أعطى وزير الصحة أناس الدكالي، رفقة عامل عمالة إنزكان أيت ملول، يوم الجمعة 11 يناير 2019، انطلاقة خدمات المركب الجراحي الجديد بالمركز الاستشفائي الإقليمي إنزكان آيت ملول، بحضور المدير الجهوي للصحة وعدد من المنتخبين وممثلي المجتمع المدني. تجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة قامت ببناء وتجهيز هذا المركب الجراحي بشراكة مع عمالة إنزكان آيت ملول، والجماعة الترابية إنزكان، والجماعة الترابية الدشيرة الجهادية وكذا الجماعة الترابية آيت ملول، بغلاف مالي يقارب 15 مليون درهم. ويتوفر هذا المركب الجراحي على أربع قاعات للعمليات الجراحية مجهزة بأحدث التجهيزات البيوطبية والتقنية، وقاعة للاستيقاظ، وقاعتين للاستراحة والاستبدال، وأخرى للتعقيم، وصيدلية إلى جانب ثلاث مكاتب. ويأتي هذا المركب الجراحي الجديد لتعزيز العرض الصحي بعمالة إنزكان أيت ملول، وكذا الرفع من جودة الخدمات المقدمة للساكنة، بالإضافة إلى تحسين ظروف عمل مهنيي الصحة بهذه المصلحة. وتم إنجاز هذا المشروع الصحي المتميز استجابة للطلبات المتناسلة والمتراكمة التي تتدفق بشكل يومي على المستشفى الإقليمي. تدفق يتزايد يوما بعد يوم تزداد حدة تدفق المواطنين على هذا المركز في بعض الفترات من السنة إلى حد الإغراق بالمرتادين وبالمرضى الذين تستدعي حالاتهم المرضية تدخلات جراحية متنوعة، يقول الدكتور إدريس بوحاحي مدير المستشفى، الذي عبر ل”بيان اليوم” عن ارتياحه الكبير لهذا الافتتاح الجديد بعد نظيره الذي دشنه الوزير قبل أشهر قليلة بنفس المؤسسة الصحية والمتعلق بمركب الأمراض النفسية، مؤكدا على أهمية المركب الجديد الذي سيخفف العبء بشكل كبير على المركب القديم الذي سيتم تخصيصه للولادة ولأمراض النساء كليا وهو ما سيسمح للمركز الاستشفائي بمضاعفة عدد أسرة الولادة بأزيد من الضعف. وعلى هامش مراسم الافتتاح، صرح أنس الدكالي، وزير الصحة لوسائل الإعلام المحلية والوطنية التي حجت بكثافة إلى فضاء الافتتاح لتغطية هذا الحدث، بأن هذا المركب الذي يشمل أربع قاعات للجراحة وقاعة للتعقيم وصيدلة إضافة إلى مكاتب وفضاءات أخرى خاصة بالاستراحة والممارسات الطبية المصاحبة، تم تأهيله بمواصفات دولية حديثة ليستجيب للمتطلبات الجراحية بجودة عالية، مضيفا بأن الهدف من إضافة هذه اللينة الأخرى لهذه المعلمة الصحية هو أنسنة الفعل الجراحي وتجويد الخدمات للمواطنين وتحسين ظروف الاشتغال للأطقم الطبية والشبه الطبية والتمريضية العاملة بالمؤسسة، موضحا أن نسبة العمليات الجراحية المنجزة بمستشفى إنزكان ازدادت بنسبة 15 في المائة هذه السنة ليصل عددها إلى سبعة آلاف منها 1300عملية قيصرية، مبرزا على أن الهدف هو بلوغ سقف العشرة آلاف عملية جراحية سنويا وبالتالي تقليص فترة المواعيد إلى أقل مدة ممكنة والرفع من عدد العمليات. كما كشف المسؤول الحكومي للمنابر الإعلامية الحاضرة أيضا تكلفة المشروع التي قدرت ب 15 مليون درهم منها 11 مليون درهما خاصة بالتجهيزات، تكلفت بها وزارة الصحة، والباقي تكفل به الشركاء من المجلس الإقليمي ومجلسي بلديتي الدشيرة وأيت ملول، مثمنا بالمناسبة هذه الشراكات بعمالة إنزكان أيت ملول والتي أسفرت كذلك على إنجاز مركب الأمراض النفسية والعقلية الأكبر من نوعه بالجهة، مبرزا سعي هذه الجهات المعنية إلى إحداث مصلحة الإنعاش بذات المركز ليصبح بذلك متكامل الأركان حتى يؤدي مهامه كاملة خدمة لكل المواطنات والمواطنين بشكل عام ولساكنة إنزكان أيت ملول بشكل خاص، منوها في الأخير بمجهودات الأطر الصحية العاملة بالمستشفى شاكرا إياهم على تضحياتهم الجسام من أجل خدمة المرضى بتراب الإقليم. من جانبه، لم يخف الدكتور رشدي أقدار، المدير الجهوي للصحة بجهة سوس ماسة، ارتياحه الكبير للوتيرة التي تسير بها عمليتا الأجرأة وتنزيل الأوراش في مختلف المؤسسات الصحية بالجهة منوها بالانخراط الكلي لكل المتدخلين في بلورة مخطط 2025 الذي يدخل ضمنه مشروع اليوم الذي من شأنه أن يشكل إضافة نوعية لمستشفى إنزكان الذي أصبح بوثقة إشعاع وانفتاح بالمنطقة الشيء الذي تؤكده كل الإحصائيات المسجلة خلال السنوات الأربع الأخيرة والتي تسير في منحى تصاعدي مهم. هذا، وقد نظمت على هامش هذا الافتتاح الرسمي للمركب الجراحي الجديد، حملة طبية مجانية واسعة استهدفت العشرات من المرضى المستفيدين من عمليات جراحية لاستئصال المرارة والزائدة الدودية والفتق وأمراض النساء والتوليد، أشرف عليها طاقم طبي متطوع يتقدمهم الدكتور عبد العزيز الريماني، مدير المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير الذي أكد من خلال تصريحه للجريدة على أهمية وضرورة القيام بمثل هذه المبادرات ذات البعدين الصحي والاجتماعي، على الأقل مرة في كل ثلاثة أشهر بغية تخفيف العبء والضغط على المستشفيات الجهوية والإقليمية وكذا لتقريب الخدمة الصحية المجانية للأسر المعوزة وذات الدخل المحدود. جدير بالذكر أن إعطاء الانطلاقة الرسمية لهذا المركب الجراحي الجديد بالمستشفى الإقليمي بإنزكان سيساهم لا محالة في امتصاص عدد كبير من الحالات المرضية التي يتطلب وضعها تدخلات كلينيكية دقيقة وعمليات جراحية معقدة، والتي غالبا ما يتم تحويلها في السابق إلى المستشفى الجهوي بأكادير، كما سيرفع من مؤشر الجودة والفعالية وتقليص الفترة الزمنية للمواعيد الخاصة بالفحص والكشف، والتي كان تباعدها يؤرق بال المرضى وكذا الإدارة والأطقم الطبية المشرفة، لاسيما وأن المركز الاستشفائي لإنزكان يغطي ساكنة يفوق تعدادها 600 ألف نسمة بكثافة سكانية تقارب 2000 نسمة في الكيلومتر مربع، وهي أرقام تستدعي من المسؤولين على القطاع الوصي توفير المزيد من الموارد البشرية التي يشكل نقصها نقطة ضعف في هذه الدينامية الإيجابية التي يعرفها القطاع في السنوات الأخيرة.