كان العميد السابق لأسود الأطلس نور الدين النيبت، على حق عندما انتقد اختيار المنتخب الأرجنتيني لمواجهة المنتخب المغربي وديا استعدادا لكأس إفريقيا للأمم الصيف القادم. انتقاد النيبت راجع لكون المواجهة في نظره ستكون غير مفيدة، وكان من الأفيد مواجهة منتخب إفريقي، مادام الموعد الأفريقي القادم لن تتواجد به منتخبات كالشيلي والبرازيل والأوروغواي. والواقع أن اختيار الأرجنتين لإجراء مباراة ودية يعود بالدرجة الأولى لإصرار المدرب هيرفي رونار على ملاقاة منتخب كبير، بينما رفض اللعب ضد تونس، رغم الاتفاق المسبق بين فوزي لقجع ومسؤولي الاتحاد التونسي لكرة القدم، إلا أن فيتو رونار في الأخير حال دون ذلك، مما أغضب لقجع وأقلق الجريء. وإصرار رونار على كل ما هو أوروبي، يحمل في ثناياه رغبة في الوصول بأسهل الطرق إلى العالمية، بعدما أصبح يعتقد أن قيمته تجاوزت القارة السمراء التي قدمته للعالم، وهو الذي كان يبحث عن موطئ قدم مع صغار القارة، بعد أن فشل فشلا ذريعا حتى مع أصغر الأندية بالدوري الفرنسي. والتفسير الوحيد لهذا الإصرار على مواجهة منتخب أوروبي، رغم أن المنتخب الذي يقوده يستعد لموعد إفريقي، يعود لخدمة أجندة شخصية تتجلي في السعي لتقديم نفسه كمدرب عالمي، واستغلال مثل هذه المناسبات لكسب هوية دولية، وامتداد واسع بحثا عن أفق أرحب. هو يعرف جيدا أن أيامه أصبحت معدودة على رأس المنتخب المغربي، وأن “الكان” القادم بمصر سيكون آخر مناسبة يشرف فيها على المنتخب المغربي، وهذا يظهر أيضا من خلال وجود نوع من التنافر بينه وبين الجامعة، وعلى رأسها فوزي لقجع، مع العلم أن ما حدث بمونديال روسيا من مشاكل، والطريقة التي تم بها الترويج لإمكانية رحيله عن المنتخب المغربي، مباشرة بعد العودة من كأس العالم، كلها معطيات تفيد بأن أيامه أصبحت معدودة، وأن رونار راحل لا محالة. ففي كل تحرك أو مناسبة، يتم الترويج لأخبار ارتباط رونار بإحدى المنتخبات سواء أوروبية أو آسيوية أو خليجية وحتى عربية، التسريبات كثيرة في هذا الشأن، وأخرها ما دار من حديث عن حصول اتفاق سري بينه وبين مسؤولين بالاتحاد الإماراتي على هامش حضوره منافسات كأس آسيا بأبو ظبي. إنه إتقان لأسلوب المناورة من طرف هذا المدرب الذي قال يوما ما انه على استعداد للمجيء المغرب مشيا على الأقدام، إذا تم اختياره لتدريب أسود الأطلس، واليوم تغيرت النظرة وتغيرت المعطيات، وأصبح يعتقد أنه أبواب العالمية فتحت أمامه. المؤكد أن الجامعة على علم بكل تحركات رونار، ورادار لقجع يرصد تحركات وسكنات هذا الإطار الفرنسي، وعليه فهناك تفكير جدي في البديل المحتمل لخوض غمار تصفيات مونديال قطر في 2022 و”الكان” سنة 2021 بالكامرون، والأيام القادمة كفيلة بأن تظهر للوجود ما يتم حاليا إخفاؤه عنوة، تفاديا لحدوث هزات وإرباك سيكون ضحيتها بالدرجة الأولى المنتخب المغربي.