الحفاظ على مكسب دعم الدولة للإنتاجات الثقافية في مجالات شتى: الكتاب، المسرح، التشكيل، الأغنية، السينما شهدت سنة 2018 ببلادنا حركية في الميدان الثقافي، ككل سنة بطبيعة الحال، غير أن هذا الحضور لا يزال بعيدا عن تطلعات المواطنين على اختلاف مستوياتهم وميولاتهم. ويرجع هذا الانحسار الذي تعاني منه الحركة الثقافية ببلادنا إلى سبب أساسي هو ضعف الميزانية المخصصة لهذا القطاع، إضافة إلى أن المستثمرين الخواص لا يخوضون في هذا المجال، بالرغم من أن له مردودية مادية، ولعل ذلك يرجع إلى كونهم يعتقدون أن هذه المردودية غير مضمونة. لهذا فإن وزارة الثقافة وبالإمكانيات المحدودة المتوفرة لديها تحاول كل سنة أن تحافظ على وتيرة معينة من الفعل الثقافي بمختلف تجلياته. هناك التفاتة ملحوظة إلى البنيات التحتية، المتمثلة بالخصوص في المنشآت المسرحية التي تم تشييد بعض منها في عدة مدن مغربية، وهناك منشآت أخرى على وشك الانتهاء من بنائها، كما هو الحال بالنسبة للمسرح الكبير للدار البيضاء وغيره. تم الحفاظ كذلك على مكسب هام يتعلق بدعم الإنتاجات الثقافية في مختلف المجالات: الكتاب، المسرح، التشكيل، الأغنية، السينما (الذي يتولى دعمه قطاع الاتصال).. إلى غير ذلك من المجالات. إضافة إلى التنشيط الثقافي والفني، المتمثل في المهرجانات والملتقيات سواء ذات الطابع الوطني أو الدولي. وعلى ذكر التظاهرات الثقافية، فقد تميزت هذه السنة باختيار مدينة وجدة عاصمة للثقافة العربية، حيث احتضنت عشرات اللقاءات، ساهم فيها نخبة كبيرة من المثقفين المنتمين لمختلف البلدان العربية. ولا شك أنه بفضل سياسة الدعم التي تنهجها الدولة، تحقق خلال هذه السنة كذلك، تراكم هام على مستوى المنتوجات الإبداعية والفنية والفكرية، وبرزت أعمال جديرة بالاهتمام والمتابعة، في مختلف تلك المجالات. وكان من الطبيعي جدا أن يكون لمبدعينا ومفكرينا حضور في المحافل الدولية، حيث جرى الاحتفاء بإنتاجاتهم الحديثة من خلال الجوائز التي نالوها عن جدارة واستحقاق، وإن كان هناك تراجع على مستوى هذا الاستحقاق في مجال محدد هو الكتاب، حيث أن القائمة القصيرة لجائزة البوكر العالمية في الرواية لهذه السنة جاءت خالية من أي ترشيح مغربي. في مقابل ذلك تم تنظيم جائزة المغرب للكتاب في موعدها المعهود، وهي تعد من أهم من المسابقات الثقافية على الصعيد الوطني. يبقى إذن الرهان الأساسي لأجل مزيد من النهوض بالثقافة المغربية، العمل على الرفع من الميزانية المخصصة لهذا القطاع، وقيام الشركات الخاصة بالاستثمار فيه. جائزة أركانة العالمية للشعر فاز بها وديع سعادة آلت جائزة أركانة العالمية للشعر لهذه السنة، التي يمنحها بيت الشعر بالمغرب، للشاعر اللبناني وديع سعادة. وقالت اللجنة المنظمة بهذا الخصوص إن الفائزة «قدم طِيلة نِصف قرنٍ، مُنجزاً شِعريّا متفرّداً أسْهم، بجماليتِه العالية، في إحْداث انْعطافةٍ في مسار قصِيدة النّثر العربيّة وفتْحِها على أفقٍ كوني يحْتفي بالشّخصي والإنساني والحياتي». وكانت قد تكونت لجْنَة تحْكيم الجائزة، في دورة هذه السنة، من الناقدين عبد الرحمن طنكول (رئيسا) وخالد بلقاسم، والشعراء رشيد المومني، نجيب