لم يكن مفاجئا أن يتم إقصاء فريق اتحاد طنجة أمام نادي الزمالك المصري برسم إياب دور ما قبل المجموعات عن مسابقة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم. إقصاء جاء بعد تعادل سلبي بطنجة، وهزيمة متوقعة بالإسكندرية، بالنظر إلى فارق الإمكانيات والتجربة واختلاف الحضور على مستوى البطولة المحلية هذا الموسم، إذ يحتل الزمالك المرتبة الأولى بالدوري المصري، بينما يتواجد الفريق الطنجاوي برتبة متوسطة بالبطولة المغربية. فريق عاصمة البوغاز بصفته بطلا للمغرب، سبق أن أقصي أيضا من مسابقة عصبة الأبطال الإفريقية، وتحديدا أمام نادي شبيبة الساورة الجزائري، وهو الفريق الذي لا يشكل أي ثقل على المستوى القاري، لكنه عرف كيف يكسب نتيجة المواجهة، بعد فوزه بالجزائر بهدفين لصفر، وهي النتيجة التي لم يتمكن أصدقاء العميد أسامة غريب تجاوزها، رغم الفوز بهدف يتيم بملعب طنجة الكبير. وعكس مقابلة الذهاب بطنحة، فقد ظهر الفريق الطنجاوي بمستوى لائق خلال مباراة العودة أمام الزمالك، إلى درجة أن كل التحليلات أجمعت على أن الفريق المغربي كان بإمكانه كسب ورقة التأهل إلى دور المجموعات من كأس (الكاف)، لو أحسن استغلال الفرص العديدة التي خلقها خاصة في الجولة الأولى التي تسيدها، إلا أنه خرج منهزما بهدفين لواحد، حيث لعبت التجربة والخبرة دورها في هذه الحالة، ليغادر بطل المغرب المنافسات مبكرا على أمل العودة إليها في مناسبة قادمة. ورغم الطموح الذي عبرت عنه كل مكونات اتحاد طنجة، والرغبة المعلنة في الذهاب بعيدا في أول مشاركة له على المستوى القاري، إلا أن الرغبة والطموح شيء والواقع يء آخر، فالأخطاء القاتلة التي ارتكبت على مستوى المدربين واختبارات اللاعبين، كانت سببا مباشرا في ظهور الفريق بمستوى باهت، وعجزه عن المنافسة على المستوى القاري. تم التخلي عن إدريس المرابط بعد 3 مباريات فقط من انطلاق الموسم، وجيء بالتونسي أحمد العجلاني، ولم تتحسن نتائج الفريق، ليتم التعاقد مؤخرا مع عبد الرحيم طاليب كمشرف عام، وهى مجرد صيغة تم التحايل بها على القانون الذي يحرم على طاليب المقال من فريق الدفاع الحسني الجديدي، التعاقد مع فريق ثان في نفس الموسم ونفس الدرجة. على مستوى اللاعبين، جلب الفريق عدد كبير من اللاعبين وأغلبهم كبار في السن، والنتيجة هدر ميزانية مهمة دون طائل، وبالتالي فإن الظهور بمستوى ضعيف لم يكن مفاجئا بالمرة وما هو تحصيل حاصل لأخطاء داخل فريق لم يحسن مسؤولوه -للأسف- طريقة تدبير شؤون فريق بطل. هم الآن يعترفون بالأخطاء التي ارتكبوها، لكن بعد فوات الأوان….