قالت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس الجمعة نقلا عن شهود، أن 24 متظاهرا على الأقل قتلوا وأصيب عشرات آخرون بجروح اثر إطلاق قوات الأمن الليبية الرصاص الحي على «التظاهرات السلمية» التي تشهدها البلاد منذ مساء الثلاثاء ضد نظام الزعيم الليبي معمر القذافي. في المقابل قالت مصادر طبية ووسيلة إعلام ليبية أن تسعة أشخاص قتلوا منذ بداية الاحتجاجات، في حين تحدثت مواقع الكترونية ليبية معارضة عن سقوط 11 قتيلا. وقالت المنظمة التي تدافع عن حقوق الإنسان في بيان إن «الاعتداءات الهمجية التي شنتها قوات الأمن على متظاهرين مسالمين تكشف حقيقة وحشية تعامل معمر القذافي مع أي حركة اعتراض داخلية». والقذافي هو عميد القادة العرب من دون منازع فهو يحكم البلاد منذ أكثر من أربعة عقود بدون منازع. وأضافت هيومن رايتس ووتش أن مئات «المتظاهرين السلميين» نزلوا إلى الشوارع الخميس في البيضاء وبنغازي ودرنة واجدابيا (شرق) وزنتان (غرب),, مؤكدة انه «بحسب العديد من الشهود فقد أطلقت قوات الأمن الليبية النار على المتظاهرين وقتلتهم لتفريق التظاهرات». وأضافت أن اعنف الصدامات وقعت في مدينة البيضاء (1200 كلم شرق طرابلس), مشيرة إلى أن الطاقم الطبي في مستشفى المدينة طلب الخميس نحو الساعة 00,13 المزيد من التجهيزات وقال انه لم يعد قادرا على استيعاب المزيد من الجرحى بعد تدفق 70 مصابا من المتظاهرين نصفهم في حالة حرجة بسبب إصابات بالرصاص. وقال متظاهر مصاب في البيضاء لهيومن رايتس ووتش انه اضطر لانتظار دوره في وحدة العناية المركزة، مؤكدا أن قوات الأمن قتلت 16 شخصا في هذه المدينة وأصابت عشرات آخرين. وبحسب هذا الشاهد فان قوات الأمن ورجالا مسلحين باللباس المدني أطلقوا الرصاص الحي على المحتجين. وتجمع المتظاهرون لتشييع متظاهرين قتلوا الأربعاء وتوجهوا إلى مبنى قوات الأمن على وقع هتاف «يسقط النظام» و»معمر القذافي ارحل»، وقد صور بعض المتظاهرين جانبا من التظاهرات بكاميرات هواتفهم الخلوية. وفي بنغازي التي تعتبر معقلا للمعارضة (ألف كلم شرقي طرابلس)، أفاد متظاهر أن رجالا باللباس المدني مسلحين بمديات انضموا إلى قوات الأمن لمهاجمة المتظاهرين الذين كان بينهم عدد كبير من المحامين المطالبين بوضع دستور للبلاد. وأكدت هيومن رايتس ووتش أنها «تمكنت من التحقق من ثمانية حالات وفاة» في صفوف المتظاهرين في بنغازي الخميس. وبالموازاة حضت الحكومة أنصارها على التظاهر. وتلقى المشتركون في هواتف ليبيانا رسالة نصية قصيرة تدعو «الشبيبة الوطنية» إلى الخروج «للدفاع عن الرموز الوطنية», كما أكدت هيومن رايتس ووتش. وأضافت المنظمة الحقوقية أن «استخدام قوات الأمن وقطاع طرق مسلحين لمنع الشعب من التعبير عن معارضته للحكومة يبدو أكثر فأكثر محكوما بالفشل»، مؤكدة أن هذا «التكتيك» جربه نظام حسني مبارك في مصر وفشل.