قال الرئيس المدير العام لمجموعة التجاري وفا بنك، محمد الكتاني، إن المقاولات الصغرى والصغيرة جدا، تشكل رقما مهما في عالم الأعمال، كما أنها تساهم في ريادته وطنيا، مشددا على ضرورة مواكبة هذه المقاولات، من خلال العمل بالتوجيهات الملكية في هذا الصدد. وأكد محمد الكتاني، أمس الأربعاء، بملتقى المقاولات الصغرى بمدينة الدارالبيضاء، بأن تحقيق النجاح بإمكان الجميع، فقط كل ما يحتاجه المقاول الصغير، هو الاجتهاد والمثابرة والصبر، فضلا عن الطموح والعمل على تحديد الهدف، مؤكدا أنه “لا أحد بدأ كبيرا”. ودعا الرئيس المدير العام لشركة التجاري وفا بنك، إلى ضرورة العمل على مواكبة المقاولات الصغرى في المغرب، مشددا على ضرورة الخروج بتوصيات وقرارات عملية من الملتقى الذي يستضيف مجموعة من الشركات الصغرى. وشدد المتحدث على إنجاح هذه المقاولات التي اعتبرها مسؤولية القطاع العام والخاص على حد سواء، نظرا لدورها الكبير في محاربة البطالة، والرفع من مدخول الأسر المغربية، والمساهمة في استقرار العديد من الشباب المغربي. ولم يخف محمد الكتاني وجود مجموعة من الإكراهات التي تواجه المقاولات، لاسيما الصغرى منها، نتيجة ضعف التمويل والمواكبة، مشيرا إلى أن هذا المنتدى هو فرصة للخروج بمجموعة من التوصيات التي ستنشر على شكل كتيب يمكن أن يطلع عليه جميع المتدخلين في عالم المال والأعمال. من جهته، نوه وزير الاقتصاد والمالية، محمد بنشعبون، بتنظيم هذا الملتقى الذي سيكون، بحسبه، فرصة لتبادل الآراء، مسجلا، بأن المقاولات الصغرى تحظى بأهمية خاصة من طرف جلالة الملك محمد السادس، والحكومة أيضا. وبلغة الأرقام، كشف محمد بنشعبون، بأنه 95 في المائة من المقاولات المغربية هي شركات صغرى، يناهز حجم تعاملها المالي 3 ملايين درهم. ومن تم، فإن أهميتها تكمن في خلق مجموعة من مناصب الشغل لفائدة الشباب ومحاربة الفقر والبطالة. وبسط بنشعبون المشاريع التي أنتجتها الحكومة والتي تشتغل عليها حاليا، في إطار خلق مناخ أعمال جيد، انطلاقا من مباشرة مجموعة من الإصلاحات من قبيل إصلاح المراكز الجهوية للاستثمار، وتنشيطها بشكل فعال، علاوة على مواكبة المقاولات لإنجاح مشروعها. كما عملت الحكومة، أيضا، على “إطلاق مشروع المقاولات الإلكترونية في إطار تبسيط الإجراءات، وتسهيل ولوجها إلى التمويل ورفع القروض من طرف الأبناك، وكل ذلك، في إطار مخططات واستراتيجيات، كمخطط تسريع، والمغرب الأخضر”، يقول وزير الاقتصاد والمالية. ودعا محمد بنشعبون، إلى وجوب العمل على مواجهة التحديات التي تواجه القطاع، وذلك، بمساهمة جميع المتدخلين والفاعلين، من أجل التوافق حول إستراتيجية واحدة، هادفة، ومتكاملة، تمكن من تحديد الإجراءات، الأولوية منها بالدرجة الأولى. وشهد الملتقى، حضور وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، مولاي حفيظ العلمي، الذي أبرز هو الآخر، أهمية المقاولات الصغرى، في النسيج الاقتصادي المغربي، مشيرا إلى أن مجموعة من المقاولات لا زالت لم تنتقل بعد إلى العالم الرقمي، في الوقت الذي في حاجة فيه إلى استعمال الوسائط التكنولوجية والابتكار. ونفى مولاي حفيظ العلمي أن تكون الحكومة قد أولت أهمية فقط للمقاولات والشركات الكبرى، ردا منه، على بعض الأصوات التي تؤاخذ الحكومة بهذا الشأن، موضحا، بأن هذه الشركات الدولية تقدم صورة إيجابية عن المغرب، كما أن العديد من المقاولات الصغرى تشتغل إلى جانبها. وذكر العلمي، بأن المقاولات الصغرى، بالفعل لا زالت تواجهها بعض الصعوبات كإشكالية الولوج إلى القروض، نظرا لأن الأبناك لا تثق في المقاولين الشباب، الذين لا يتوفرون على حصيلة المعاملات المالية، هذا مع عدم توفرهم على فواتير أداء الضرائب، من تم يجد أصحاب هذه المقاولات مشكلة في الوصول إلى الدعم لأن الثقة مفقودة فيهم. ووعد وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، المقاولين الصغار بمواكبتهم والعمل إلى جانبهم، من خلال القوانين، والدعم، والتمويل.. حتى يصبحوا هم الآخرين قادرين على ربح الصفقات العمومية من طرف المؤسسات الحكومية، التي لا تثق هي الأخرى في مؤهلات وقدرات المقاولات الصغرى. من جانبه، اعتبر رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب “CGEM”، صلاح الدين مزوار، أن الحديث حول موضوع المقاولات الصغيرة، جاء في وقت حساس ومهم جدا، لاسيما، وأن الملتقى عرف حضور جميع الأطراف المتدخلة، بمعنى، الحكومة، المقاولات والأبناك. ودعا صلاح الدين مزوار، في مداخلته، إلى ضرورة الخروج بقرارات عملية، تتضمن التزاما حكوميا بمواكبة ودعم المقاولات من أجل تجاوز الصعوبات التي تواجهها، مشددا، على أن المقاول يحتاج إلى مثل هذه الالتزامات، وليس إلى استراتيجيات قال إنها “كافية”. وطالب مزوار، بضرورة تجاوز الإشكالات التي يعرفها الاقتصاد المغربي، أو بالأحرى السوق الوطنية التي تتكون من المقاولات، وكذا الزبون، مشددا على الحاجة لخطط حكومية تسمح بتجاوز بعض المشاكل التي يشهدها النسيج الاقتصادي، من أجل المساهمة في الرفع من الأداء الاقتصادي لهذه المقاولات التي تساهم في خلق فرص شغل لفائدة الشباب. وشدد رئيس CGEM على الزيادة في حجم الاستثمارات، بالإضافة إلى الرفع من زيادة تكوين الشباب في التخصصات الأكثر طلبا في السوق، وهو ما كان قد أكد عليه جلالة الملك محمد السادس في عدة مناسبات، على حد تعبيره. وختم صلاح الدين مزوار، كلمته، بالدعوة إلى أن تكون التدابير قوية لمحاولة حل مجموعة من الإشكاليات التي تواجه المقاولات، واصفا الموضوع بالشائك والذي يتطلب أولوية لوضع الثقة في المقاولين والدفع بهم لإنجاح مشاريعهم. وشهدت الجلسة الافتتاحية للملتقى المصادقة على مجموعة من الاتفاقيات التي تهم المقاولات الصغرى، وذلك، بين كل من المؤسسات الخاصة والحكومية.