قال وزير الشغل والإدماج المهني محمد يتيم، إن التحرش الجنسي الذي تعرضت له عاملات موسميات بحقول الفراولة بإسبانيا السنة الماضية، يمكن أن يقع في أي بلد من بلدان العالم، مشيرا إلى أنه بالرغم من أن القضاء حفظ الملف إلا أن هذا لا ينفي أنه يجب “فتح أعيننا والدفاع عن العاملات ليشتغلن في شروط الكرامة المعنوية والمادية”. جاء ذلك في كلمة له على هامش توقيع اتفاقية شراكة بين وزارته والوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج من أجل مواكبة العمال والعاملات المغاربة الموسميين بإسبانيا، اليوم الاثنين. وأوضح يتيم، أنه تم وضع ترتيبات لتحسين شروط عمل العمال والعاملات المغاربة خلال الموسم الحالي والمواسم الفلاخية المقبلة، من بينها عقد العديد من الاجتماعات والمشاورات مع الجانب الاسباني، والقيام بزيارات ميدانية للوفد المغربي، والتباحث بشأن سبل تحسين ظروف عمل وإقامة العاملات الموسميات وتحديد إجراءات وتدابير تهدف لتعزيز ظروف اشتغالهن. كما تم الاتفاق، يضيف يتيم، على إضفاء الطابع الثقافي والإنساني والتكويني على عملية التشغيل الموسمي والعمل على ضمان عملية آمنة ومنظمة. ولفت الوزير، إلى أنه تم انتقاء خلال الفترة من 16 و19 يناير 2019، ما يقارب 7500 عاملة، بالإضافة إلى 12 ألف عاملة معاودة. يذكر، أنه تم اليوم الاثنين، بمقر وزارة الشغل والإدماج المهني التوقيع على اتفاقية شراكة بين وزارة الشغل والإدماج المهني والوزارة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة بخصوص مواكبة العمال والعاملات المغاربة الموسميين بإسبانيا. وتندرج هذه الشراكة في إطار سلسلة التدابير التي تم إقرارها هذه السنة لتحسين وتجويد عملية تشغيل العاملات الموسميات بالضيعات الفلاحية بإسبانيا لإحاطتها بكافة مقومات النجاح وضمان شروط العمل اللائق، مع وضع آلية لمواكبة العاملات المغربيات طيلة فترة الموسم الفلاحي. وبمقتضى هذه الاتفاقية، ستعمل القطاعان الوزاريان على تنسيق جهودهما من أجل تنفيذ عدد من التدابير الإجرائية المتمثلة على وجه الخصوص في القيام بزيارات ميدانية مشتركة إلى الضيعات الفلاحية، بتنسيق مع السلطات الإسبانية المكلفة بشؤون الهجرة، وتقوية التواصل والتنسيق مع الجانب الإسباني. وفي مجال التواصل والتحسيس، سيتم الشروع في تنفيذ أنشطة ثقافية وترفيهية موجهة للعمال والعاملات المغاربة المتواجدين بالضيعات الفلاحية بإقليم ويلفا، ووضع برنامج لتعليم اللغة الإسبانية لفائدتهم. كما سيتم العمل على وضع رقم هاتفي خاص رهن إشارة العمال والعاملات الموسميين للتوجيه والإرشاد، وكذا مطويات ودلائل تحسيسية حول الحقوق التي يضمنها الاتفاق الثنائي المغربي الاسباني في مجال اليد العاملة والاتفاقية الثنائية للضمان الاجتماعي. علاوة على ذلك، سيتم تعزيز التعاون مع جمعيات المجتمع المدني المهتمة بالموضوع وتعبئة الجمعية المغربية للمحامين المغاربة المقيمين بإسبانيا لوضع خدماتها رهن إشارتهم من أجل تتبع أوضاعهم على المستوى القانوني وتقديم الاستشارة اللازمة لهم. هذا، وتعتبر عملية تشغيل العاملات الموسميات بإسبانيا، التي يؤطرها اتفاق اليد العاملة المبرم بين المغرب وإسبانيا سنة 2001، تجربة رائدة في مجال التشغيل على المستوى الدولي، إذ مكن من تحقيق نتائج لا بأس بها على مستوى الإدماج المهني لفائدة الساكنة القروية بفعل التجربة الميدانية التي راكمتها، كما عرف مستوى عيشها تطورا ملحوظا نتيجة ارتفاع نسبة مدخولها والذي ساهم بشكل كبير في النهوض بأوضاعها سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي.