أشاد وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس أول أمس الثلاثاء بالجيش المصري لضبطه للنفس مما يؤكد سعي واشنطن لأجل انتقال منظم للسلطة مع تزايد الاحتجاجات مجددا على حكم الرئيس حسني مبارك. وقال جيتس إن الجيش المصري -الذي يمثل منذ وقت طويل العمود الفقري للحكومة في القاهرة- تصرف «بأسلوب مثالي» مع وقوفه على الهامش إلى حد كبير أثناء الانتفاضة ضد حكم مبارك الممتد منذ 30 عاما. ومع خروج المصريين في واحدة من أكبر المظاهرات حتى الآن للمطالبة بتنحي مبارك على الفور قال جيتس مشيرا للجيش «أقول إنهم قدموا إسهاما لتطور الديمقراطية وما نشهده في مصر». ويمثل رفض مبارك التخلي عن منصبه نقطة شائكة بين المحتجين وإدارة اوباما التي دعت إلى انتقال سياسي سريع في مصر لكنها لم تصل إلى حد الدعوة صراحة إلى استقالة حليف واشنطن منذ وقت طويل. وتؤكد الولاياتالمتحدة على الاستقرار على المدى البعيد في دولة تعتبرها ذات أهمية حيوية للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط لكن هذا النهج الامريكي تعرض للانتقاد من زعماء المعارضة في مصر وقالت مجموعة مؤثرة من المحللين الامريكيين ان واشنطن تخاطر بغض الطرف عن «انتقال غير كاف وربما زائف». وقالت (مجموعة العمل بشأن مصر) في رسالتين هذا الاسبوع الى الرئيس باراك اوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون «العملية التي تتكشف الان بها الكثير من سمات التستر». وأوضحت كلينتون في مطلع الاسبوع أن الولاياتالمتحدة تدعم جهد الانتقال الذي يقوم به نائب الرئيس عمر سليمان المؤيد لمبارك والرئيس السابق للمخابرات الذي ينظر له كثيرون في المعارضة المصرية بارتياب. لكن البيت الأبيض دعا الحكومة المصرية أول أمس إلى الكف عن التحرش بالمحتجين والصحفيين الذين يغطون الانتفاضة التي دخلت اسبوعها الثالث والى الافراج عن اي محتجزين منهم. ويجري سليمان محادثات مع جماعات معارضة منها جماعة الاخوان المسلمون المحظورة لكن الحكومة لم تقدم تنازلات تذكر بشأن المطالب بابعاد مبارك على الفور. وقال مبارك انه لن يترشح في الانتخابات الرئاسية المقررة في سبتمبر ايلول. ويخشى المسؤولون الأمريكيون ان يؤدي فرض تغيير سياسي أسرع مما ينبغي الى خلق مزيد من عدم الاستقرار في اكبر دولة عربية والتي تقوم بدور مهم في عملية السلام بالشرق الاوسط وتمثل قوة توازن اقليمية مهمة مع إيران. ويشرف جيتس على علاقات الولاياتالمتحدة مع الجيش المصري الذي يحصل على حوالي 3ر1 مليار دولار من المساعدات الامريكية سنويا وهو ما يرجع جزئيا الى الحفاظ على السلام مع اسرائيل منذ وقع البلدان عام 1979 اول اتفاقية سلام بين اسرائيل ودولة عربية. وأوضح المسؤولون الأمريكيون أنهم يعتقدون أن الجيش المصري ليس مسؤولا عن العنف الواسع ضد المحتجين الأسبوع الماضي رغم انه لم يتدخل لوقفه. وأوضحت واشنطن انه لا توجد خطط لمراجعة المساعدة العسكرية لمصر في هذا الوقت الحرج. وقال جيتس إن الاضطرابات في مصر وتونس تؤكد الحاجة لاصلاحات سياسية واقتصادية في المنطقة حيث خرجت احتجاجات سياسية ضد عدد من حلفاء الولاياتالمتحدة ومنهم زعيما الاردن واليمن. وقال «أملي ان تتخذ الحكومات الاخرى في المنطقة -التي تشهد هذا التحرك التلقائي في كل من تونس ومصر- إجراءات للبدء في التحرك في اتجاه ايجابي نحو معالجة الشكاوى السياسية والاقتصادية لشعوبها».