خداري، مراد القادري، رشيد خالص وحسن نجمي، الأمين العام للجائزة. وستُمْنحُ الجائزة مصحُوبة بدِرع الجائزة وشهادتِها إلى الشّاعر الفائز في حفلٍ ثقافي كبير، ينظم في 6 فبراير المقبل بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، بالرباط، عِلاوة على إحْياء الشّاعر المتوّج لأمسية شعرية يوم السبت 9 من ذات الشهر، ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بمدينة الدارالبيضاء. *** الكتاب والمسرح يتصدران قائمة الأنشطة الثقافية المنظمة بمختلف جهات المملكة أفادت وزارة الثقافة والاتصال -قطاع الثقافة- بأن الكتاب والمسرح تصدرا، خلال شهري أكتوبر ونونبر المنصرمين، قائمة الأنشطة الثقافية المنظمة بمختلف جهات المملكة، بما مجموعه 628 نشاطا. وذكر بلاغ للوزارة بهذا الخصوص أن حصيلة شهري أكتوبر ونونبر عرفت تصدر كل من الكتاب والمسرح لقائمة الأنشطة المنظمة بمختلف جهات المملكة، بما مجموعه 628 نشاطا، مشيرا إلى أن ما يفوق 1500 نشاط ثقافي وفني متنوع هي حصيلة الأنشطة التي عرفتها جهات المملكة خلال الشهرين الأخيرين . وأوضح البلاغ أن آلية تقييم الأنشطة الثقافية الجهوية على رأس كل شهرين، التي تم إطلاقها أثناء افتتاح احتفالية انطلاق السنة الثقافية، تعد تقليدا دخل في المنظومة التدبيرية العادية لعمل المديريات الجهوية للثقافة، ويعرف توسعا ملحوظا للأنشطة والبرامج، سواء على مستوى التغطية الترابية للمملكة أو على مستوى الاشتغال الثقافي والفني على مدار السنة. وحسب حصيلة الشهرين الأخيرين، ووفقا للترتيب التسلسلي للجهات الإثنى عشر، من حيث عدد الأنشطة الثقافية والفنية المنظمة، فإن جهة الرباط- سلا- القنيطرة عرفت تنظيم 58 عرضا مسرحيا و20 نشاطا موسيقيا و15 نشاطا للفنون التشكيلية و77 نشاطا في مجال الكتاب والقراءة العمومية (ندوات، محاضرات، قراءات شعرية، معارض)، فيما نظمت الجهة 8 أنشطة متفرقة ضمنها مهرجانين وثلاث أنشطة سينمائية. وبذلك تكون حصيلة الأنشطة المتنوعة لهذه الجهة ما مجموعه 261 نشاطا، 83 منها موجهة للأطفال. وسجل بلاغ الوزارة أن مجموع الأنشطة بمختلف جهات المملكة، بلغ 1589 نشاطا، مشيرا إلى أن الوتيرة التصاعدية للأنشطة ظلت ثابتة مع اتساع دائرة الأنشطة النوعية بفضل هذا التصاعد الكمي، وكذا بفضل نشر حصيلة الأنشطة الذي يتيح الاطلاع والمقارنة من طرف المديرين الجهويين، وبالتالي القيام بمجهودات التصويب والاستدراك وإقامة أنشطة جديدة ومتنوعة. وأضاف البلاغ أن خط العمل الثقافي الجهوي يتجه بالتدريج نحو التوازن الذي كان من أسس إطلاق هذه الخطة التقييمية، مع الحاجة إلى مزيد من الجهود للرفع من مجموع الأنشطة، سواء من حيث العدد أو من حيث الجودة، مع إيلاء مزيد من العناية للأنشطة الموجهة للطفل باعتبارها اشتغالا عميقا على المستقبل. وخلص البلاغ إلى أنه، وموازاة مع مختلف البرامج الثقافية والفنية التي يجري تنفيذها في مختلف جهات المملكة، تواصل وزارة الثقافة والاتصال إيلاء عناية خاصة لأعمال التتبع والتقييم الميداني للمنجزات الجهوية، وذلك في إطار المساهمة في تأهيل التدبير الثقافي الجهوي ضمن جهود المملكة في إرساء نظام الجهوية الموسعة. *** تتويج