الرأس ضعف عام، قلة التركيز، الارتجاف وزيادة ضربات القلب. فمن المرجح أن السبب هو هبوط شديد في مستوى السكر في الدم، ومن أسبابه تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالسكر عند السحور، مما يرفع نسبة السكر في الدم بشكل مفاجئ يجبر الجسم على إفراز كميات كبيرة من الأنسولين، يليه انخفاض كبير في مستوى السكر في الدم، مسببا ألم الرأس والأعراض المصاحبة لانخفاض السكر في الدم، الأمر الذي يستدعي تناول تغذية غنية بالألياف والنشويات، كالخبز الكامل والسلَطة والألياف، خصوصا عند السحور، إذ تعمل على تنظيم إفراز الأنسولين وبالتالي تمنع الهبوط المفاجئ للسكر في الدم وتعمل على التقليل من فرص الشعور بألم الرأس. ومن بين الأعراض التي قد تتفاقم خلال الصيام قرحة المعدة، ذلك أن الصيام يسبب إفراغ المعدة، وهو أم غير مستحب عند هؤلاء المرضى، وما يزيد الأمر سوءا هو تناول المشروبات الغازية والإكثار من البهارات والتوابل، لأن من شأن هذا أن يزيد من إفراز العصارة المعدية وزيادة الشعور بعدم الارتياح. أما الأغذية المقلية والدسمة فتتطلب جهدا لهضمها وتبقى طويلا في المعدة، مسببة انزعاجا لمريض الحرقة، لذا يجب تفاديها وتناول أغذية سهلة الهضم، كالخضر المسلوقة، مع قطعة لحم سمك أو دجاج والحليب والفواكه (المانغ والأفوكا)، أما الخبز الكامل فيُفضَّل تحميصه قليلا قبل تناوله ليسهل هضمه. قد تزيد معاناة بعض المرضى عند الصيام، كالمصابين بحصى الكلي، لقلة شرب الماء الذي يعد ضروريا في هذه الحالة، لذا عليهم عند الإفطار شرب السوائل على شكل ماء وعصائر طبيعية بكثرة، لتعويض جفاف الجسم وللتخفيف من الألم، أما مرضى النقرس قد يرتفع حمض «اليوريك» لديهم في رمضان، مما يسبب لهم ألما في المفاصل، مما يحتم عليهم شرب الماء بكثرة عند الإفطار، مع ضرورة تجنب اللحوم والبقوليات، مع تناول الخضر والفواكه بكثرة. من الملاحظ أن أغلب الأعراض الجانبية للصوم ليس السبب فيها هو الصوم نفسه بل عاداتنا الغذائية قبل رمضان أو عند تناول وجبات الإفطار أو حتى بعض الأمراض المزمنة، وبالتالي فإن التخلص منها رهين بتقويم سلوكنا الغذائي والحياتي ومعالجة أي مرض في حالة وجوده.