رونار أكد أنه رجل المرحلة وثقتنا كبيرة فيه ليواصل الرحلة «روح» الغابون يجب أن تصبح قاسما مشتركا بين كل المنتخبات الوطنية أعمل جاهدا من أجل أن يصبح للمغرب مكان في تنفيذية «الكاف» فوزي لقجع.. هذا الرجل الذي لا يهاب أبدا الدخول يوميا لأعاصير الأرقام ليضبط الميزانيات وليفك شفرات الأرقام بحكم وظيفته، أرته إفريقيا ما لم تره عينه يوما وما لم تضبطه حواسه، لقد كان كأس إفريقيا للأمم بالغابون عبارة عن إعصار للمشاعر وهيجان للعواطف وعاصفة من المسؤوليات، لقد فعل لقجع كرئيس للجامعة كل ما يستطيعه لوجيستيكيا من أجل أن يعبد الطريق ويخترق بالفريق الوطني الأدغال ويسقط الإكراهات، وعندما دخل مسرح التباري وجد أن ما تحتاجه كأس إفريقيا للأمم أكبر بكثير من ذلك، كانت هناك حاجة لروح الكوماندو لقهر المستحيل ولتبدبد كل الغيوم من أجل أن يطلع هلال الأسود أخيرا. بالقطع نستشعر بعض الحزن على أن الفريق الوطني لم يصل فعليا إلى ما كان مؤهلا له بالأداء وبالروح الجماعية، أي ما هو أبعد من الدور ربع النهائي، إلا أن المحصلة بحسب السيد فوزي لقجع مرضية جدا، ولا بد من أن تصبح أساسا لوضع سقف الأهداف في أي من الإستحقاقات القارية التي يقبل عليها الفريق الوطني. بعين المسؤول عن الجهاز الوصي على كرة القدم يقدم فوزي لقجع محاكمة لمشاركة الفريق الوطني بالغابون تجيب على كثير من أسئلة المرحلة. - المنتخب: إذا ما هي خلاصاتكم كجامعة من مشاركة الأسود في كأس إفريقيا للأمم الأخيرة؟ فوزي لقجع: أول خلاصة أن الفريق الوطني أصبح يتمثل بشكل فعلي العناصر النفسية والتقنية والتكتيكية الواجب توفرها لإنجاح أي مشاركة في المونديال الإفريقي، أنا لا أنظر لبلوغ هدف تجاوز الدور الأول لأول مرة منذ أربع دورات بمعزل عن الأداء وعن السلوك الجماعي، لقد حصلنا في الغابون على ما كنا نفتقده في الدورات السابقة، الروح الجماعية التي من دونها لا يستطيع أي منتخب أن يفرض ذاته في قارته الإفريقية. يجب أن نمعن في قراءة الإنطباعات التي قدمها كثير من المحللين هنا بالغابون عن الفريق الوطني، كثيرون هم الذين حدثوني بصدق عن الذي شاهدوه، فقد أجمعوا على أن الفريق الوطني قدم نفسه خلال كأس إفريقيا للأمم كمنتخب قوي ومتماسك كان بمقدوره أن يصل لأبعد من الدور ربع النهائي، وهذا الأمر مثلما أنه يملؤنا بالثقة والتفاؤل فإنه يفرض علينا أن نراكم عليه وأن نستثمره لنواصل العمل بذات لطريقة من أجل أن لا يتنازل الفريق الوطني في القادم من الإستحقاقات والمباريات عن المستويات التي قدمها بالغابون. والأكيد أننا سنتدارس بشكل هادئ ومسؤول المحصلات العامة لنحدد طبيعة العمل المستقبلي وإن كنت أعتقد على أن القطار وضع أخيرا على سكته الصحيحة. - المنتخب: من أكبر القرارات التي تبرز اليوم، تحديد مصير المدرب والناخب الوطني هيرفي رونار، الذي يقول عقده أن الهدف المتوافق عليه هو الوصول إلى نصف نهائي كأس إفريقيا للأمم، فهل قررتم تجديد الثقة فيه برغم أنه اكتفى بالوصول للدور ربع النهائي؟ فوزي لقجع: ماذا كان ينقص هذا الفريق ليصل لدور النصف، أو حتى لينافس على اللقب؟ لو عدنا لمباراة مصر التي توقف عندها المسير الإفريقي لوجدنا أن الفريق الوطني كان يستحق شيئا آخر غير الخسارة في هذه المباراة بشهادة كل الملاحظين والفنيين، لقد كان الفريق الوطني هو الأفضل على كافة المستويات، وللأسف لم تساعده أرضية الملعب ليتعامل بشكل جيد مع فرص التهديف الكثيرة التي لاحت له، إذا هناك شيء أكبر من أن يرتبط الهدف بشيء بعينه، فقد كان بالإمكان أن يصل هذا الفريق الوطني لنصف النهاية أو حتى للمباراة النهائية من دون أن يقدم الإشارات القوية على أنه فريق متطور وقوي من جميع المناحي، لذلك نحن كجامعة راضون كل الرضى على أن الوجه الرائع الذي ظهر به الفريق الوطني بالغابون هو نتاج لعمل تقني علمي من المستوى الرفيع وهو أيضا بصمة واضحة للمدرب هيرفي رونار الذي قال في أكثر من مناسبة على أن هذا الفريق يتطور باستمرار، وعندما نستحضر أن هذا الفريق لعب في غياب أربعة من مهاجميه واستطاع مع ذلك أن يقدم مستويات جيدة، فإننا ندرك على أن المدرب هيرفي رونار نجح لأبعد الحدود في تحقيق الأهداف وبالتالي لا بد وأن نجدد فيه ثقتنا لنواصل العمل بشكل جماعي من أجل أن يمر هذا المنتخب إلى مستوى متقدم من حيث أدائه الجماعي، ليصبح علامة فارقة ومميزة في كرة القدم الإفريقية. شيء آخر هو أننا نريد أن نعتمد هذه الروح الجماعية التي أبرزها الفريق الوطني في كأس إفريقيا للأمم لتصبح لازمة داخل كل المنتخبات الوطنية بلا إستثناء، إذا هو عمل مستقبلي كبير ينتظرنا جميعا وأنا موقن بأن هيرفي رونار سينجح في كسب كثير من الرهانات المستقبلية، لقد أصبح الفريق الوطني اليوم سابع أقوى منتخب في إفريقيا، ووصوله للدور ربع النهائي سيؤهله ليتقدم خطوات في الترتيب العالمي للفيفا، والغاية طبعا هو أن يكون هذا الفريق الوطني بأتم الجاهزية شهر غشت القادم عندما يحين موعد مباراة مالي عن الجولة الثالثة لتصفيات كأس العالم 2018.
- المنتخب: الجماهير المغربية كانت تتطلع لكي تعانق هذا المنتخب بعد موندياله الإفريقي الناجح بالغابون، فهل ستؤجلون هذا العناق إلى غاية شهر غشت موعد المباراة الرسمية أمام مالي برسم تصفيات كأس العالم 2018؟ فوزي لقجع: كان بودنا لو أن الفريق الوطني عاد بكامل أطقمه إلي المغرب بعد انتهاء مشواره في «الكان»، إلا أنكم تعرفون أن القوانين الدولية تفرض أن يعود اللاعبون يومين فقط بعد نهاية إلتزاماتهم مع منتخباتهم الوطنية، لذلك حرصت كل الحرص على أن نجري اللقاءين الوديين خلال شهر مارس القادم بالمغرب بعد أن كانت النية تتجه سابقا إلى إقامة المباراتين خارج الوطن، وستكون مناسبة للجماهير لتتفاعل مع فريقها الوطني لتزيد من شحناته العاطفية والمعنوية ليواصل العمل من أجل إنجاح الإستحقاقات القادمة. - المنتخب: هل رتبتم مباريات ودية من طراز رفيع؟ فوزي لقجع: بالفعل حصلنا على طلب رسمي من الجامعة السينغالية لإجراء مباراة ودية بين أسود الأطلس وأسود التيرانغا، ومن دون شك سنتوافق على هذا الأمر، كما أننا جادون في ترتيب مباراة ثانية أمام منتخب نيجيريا، وأعتقد أن هاذين الطبقين الكرويين سيكونان مناسبة للفريق الوطني ليزيد من تلاحمه وليتم تحضيره بشكل قوي للرهانات القادمة. - المنتخب: بوجودكم بليبروفيل كانت لكم لقاءات مع قيادات كروية إفريقية، وكان لكم على وجه الخصوص لقاء على انفراد مع عيسى حياتو رئيس الكاف، إلى أي مواضيع أخذكم النقاش؟ فوزي لقجع: أول شيء يكون من باب اللياقة أن ألتقي بالسيد عيسى حياتو، تثمينا لكل الإنطباعات التي ترسخت في اللقاءات السابقة التي عقدناها بالمغرب وبفرنسا، وأنا حريص دائما على أن أبلغ السيد عيسى حياتو أن المغرب واثق من وقوف إفريقيا إلى جانبه في مسعاه من أجل احتضان كبريات التظاهرات العالمية وتحديدا كأس العالم، لقد قلت له أن إفريقيا لا بد وأن تدافع عن أحقيتها في تنظيم التظاهرات العالمية، وهي لن تكون في كل الأحوال معزولة في نضالها لطالما أنها تحظى على الدوام بدعم كامل ولا مشروط من القارة الأسيوية، وأعتقد أن السيد عيسى حياتو الذي أثنى بالمناسبة على مثالية الحضور المغربي في كأس إفريقيا للأمم وأبلغني شخصيا مدى إعجابه بالعروض القوية التي قدمها أسود الأطلس في مبارياتهم الأربع، لا يحتاج إلى تأكيد أنه يضع الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم كمؤسسة وصية على الكرة الإفريقية كأكبر مناصر للمغرب في مسعاه من أجل تنظيم كأس العالم. اللقاء أيضا كان مناسبة لكي أؤكد على أنه آن الأوان للمغرب لكي يكون له موقع قدم في مراكز القرار بمعنى أن يكون حاضرا ليس فقط في اللجنة التنفيذية للكونفدرالية الإفريقية ولكن في كل اللجان، لأن للمغرب كفاءات لا بد وأن توظف لصالح كرة القدم الإفريقية، وحرصت أيضا على أن أؤكد للسيد عيسى حياتو ضرورة التعامل مع كأس إفريقيا للأمم كحدث كوني لا بد وأن يحافظ على نظارة الصورة ولا يسقط في أي شيء يخدش هذه الصورة، والإحالة بالطبع هنا على الوضعية الكارثية التي كانت عليها أرضية ملعب بورجونتي، مثل هذه الأشياء لا بد أن تحارب في القادم من نسخ كأس إفريقيا للأمم. - المنتخب: ما هو جديد ترشيحك لعضوية اللجنة التنفيذية للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم؟ فوزي لقجع: طبعا نشتغل على هذا الأمر بكل احترافية ونزاهة فكرية، سأكون متنافسا في ذلك مع السيد راوراوة رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم ورئيس الجامعة الليبية لكرة القدم، وسأحاول قدر ما أستطيع بمساعدة الأصدقاء أن أملأ فراغا على مستوى اللجنة التنفيذية للكاف منذ سنة 2004، شخصيا لا أجزم بأنني سأنال المنصب من دون إشتغال في الكواليس، وإذا قدر أن لا أكون عضوا تنفيذيا، فإن ذلك لن يثني من سيأتي من بعدي للمحاولة ثانية، أنا لا أنظر للمنصب على أنه قيمة مضافة لشخصي، فلي من المسؤوليات الوطنية ما يكفيني ولكنني أرى في التواجد داخل تنفيذية الكاف إقرارا بمرجعية المغرب، إنه منصب ينتصر بالأساس لموقع المغرب الإستراتيجي في قارته الإفريقية.