أعلن وزير الشغل والإدماج المهني، محمد يتيم، عن انتهاء عملية الانتقاء النهائي للعاملات المرشحات للهجرة من أجل العمل الموسمي في الضيعات الفلاحية بإسبانيا، كاشفا أن العملية أسفرت عن انتقاء ما يقارب 7500 عاملة ستخوض هذه التجربة لأول مرة، بالإضافة إلى حوالي 12.000 عاملة معاودة، في حين تم خلال الموسم الفلاحي الماضي (2018) تشغيل أزيد من 15.000 عاملة موسمية من الساكنة القروية. وتوقع الوزير الذي كان يتحدث، صباح أمس الاثنين، خلال اللقاء الذي نظم بوزارته وخصص للتوقيع على اتفاقية شراكة بين وزارة الشغل والإدماج المهني والوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، أن يصل عدد العاملات الموسميات اللواتي سينتقلن لإسبانيا، هذه السنة، إلى حوالي 19500 عاملة. واعتبر المسؤول الحكومي عملية تشغيل العمال والعاملات المغاربة بإسبانيا، والتي يؤطرها الاتفاق الثنائي في مجال اليد العاملة المبرم بين المملكة المغربية والمملكة الإسبانية منذ 25 يوليوز سنة 2001، بأنها من ضمن التجارب الرائدة في مجال تدبير الهجرة الموسمية. وأشار يتيم إلى أن العملية مكنت، منذ سنة 1999، إبان توقيع البلدين على اتفاق ثنائي في مجال العمل الموسمي قبل امتداده إلى العمل القار سنة 2001، من انتقال العديد من العمال والعاملات من كل أنحاء المغرب للعمل بالمزارع الفلاحية بجنوب إسبانيا، وساهمت بشكل كبير في النهوض بأوضاعهم سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي. وأوضح يتيم، بشأن اتفاقية الشراكة التي كانت محور هذا اللقاء، والتي تجمع بين وزارة الشغل والإدماج المهني والوزارة المكلفة بالمغاربة، أنها تأتي من أجل تعزيز التعاون والتنسيق بين الوزارتين بشكل أكبر، من أجل دعم ومواكبة العمال والعاملات المغاربة الموسميين لتأطير ظروف عملهم وإقامتهم بالديار الاسبانية. وأضاف أنه بمقتضى هذه الاتفاقية، سيتم اتخاذ تدابير إجرائية تتمثل في القيام بزيارات ميدانية مشتركة إلى الضيعات الفلاحية بإسبانيا بتنسيق مع السلطات الإسبانية المكلفة بشؤون الهجرة وتقوية التواصل والتنسيق معها لإحاطة عملية التشغيل الموسمي بكافة مقومات النجاح وضمان شروط العمل اللائق، مع وضع آلية لمواكبة العاملات المغربيات طيلة فترة الموسم الفلاحي. وأكد، فيما يعتبر ردا على القلق والجدل الذي تصاعد بعد الإعلان عن تعرض بعض العاملات المغربيات خلال مواسم سابقة لحالات تحرش واغتصاب، أن “الوزارة عقدت العديد من الاجتماعات والمشاورات مع الجانب الإسباني، كما قام وفد مغربي بزيارات ميدانية لإقليم “ويلبا”، وعقد عدة اجتماعات مع المسؤولين الإسبان تمحورت حول تقييم عمليات التشغيل الموسمي والتباحث بشأن سبل تحسين ظروف عمل وإقامة العاملات الموسميات في حقول جني الفراولة والفواكه الحمراء بإقليم ويلبا. وأفاد المسؤول الحكومي، أنه بناء على ذلك، تم تحديد إجراءات وتدابير تهدف إلى تعزيز وتجويد ظروف اشتغال وإقامة العاملات المغربيات، كما تم الاتفاق على إضفاء الطابع الثقافي والإنساني والتكويني على عملية التشغيل الموسمي وإدخال تغييرات جديدة عليها بدءً من إجراءات التحضير لعمليات الانتقاء إلى حين عودة المستفيدات إلى بلدهن الأصلي، والعمل على ضمان عملية آمنة ومنظمة، لاسيما وأن المشغلين الإسبان بمنطقة “ويلبا” عبروا في أكثر من مناسبة عن رضاهم عن الأداء الجيد للعاملات المغربيات خلال الموسم الماضي، وفق تعبير الوزير. ولم يفت المسؤول الحكومي أن يؤكد على الدور الذي تضطلع به الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، حيث تقوم فروع الوكالة المتواجدة بعدد من الأقاليم بعمليات تحسيسية وتأطير للمرشحات للاشتغال في الحقول الإسبانية، مبرزا أن هذه المواكبة لن تتوقف عند هذا الحد (أي مواكبة قبلية) بل ستمتد خلال إقامتهن في إسبانيا وأيضا بعد العودة.