قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أمس الأحد، إنها ستسعى “لحل عملي” لحالة الجمود في البرلمان بشأن شروط خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي وذلك عندما تحاول إعادة فتح المحادثات مع بروكسل. وفي مقال بصحيفة “صنداي تلغراف”، ألقت ماي الضوء على الطريقة التي تنوي اتباعها لحل المشكلة الرئيسية التي أثارت معارضة نواب حزبها وهي ترتيبات ما بعد الخروج بشأن الحدود بين المملكة المتحدة وأيرلندا. ومنيت خطط ماي للخروج من التكتل بهزيمة برلمانية قاسية الشهر الماضي ونصحها نواب الثلاثاء بالعودة إلى بروكسل للتفاوض من جديد على ترتيبات أيرلندا الشمالية. وكتبت ماي تقول إن النواب “سيكونون… سعداء بالترتيب الحالي الخاص بأيرلندا إذا كان هناك حد زمني أو آلية خروج من جانب واحد”. لكن مفاوضي أيرلندا والاتحاد الأوروبي رفضوا أي حد زمني للترتيب الخاص بأيرلندا، وهي مجموعة من الخطط الاحتياطية التي ستبقي الحدود بين المملكة المتحدة وأيرلندا مفتوحة إذا أخفقت بريطانيا والاتحاد الأوروبي في التوصل لاتفاق تجاري طويل الأمد خلال محادثات بينهما في المستقبل. ويخشى مؤيدو الخروج من أن أي ترتيب خاص بأيرلندا لأجل غير مسمى سيمنح الاتحاد الأوروبي فرصة الاعتراض على ترتيبات بريطانيا التجارية مع الدول الأخرى في المستقبل ويضعف الروابط الاقتصادية بين أيرلندا الشمالية وباقي المملكة المتحدة. ومن المتوقع أن تزور ماي بروكسل خلال أيام. وقالت ماي “عندما أعود إلى بروكسل سأناضل من أجل بريطانيا وأيرلندا الشمالية. وسأتسلح بتفويض جديد وأفكار جديدة وعزم جديد على الاتفاق بشأن حل عملي يحقق الخروج الذي صوت الشعب البريطاني لصالحه”. من ناحية أخرى نفى مكتب ماي تقريرا نشرته صحيفة (ميل أون صنداي) وأفاد بأن مستشاريها يفكرون في إجراء انتخابات مبكرة في السادس من يونيو إذا ما أقر البرلمان اتفاقا لخروج بريطانيا من الاتحاد. في سياق متصل بالخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي قالت صحيفتان الأحد إن مسؤولين بريطانيين أعادوا إحياء خطط طوارئ الحرب الباردة لنقل العائلة المالكة في حالة وقوع حالات شغب في لندن إذا عانت بريطانيا من اضطرابات لدى خروجها من الاتحاد الأوروبي الشهر القادم. وقالت صحيفة صنداي تايمز نقلا عن مصدر لم تسمه من الحكومة يتناول قضايا إدارية حساسة “خطط الطوارئ هذه موجودة منذ الحرب الباردة لكن ستستخدم الآن لأغراض أخرى في حالة وقوع اضطراب مدني في أعقاب عدم التوصل لاتفاق بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي”. كما قالت صحيفة ذا ميل أون صنداي إنها علمت بخطط نقل العائلة المالكة بمن فيهم الملكة إليزابيث إلى مواقع آمنة بعيدا عن لندن. وتكافح الحكومة البريطانية للحصول على دعم برلماني بشأن اتفاق انتقالي للخروج من الاتحاد الأوروبي مع الاتحاد الأوروبي قبل موعد الخروج المقرر في 29 مارس آذار المقبل وتعد الحكومة والشركات خطط طوارئ احتياطية “لعدم التوصل لصفقة” للخروج من الاتحاد الأوروبي. وحذرت جماعات عمل من اضطرابات واسعة النطاق إذا ما كانت هناك تأخيرات مطولة لواردات الاتحاد الأوروبي بسبب إجراءات الفحص الجمركية الجديدة واحتمال حدوث حالات نقص في الغذاء والدواء. وألقت الملكة (92 عاما) كلمتها السنوية الشهر الماضي أمام جماعة نسائية محلية تم تفسيرها على نطاق واسع في بريطانيا بأنها تطلب من السياسيين التوصل إلى اتفاق بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي. وقال جاكوب ريس-موج وهو مشرع من المحافظين وأحد داعمي الخروج من الاتحاد الأوروبي لذا ميل أون صنداي إنه يعتقد أن الخطط أوضحت فزعا غير ضروري للمسؤولين حول عدم التوصل لاتفاق بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي إذ أن أفرادا كبارا في العائلة المالكة مكثوا في لندن خلال القصف في الحرب العالمية الثانية. لكن صنداي تايمز قالت إن ضابط الشرطة الذي كان مكلفا في السابق بحماية العائلة المالكة داي ديفيز توقع أن تنتقل الملكة إليزابيث من لندن إذا حدث اضطراب. ونقلت الصحيفة عن ديفيز قوله “إذا كانت هناك مشاكل في لندن، فمن الواضح أنه سيجري نقل العائلة المالكة بعيدا عن هذه الأماكن الرئيسية”.