لازال التمييز في الأجور والمهنة، وضعف المشاركة والاندماج الاقتصاديين، مظاهر تعاني منها المرأة على المستوى المهني. فقد أكد محمد يتيم، وزير الشغل والإدماج المهني، أنه بالرغم من المجهودات المبذولة في مجال الرقي والنهوض بحقوق المرأة في العمل، أظهرت الدراسات المنجزة من قبل عدد من الهيئات الوطنية والدولية على أن وضع المرأة في العمل لازال يطرح العديد من الصعوبات في العديد من البلدان. ودعا المسؤول الحكومي، خلال حفل توزيع الجوائر في إطار “جائزة المساواة في العمل في دورتها الثالثة” والتي نظمتها وزارته، يوم الجعة الماضي بالرباط، بحضور رئيس الحكومة سعد الدين العثماني وعدد من المسؤولين وممثلي المنظمات المهنية للمشغلين والمنظمات النقابية، إلى ضرورة الانكباب على العمل من أجل جعل ثقافة المساواة بين الرجل والمرأة أمرا راسخا ومتداولا بشكل كبير في كافة القطاعات الإنتاجية، وذلك بغية تحسين ظروف عمل المرأة، والنهوض بحقوقها المرتبطة بالمساواة في التشغيل والأجور، والتعويضات، والترقيات، والتكوين، وتمثيل الأجراء داخل مختلف الهيئات التمثيلية، وكذا التمتع بكافة الامتيازات الأخرى. وشدد في هذا الصدد على أن الأمر يستوجب مشاركة كافة مؤسسات الدولة والفاعلين في القطاعين العام والخاص وكذا المجتمع المدني، وذلك من أجل تعبئة الطاقات والعمل سوية بغية كسب رهان مساواة النوع على مختلف الأصعدة التشريعية والاقتصادية والاجتماعي. وأعلن أن وزارته عملت على تخصيص غلاف مالي سنوي لدعم تمويل مشاريع الجمعيات التي تعمل في مجال المساواة ومحاربة التمييز بين الجنسين في سوق الشغل، حيث أسفرت العملية، برسم سنة 2018، على انتقاء أربعة مشاريع موجهة للتحسيس بوضعية المرأة في العمل ومواكبة النساء في تحسين ظروف عملهن داخل المقاولة، مشيرا أن ذلك يندرج ضمن الدور الذي تضطلع به وزارة الشغل والإدماج المهني، وفي إطار صلاحياتها وانسجاما مع المقتضيات الدستورية للمملكة، والاتفاقيات الدولية والعربية والتشريعات الوطنية ذات الصلة، وكذا من أجل مواصلة إدماج مقاربة النوع الاجتماعي لضمان مشاركة متساوية وعادلة للرجال والنساء في سوق الشغل. وأشار رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، خلال فعاليات الإعلان عن الفائزين وتسليم الجوائز للحاصلين عليها، “إلى أهمية هذه المبادرات لكونها تمكن من إحراز تقدم في وجود المرأة في مراكز المسؤوليات، مؤكدا أن إقرار المساواة في الحقوق والفرص يدخل في صلب اهتمام الحكومة، مقرا على أن هذا المسلسل طويل، ويحتاج إلى مجهودات كبيرة من أجل مساعدة المرأة على التوفيق بين حياتها الأسرية وحياتها المهنية. ودعا رئيس الحكومة، في هذا الصدد، الإدارات والمقاولات، على حد سواء، لبذل مجهودات من قبيل توفير فضاءات للحضانة وأماكن الرضاعة، منوها بالمقاولات التي تمكنت من الالتزام بمسؤولياتها تجاه المرأة لتساهم في النهوض بالاقتصاد الوطني يشار إلى أنه برسم الدورة الثالثة لجائزة المساواة في العمل، توجت ثلاث مقاولات بهذه الجائزة، ويتعلق الأمر بمؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية بالدار البيضاء، ومؤسسة أونيفير المغرب بالدار البيضاء، ومؤسسة نيستلي بالجديدة، فيما حازت أربع مؤسسات على جائزة الامتياز للمساواة في العمل، وحصلت أربعة عشر مؤسسة على شواهد نظير تطبيقها لمبدأ المساواة في العمل.