مثلما كانت سنة 2018 التي ودعناها مفعمة ببعض المفاجآت السارة فإنها أيضا لم تخل من أحزان ارتبطت بفقداننا للعديد من الأسماء الوازنة في الكثير من المجالات، فقد غادرتنا إلى عالم البقاء، خلال هذه السنة، شخصيات وأعلام هوت بموتها أوراق من شجرة الثقافة المغربية، ونجوم متألقة، في الفكر والإعلام والفن والثقافة وثقت، بأحرف من ذهب، أسماءها وتركت بصماتها واضحة في سجل الذاكرة الوطنية. محمد بن شريفة وفي مجالات الثقافة والأدب والعلوم والبحث الأكاديمي، وبعد مسيرة حافلة بالعطاء والإبداع والبحث لبى داعي ربه يوم 23 نونبر الأستاذ محمد بن شريفة، أستاذ كرسي الأدب الأندلسي في جامعة محمد الخامس بالرباط، عن سن تناهز التسعين عاما. وكان الراحل محمد بن شريفة، الذي يعتبر عميد الدراسات الأندلسية، والذي أغنى المكتبة بأبحاثه وتحقيقاته، عضوا في أكاديمية المملكة المغربية منذ تأسيسها، ومقرر لجنة التراث فيها، وعضوا بالأكاديمية الملكية للتاريخ في إسبانيا، وعضو مجمع اللغة العربية بدمشق. علي الصقلي الحسيني كما فقد المشهد الثقافي يوم 6 نونبر الشاعر والأديب علي الصقلي الحسيني عن عمر يناهز 86 سنة. وعرف الراحل بتأليف النشيد الوطني للمملكة فضلا عن إبداعات أدبية متنوعة، وتميز الفقيد بتأليف العديد من الروايات والمسرحيات الشعرية، وحصل على الجائزة الكبرى للمغرب سنة 1982 وعلى جائزة الملك فيصل العالمية لأدب الطفل سنة 1992. محمد أحمد باهي ورحل عنا، يوم 5 فبراير، بالصحافي والكاتب محمد أحمد باهي، عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية “كوركاس”، عن سن 72 سنة. وساهم الفقيد في تأسيس تجارب صحفية رفقة العديد من الإعلاميين المغاربة، كما كانت له تجارب بالعديد من المؤسسات الإعلامية الوطنية، إلى جانب عمله كمراسل للعديد من وسائل الإعلام الدولية. آمال سامي ويوم 27 يناير توفي الصحفي والكاتب المغربي آمال سامي، عن عمر ناهز 63 سنة. ودشن الراحل مسيرته المهنية كأستاذ للغة الفرنسية قبل أن يصبح صحفيا في 1992. التحق بجريدة (ليبيراسيون) التي كان يكتب فيها أعمدة ثقافية. وخلف آمال سامي، الذي عرف بعموده الشهير بمجلة (ماروك إيبدو) خلال تسعينيات القرن الماضي وأوائل القرن الحالي، عددا من الروايات من ضمنها “أعرني هذيانك” و”الموت من أجل فكرتين” و”أرز وحيتان الأطلس” التي توج عنها، في عام 1991، بجائزة الأطلس الكبير. محمد المنور وفي 27 غشت انتقل إلى دار البقاء محمد المنور، عضو المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. وقد أسدى الراحل خدمات جليلة للثقافة الأمازيغية، ولمؤسسة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. وأنتج عددا من المؤلفات التي تشمل مختلف ميادين المعرفة. إبراهيم أخياط وفي 9 فبراير، توفي إبراهيم أخياط، المثقف والحقوقي الأمازيغي، عن عمر 77 سنة. عمل الراحل، منذ ستينيات القرن الماضي، على إعطاء مكانة متميزة للأمازيغية باعتبارها رصيدا مشتركا لجميع المغاربة، إذ يعتبر من الأوائل الذين كانوا وراء ولادة الفعل الجمعوي الأمازيغي، والمساهمين في التحسيس بأهمية الدفاع عن الأمازيغية ونفض الغبار عليها بعقلانية ونكران ذات. وشغل أخياط عضوية مجلس إدارة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ورئاسة لجنة الشؤون الثقافية والتربوية والتواصل بالمجلس بعد تأسيسه، وصدرت له مؤلفات حول الأمازيغية منها ديوان “تابرات” (الرسالة) بالأمازيغية، وكتاب “لماذا الأمازيغية ؟”