الفائزين بجائزة المغرب للكتاب بعد تدارس ما مجموعه 122 مؤلفا في مختلف المجالات الإبداعية والفكرية اجتمعت لجان جائزة المغرب للكتاب برسم سنة 2018، وتدارست ما مجموعه 122 مؤلفا في مختلف المجالات الإبداعية والفكرية، منها 15 مؤلفا في العلوم الاجتماعية، 15 مؤلفا في العلوم الإنسانية، 13 مؤلفا في الدراسات الأدبية واللغوية والفنية، 33 مؤلفا في السرد، 8 مؤلفات في الشعر، 12 مؤلفا في الترجمة، 4 مؤلفات في الدراسات في مجال الثقافة الأمازيغية، 15 مؤلفا في الإبداع الأمازيغي، 7 مؤلفات في الكتابة الموجهة للطفل والشباب. وأعلنت وزارة الثقافة والاتصال عن النتائج النهائية لجائزة المغرب للكتاب، كما توصلت بها من طرف لجان جائزة المغرب للكتاب: – محمد الناصري، عن كتابه « Désirs de ville »، الصادر عن Economie Critique، ضمن صنف العلوم الإنسانية. – أحمد شراك، عن كتابه «سوسيولوجيا الربيع العربي»، الصادر عن مقاربات ضمن صنف العلوم الاجتماعية. – خالد بلقاسم، عن كتابه «مرايا القراءة»، الصادر عن المركز الثقافي العربي، ، وأحمد الشارفي، عن كتابه «اللغة واللهجة»، الصادر عن كلية علوم التربية، جامعة محمد الخامس، ضمن صنف الدارساتالأدبية واللغوية والفنية. – عزيز لمتاوي، عن ترجمة كتاب «نظرية الأجناس الأدبية» لجان ماري شايفر، الصادرة عن دار الأمان، وسناء الشعيري، عن ترجمة رواية «العاشق الياباني» لإيزابيل ألليندي، الصادرة عن دار الآداب للنشر والتوزيع، ، ضمن صنف الترجمة. – عبد المجيد سباطة، عن روايته «ساعة الصفر»، الصادرة عن المركز الثقافي العربي، ضمن صنف السرد. – صلاح بوسريف، عن ديوانه «رفات جلجامش»، الصادر عن فضاءات للنشر، ضمن صنف الشعر. – عياد ألحيان، عن كتابه « Sa iggura dar illis n tafukt »، ، وفاضمة فراس، عن كتابها « Askwti n tlkkawt »، الصادر عن Tirra، ضمن صنف الإبداع الأدبي الأمازيغي. – جمال بوطيب، عن كتابه «حور تشرب الشاي مع القمر»، الصادر عن مقاربات، وخديجة بوكا، عن كتابها « Silence ! On joue »، الصادر عن Bookstore، ضمن صنف الكتاب الموجة للطفل والشباب. هذا وقد ترأست لجان هذه السنة الأستاذة بهيجة سيمو، بينما عادت رئاسة اللجان الفرعية إلى كل من الأستاذ حسن أحجيج (العلوم الاجتماعية)، والأستاذة مينة المغاري (العلوم الإنسانية)، والأستاذ موحى الناجي (الدراسات الأدبية واللغوية والفنية والدراسات في مجال الثقافة الأمازيغية)، والأستاذ عبد الرحيم جيران (السرد والإبداع الأدبي الأمازيغي والكتاب الموجه للطفل والشباب)، والأستاذة لطيفة الأزرق (الشعر)، والأستاذ عبد القادر قنيني (الترجمة). *** الطفلة المغربية مريم أمجون تفوز بالمرتبة الأولى في مسابقة «تحدي القراءة العربي» تمكّنت الطفلة المغربية مريم أمجون من حصْدِ المرتبة الأولى في مسابقة «تحدي القراءة العربي»، المُقامة بدولة الإمارات، التي تندرج ضمن مبادرات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وذلك بعدما تفوقّت على أكثر من 300 ألف تلميذ وتلميذة، مثلوا 3842 مؤسسة تعليمية مغربية. وكانت منافسات «تحدي القراءة العربي» شهدت في دورتها هاته، مشاركة 10.5 مليون تلاميذ، يمثلون 