قال الفنان المصري محمود ياسين في تعقيبه على غياب السينما المصرية عن المهرجات الدولية، إن الانتاج السينمائي المصري أصبح الآن يخاطب الفضائيات "التي لا تبحث عن أفلام المهرجانات لتعرضها ولكنها تبحث عن أفلام التسلية". وأضاف الفنان المصري، في تصريحات نشرتها صحيفة مصرية مؤخرا، ضمن مقال حول غياب السينما المصرية عن المهرجانات الدولية بمناسبة اختتام الدورة الأخيرة من مهرجان (كان) الفرنسي، إنه من بين الأفلام العشرة التي قد تنتج السنة الجارية في مصر "لن نجد إلا فيلما أو فيلمين لنشارك بها في مهرجانات أقل قيمة، أما مهرجان (كان) فلن نجد الفيلم القوي الذي سنشارك به بقوة". وأشار الفنان بالخصوص إلى "ضياع" أكبر شركتين للسينما في مصر مع الانتقال إلى الاقتصاد الحر وهما شركة الاستديوهات والمعامل وشركة دور العرض، مشيرا إلى أن عدد الأفلام المنتجة سنويا في مصر انتقل من 131 فيلم سابقا إلى فيلم واحد سنة 1999 ف 48 فيلما سنة 2008 ثم 15 فيلما سنة 2009. وفي المقابل أكد السيناريست ممدوح الليثي، رئيس اتحاد النقابات الفنية، أنه يتعين النظر إلى السينما المصرية ب"نظرة تفاؤل لا تشاؤم" خصوصا مع وجود مخرجين شباب تنبأ لهم ب"مستقل كبير" ذكر منهم مروان حامد وكاملة أبو ذكرى. واعتبر ممدوح الليثي أن السبب في غياب السينما المصرية عن المهرجانات الدولية وجوائزها يرجع بالأساس إلى نقص في التقدم التقني سواء في معدات الصوت والصورة ومعامل التحميض وليس إلى غياب الإبداع. وتساءلت الصحيفة في المقال الذي حمل عنوان "بعد فوز تايلاند وتشاد في مهرجان (كان): الأفلام المصرية للاستهلاك المحلي فقط"، عن سر غياب السينما المصرية صاحبة التاريخ الذي يزيد عن مائة عام في الوقت الذي فاز فيه فيلم تايلاندي بالسعفة الذهبية لمهرجان (كان) وحصل فيه مخرج تشادي على جائزة لجنة تحكيم المهرجان. و في سياق التعليق على جوائز مهرجان (كان) السينمائي أيضا قالت صحيفة مصرية أخرى، في مقال تحت عنوان " السياسة قبل الفن أحيانا" إن جوائز المهرجان عبرت بوضوح عن ظاهرة "خلط السياسة بالفن" بالرغم من أن الأفلام الفائزة ليس لها علاقة مباشرة بالسياسة. وكان فيلم "العم بونمي"، لمخرجه التايلاندي ابيتشات بونج ويراسيثاك قد فاز الأحد الماضي بالسعفة الذهبية في مهرجان (كان) السينمائي فيما فاز بالجائزة الكبرى الفيلم الفرنسي "رجال ورموز" من إخراج كزافيي بوفوا. ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للفيلم التشادي "الرجل الذي يصرخ" لمحمد صالح هارون.