، و”رجالات العمل الأمازيغي .. الراحلون منهم”، و”الأمازيغية هويتنا الوطنية”، وكتاب “النهضة الأمازيغية كما عشت ميلادها وتطورها”. عبد الباسط بن دحمان وتوفي، يوم 8 أكتوبر، الفنان التشكيلي عبد الباسط بن دحمان، عن عمر 69 عاما. ويعتبر الراحل بن دحمان من بين أبرز الفنانين المرموقين بالمغرب، إذ ظل لحقبة طويلة مغمورا قبل أن تساهم معارضه التي نظمها بإسبانيا في منحه حضورا متميزا واعترافا من لدن هواة هذا الفن خاصة بهذا البلد الأوروبي. عبد الجليل فنجيرو وفي مجال الصحافة والإعلام، غيبت يد المنون يوم 6 فبراير عبد الجليل فنجيرو، المدير العام الأسبق لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن عمر يناهز 84 سنة. ويعتبر الراحل فنجيرو مرجعا حيا للصحافة الوطنية، وارتبط اسمه بالخصوص بوكالة المغرب العربي للأنباء، التي شغل منصب مديرها العام طيلة الفترة الممتدة من 1974 إلى 1999، ليعين بعد ذلك سفيرا للمغرب في لبنان. وطيلة مساره المهني، عرف الراحل بحسه العالي للمسؤولية والصرامة والاحترام الدقيق لأخلاقيات المهنة. كما أن إسهامه المهني لم يقتصر فقط على صحافة الوكالة، بل طبع ببصمته الخاصة المشهد الإعلامي الوطني. ماريا لطيفي وفي 15 ماي انتقلت إلى عفو الله الإعلامية ماريا لطيفي، عن عمر ناهز 66 عاما. وقد شغلت الراحلة منصب مديرة القناة الثقافية (الرابعة) بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة منذ إطلاقها سنة 2005 وإلى غاية سنة 2017. وبصمت على مسار مهني متميز بالتلفزة المغربية من خلال برامج ذات طابع ثقافي وتربوي، خاصة برنامج “التلفزة المدرسية” وكذا برنامج “نماذج” الذي كانت تعده وتقدمه لسنوات على القناة الثانية (دوزيم). محمد بن الصديق ويوم 29 يونيو ودع إلى دار البقاء محمد بن الصديق الصحافي السابق بوكالة المغرب العربي للأنباء، ويوم 27 يوليوز الصحافي السابق بوكالة المغرب العربي للأنباء إبراهيم عاليا، ويوم 20 شتنبر إدريس بوعلام الصحافي السابق بالوكالة كذلك، ويوم فاتح غشت المكي الزرهوني الصحافي السابق بالوكالة. وتوفي يوم 16 يناير مصطفى التراي، رئيس الفيدرالية المغربية للصحفيين والكتاب في المجال السياحي. وكان الراحل يشتغل بمهنة التدريس، وهو مؤسس ورئيس تحرير مجلة “السياحة والطبخ”. وقد عرف بعشقه لمهنة الصحافة التي جعل منها “شغفه الثاني”. خديجة جمال وفي المجال الفني، هوت من شجرة الإبداع المغربي عدة أوراق، حيث غيب الموت يوم 5 أكتوبر الممثلة المغربية خديجة جمال، عن عمر يناهز 83 سنة. وقد فقدت الساحة الفنية برحيلها واحدة من رائدات فن التمثيل اللواتي بصمن على مكانة خاصة لدى أجيال من الجمهور المغربي. وعرفت الراحلة بعطائها الفني المتميز والغزير كواحدة من السباقات الرائدات في الممارسة الدرامية الاحترافية المغربية في المسرح والتلفزيون والسينما. كما عرف عن الراحلة مساهمتها في الكفاح الوطني إبان فترة الاستعمار حيث ساهمت بفعالية في جهود المقاومة. محمد المزكلدي وفي 29 يناير هوت من