44 دولة من الوطن العربي والعالم، وقد تمكّن 44 تلميذا من الوصول إلى التصفيات قبل النهائية. وتُعتبر التلميذة مريم أمجون، ابنة إقليمتاونات البالغة من العمر تسع سنوات، والتي تدرس في المستوى الابتدائي، أصغر مشاركة في المسابقة. وقد تمَّ تتويجها في التصفيات النهائية، خلال حفل كبير أقيم في دار دبي للأوبرا، يوم الثلاثاء 30 أكتوبر 2018. *** المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يستأنف نشاطه ويتوج فيلم «دجوي» يجائزة النجمة الذهبية بعد احتجابه في العام الماضي، عاد المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته السابعة عشرة وفي برنامجه 80 فيلما من 29 دولة، وبطاقم إداري جديد. أقيمت مراسم الافتتاح بمشاركة عدد من نجوم وصناع الفن السابع، منهم الممثلة الإيطالية مونيكا بيلوتشي والممثلة المصرية يسرا والممثل الأميركي فيغو مورتينسين والمخرج المغربي فوزي بنسعيدي. شملت المسابقة الرسمية 14 فيلما من المغرب وتونس والسودان ومصر وألمانيا والنمسا وبلغاريا وصربيا واليابان والمكسيك والولايات المتحدة والصين. وكرم المهرجان هذه الدورة الممثل الأميركي روبرت دي نيرو والمخرج المغربي الجيلالي فرحاتي والمخرجة الفرنسية آنييس فاردا. وترأس لجنة التحكيم السيناريست الأمريكي جيمس غراي بمشاركة وازنة للنساء الممثلات والمخرجات من بينهن المخرجة المغربية تالا حديد والممثلة الهندية ايلينا دو كروز واللبنانية جوانا حاجي توما والأمريكية داكوتا جونسون والمخرجة البريطانية لين رامزيه. وكانت جائزة النجمة الذهبية للمهرجان من نصيب “دجوي” للمخرجة الإيرانية الأصل سودابيه مرتضائي. يتطرق الفيلم لاستغلال الإفريقيات المهاجرات في الدعارة، حيث لامست واقعاً مراً لعدد من النساء اللواتي وجدن أنفسهن تحت رحمة شبكة الاتجار بالبشر في النمسا. وعادت جائزة لجنة التحكيم للمخرجة المكسيكية ليلا أفيليس عن فيلم “عاملة النظافة”. *** مسرحية «صولو» للمخرج محمد الحر تفوز بالجائزة الكبرى في المهرجان الوطني للمسرح بتطوان فازت المسرحية المغربية "صولو" للمخرج محمد الحر، بالجائزة الكبرى للدورة التاسعة عشرة للمهرجان الوطني للمسرح بتطوان. وقدمت مسرحية "صولو" لفرقة "أكون للثقافة والفنون"، والمقتبسة عن رواية "ليلة القدر" للكاتب الطاهر بن جلون، طرحا فنيا متميزا لجملة من القضايا ذات الصلة بالمجتمع، فضلا عن قضايا وجودية تشغل الإنسان، من خلال رصد لمعاناة المرأة في مواجهة السلطة المجتمعية بمختلف تجلياتها داخل العائلة وفي تعاملها مع المحيط الخارجي. وتوفق هذا العمل المسرحي في تسليط الضوء على التطلع إلى التحرر من الهوية الزائفة والعيش وفق ما يروق للتوجهات الذاتية، بعيدا عن النمطية المفروضة في التفكير والتعبير والتعامل مع الآخر، وهو ما قد يكون تطلعا في غمار الحياة التي جعلت الإنسان في معركة متواصلة مع نفسه ومع محيطه. وسعى المخرج محمد الحر إلى إبراز هذا المضمون في المسرحية من خلال توظيف جماليات مسرحية واختيارات حوارية تدفع بالمسار الدرامي نحو الأسلوب المباشر في الطرح. كما تناولت المسرحية موضوع التطرف الديني بشكل ضمني ومحاولة التحرر منه على الطريقة الصوفية.