قال وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج في تقديمه للعدد الأول من السلسلة الجديدة لمجلة الفنون، أن إعادة إحياء هذه المجلة يأتي انسجاما مع اضطلاع الوزارة بمهامها في الارتقاء بالفنون وتوسيع دائرة ممارستها من خلال ما أنيط بها من اختصاصات تهم تطوير مجالات المسرح والسينما والموسيقى وغيرها من الفنون، وتوفير فضاءات للنقاش المستمر والتداول النظري والتطبيقي حول الفنون وقضاياه وما يطرحه من إشكالات.. مذكرا خلال الندوة التي نظمت في إطار فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، بأن الوزارة تعمل وفق مخطط لتنشيط الإنتاج والصناعة الثقافية، وأن من بين إيجابيات إعادة إصدار مجلة الفنون، إثراء النقاش واحتضان المفكرين والمبدعين، وهذا يدخل في إطار المكتسبات التي أتى بها الدستور، والتي تتعلق أساسا بالعناية بالإبداع الثقافي والفني. وتحدث بعد ذلك عن قيمة المجلة في حد ذاتها، حيث أشار إلى أنها تضم رصيدا وثائقيا مهما للجميع، وأنها تواكب التظاهرات الثقافية والفنية، وتسهر على إعدادها هيئة تحرير تتكون من أسماء نشيطة في حقول الإبداع والنقد الفني. كما أشار الوزير إلى أن دعم الصناعة الثقافية يأتي انطلاقا من الوعي بأنها تشكل رافعة للتنمية الاقتصادية. وأضاف أن مجلة الفنون ستسد النقص الحاصل في مجال الإبداع الفني، وفي مواكبة الطفرة النوعية التي تشهدها الحركة الفنية المغربية. وختم مداخلته بعد ذلك بالتذكير بأن الإصدار الورقي للمجلة له أهميته ومكانته، وأنه سيظل حاضرا بقوة، مهما يعرفه التطور التكنولوجي من تقدم. واعتبرت مديرة المجلة فوزية لبيض خلال نفس الندوة، أن ربط الإنتاج الفني بالوثيقة الورقية والتكنولوجية من شأنه أن يضمن الانتشار على طول الخريطة الثقافية، وأن مجلة الفنون أتت لمواكبة كل ما يتم إنجازه من فعاليات فنية، وتعميق التواصل الثقافي والفني. كما ذكرت فوزية لبيض أن المجلة، مسؤولية تاريخية وأنها ليست مشروع شخص، بل مشروع مؤسسة، وأنها تعمل على تأريخ الهوية الثقافية المغربية وخلق أفق للبحث والإنتاج الفني. وتحدثت بعد ذلك عن الخط التحريري لمجلة الفنون، حيث أشارت إلى أنه خلال التهييء لإصدار المجلة، يتم تنظيم ندوة في المجال الفني وجعلها المحور الرئيسي لكل عدد. وأنه يتم الأخذ بعين الاعتبار خلق توازن بين محتويات المجلة، ففي هذا العدد، هناك في المعدل، ثلاث مواد تخص كل مجال فني. ولفتت الانتباه إلى أنه سيتم رقمنة الأعداد السابقة للمجلة، لأنها تشكل رصيدا ثقافيا وفنيا مهما، لا بد من إعادة الاعتبار إليه وجعله في متناول القراء والمتتبعين. وجاء في افتتاحية هذا العدد، أن مجلة الفنون تشكل منبرا مفتوحا على الأقلام التي تستقرئ روح العصر، لإسماع صوت الإيقاعات وكل أشكال التعابير الفنية والإبداعات المجددة التي هي رأس مال الإنسانية الذي لا يفنى، باعتبار أن الفن برسائله هو إرث يحمل في مكنوناته أدوات التنوير والحداثة والرقي الحضاري والوعي بأن الثقافة هي الحل للعيش في كنف الأخلاق والسلم والمحبة والتصالح مع القيم الإنسانية الخالدة. يضم العدد الجديد ملفا حول موضوع ” الفنون المغربية: التأسيس والاستمرارية”، تتوزع مواده على الأبواب الآتية: المسرح، بمساهمة عبد الرحمن بن زيدان (فن الملحون وتأصيل التراث في الفرجة المسرحية المغربية)، عبد الواحد عوزري (ديوان سيدي عبد الرحمان المجذوب للطيب الصديقي: مسرحية تعبر كل الأزمنة)، مصطفى رمضاني (المسرح بمدينة وجدة وسؤال تأسيس المسرح المغربي). ويساهم في باب التشكيل والفوتغرافية: موليم العروسي (أالتشكيل والفوتغرافية على خطى التأسيس)، محمد الشيكر (الفن الفطري المغربي، تحولات في جناليات التلقي)، جعفر عاقيل (ومضات حول تاريخ الفوتغرافيا بالمغرب). وفي باب السينما: أحمد السجلماسي (حول الفيلموغرافيا السينمائية بالمغرب)، حميد تباتو (التراكم ومعاني الإبداعية في السينما المغربية)، محمد البوعيادي (أب السينما المغربية: محمد عصفور). وفي باب الموسيقى: عبد الله الشليح (الحاج محمد بلكبير: أحد أبرز أعلام شعراء الملحون)، حسن نرايس (ناس الغيوان مجموعة موشومة في الذاكرة). وفي باب الفنون الشعبية: موسى فقير (تمظهرات الإيقاعات الموسيقية التراثية الشعبية)، بشرى السعيدي (الفنون الشعبية الموسيقية في منطقة درعة تافيلالت)، حسن بحراوي (دفاعا عن فن الزجل المغربي)، يوسف توفيق (تجليات الكرنفال في الثقافة الأمازيغية من خلال فن بوغانيم). وفي مجال الصناعة الثقافية والإبداعية في المغرب، ساهم كل من عبد العالي معزوز وإدريس القري. كما يضم العدد عدة مساهمات في مجالات مختلفة: معالم ومآثر، الرقص، فن العيش، مرئيات، التشريع الفني، وبورتريه خاص بالموسيقار الراحل أحمد البيضاوي، وحوار مع المدير العام للمكتب المغربي لحقوق المؤلفين، وقراءات نقدية ومتابعات. وبمصاحبة هذا العدد وثيقة عبارة عن مسرحية “الكراسي” من اقتباس الطيب الصديقي عن أوجين يونسكو.