شجرة الغناء المغربي ورقة وارفة بوفاة الفنان محمد المزكلدي، عن سن 86 عاما. ويعتبر الراحل المزكلدي أحد الرواد الذين وضعوا اللبنات الأولى للأغنية المغربية، ومن الجيل الأول الذي رسخ أسسها وصرحها، كما أنه كان سفيرا لها، بامتياز، بالمشرق العربي. الجيلالي بلمهدي وفي 6 مارس فقدت الساحة الفنية المغربية عازف الكمان المتميز والملحن المغربي الجيلالي بلمهدي، عن عمر يناهز 84 سنة. والراحل الجيلالي بلمهدي هرم من أهرامات الموسيقى وأحد رواد الأغنية المغربية. وترك الراحل وراءه العديد من الأعمال الفنية الخالدة التي أغنت الساحة الفنية المغربية، من أبرزها المقطوعة الخالدة “فرحة ورزازات”، إحدى التحف الفنية التي عزفتها مختلف الفرق الموسيقية المغربية والأجنبية. بشر علي “قشبال” وفي 2 غشت رحل الفنان الشعبي بشر علي المعروف ب”قشبال”، عن عمر يناهز 86 سنة. وقد أسس الفنان قشبال، بمعية الفنان زروال (بشر محمد)، أحد أشهر ثنائي فكاهي على الصعيد الوطني. وبدأ الثنائي قشبال وزروال مسيرتهما الفنية الفكاهية في إطار الحلقة، قبل الانتقال لتسجيل أسطوانات انتشرت على نطاق واسع على المستوى الوطني. حميد بن الطاهر ” الزاهير “ وفي 10 دجنبر، توفي الفنان حميد بن الطاهر، الذي اشتهر باسمه الفني حميد الزاهير، عن عمر يناهز 82 سنة. وعرف الراحل، الذي بدأ مسيرته الفنية بالغناء في الوسط العائلي وبين الأصدقاء، قبل أن ينشئ سنة 1957 أول فرقة موسيقية خاصة به، بتقديم أغاني مستوحاة من الفولكلور الشعبي تتغنى بالأشعار المستلهمة من التراث المراكشي الأصيل. واشتهر حميد الزاهير صاحب أغاني “للا زهيرو” و”للا فاطمة” و”اليوم ليلة الخميس” و”أش داك تمشي للزين” و”عندي ميعاد”، بالجمع بين الغناء والتلحين والعزف على آلة العود، كما يعتبر أحد رواد الأغنية الشعبية المغربية خلال بداية عقد الستينيات من القرن الماضي. ميمون الوجدي وفي 3 نونبر غادرنا ميمون الوجدي، مغني الراي الشهير، عن سن 68 عاما. ويعد ميمون الوجدي أحد الوجوه البارزة في الموسيقى المغربية، إذ جمعت موسيقاه بين الإيقاعات المستوحاة من فن الراي ومن الألوان الغنائية بالجهة الشرقية. حسن الكلاوي كما رحل يوم 21 يونيو الفنان التشكيلي المغربي حسن الكلاوي عن سن يناهز 94 عاما. وقد بصم الراحل على مسار فني متميز، ويعتبر من رواد ومؤسسي الفن التشكيلي المعاصر بالمغرب. كما نالت لوحاته الفنية شهرة عالمية. وع رف الراحل، بالخصوص، بلوحاته حول خيول “الفانتازيا” وكذا باللوحات الطبيعية. عبد الرحمان ملين وفي 16 يوليوز غيبت يد الموت المخرج المغربي التلفزيوني عبد الرحمان ملين، عن سن 75 عاما. وقد كانت للراحل، الذي ينتمي إلى الرعيل الأول من المخرجين المغاربة، عدة إسهامات فنية، أشهرها سلسلة (من دار لدار) التي كانت محط متابعة واسعة من طرف الجمهور المغربي. ومن بين الأعمال التي أخرجها الراحل الفيلمان التلفزيونيان “صفحات خالدة” ، و”آخر طلقة”، فضلا عن شريط سينمائي سنة 2000 عنوانه “نداء التحرير”، الذي يؤرخ لفترة من المقاومة المغربية للاحتلال الفرنسي من نفي الملك الراحل محمد الخامس ثم الحصول على الاستقلال عام 1956، و”الغريق” و”رجل الأسفار”، كما كتب سيناريو شريط سينمائي يحمل عنوان “بن يوسف إلى عرشه”.