يعتزم تحالف الحضارات إطلاق دعوة عالمية للسلام عبر الثقافة في شهر أبريل القادم، انطلاقا من متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، المعلمة الثقافية التي تجسد قدرة المملكة المغربية على الجمع بين الأصالة والحداثة، وفقا لما صرح به لوكالة المغرب العربي للأنباء، الممثل السامي لهذه الهيئة التابع للأمم المتحدة، ميغيل أنجيل موراتينوس. وقال موراتينوس، عقب لقاء بنيويورك مع رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف بالمغرب، المهدي قطبي، “أعتزم، بصفتي الممثل السامي الجديد لتحالف الحضارات، زيارة المغرب خلال النصف الأول من شهر أبريل (…) من أجل تنظيم نقاش يضع الشأن الثقافي في أعلى مستويات الأجندة السياسية”. وأضاف أن احتضان متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط لهذا النقاس تمليه الرمزية الكبيرة التي تكتسيها هذه المعلمة الثقافية المرموقة التي تجسد قدرة المملكة المغربية على الجمع بين الأصالة والحداثة. كما يعتزم موراتينوس دعوة المديرة العامة لمنظمة اليونسكو، ة أودري أزولاي، للمشاركة في هذا الحوار حول السلام والثقافة وقيم التسامح والعيش المشترك. واعتبر وزير الخارجية الإسباني الأسبق وممثل الأممالمتحدة السامي الجديد لتحالف الحضارات أن اختيار الرباط لاستضافة هذه المبادرة يجد تفسيره في كون المغرب “يعكس تماما روح التحالف”، حيث أن المملكة لطالما كانت “ملتقى للحضارات، وأرضا للتسامح تعايش فيها المسلمون واليهود والمسيحيون على الدوام”. وأبرز موراتينوس أن “الأمر يتعلق بمكان استثنائي للغاية”، مضيفا أنه حظي بشرف تلقي دعوة سنة 2014 من صاحب الجلالة الملك محمد السادس لحضور حفل تدشين متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط . وخلص إلى أن تنظيم هذا الحوار حول تحالف الحضارات في متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر يشكل، أيضا، عرفانا وتكريما للعمل الذي تضطلع به متاحف المغرب، التي تشكل فضاء للالتقاء والمعرفة والاكتشاف. وتولى موراتينوس مهامه على رأس تحالف الحضارات في الأول من يناير 2019، بعد تعيينه في هذا المنصب من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، في شهر نونبر الماضي. وتم إحداث تحالف الحضارات سنة 2005 بمبادرة من إسبانيا وتركيا، تحت رعاية الأممالمتحدة، بهدف بناء علاقات أفضل بين الثقافات في جميع أنحاء العالم. ويؤكد موراتينوس أن تحالف الحضارات، في عالم مضطرب وموسوم بالتوترات الثقافية والدينية، أضحى ضروريا أكثر من أي وقت مضى لتخفيف حدة الاحتقان وتعزيز الاحترام والتفاهم المتبادل في جميع أنحاء العالم.