في اليوم الرابع عشر للاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس المصري حسني مبارك شيعت أول أمسالاثنين جنازة رمزية للصحفي أحمد محمود في ميدان التحرير هتف فيها المتظاهرون من الصحفيين والمحتجين ضد النظام ورؤساء تحرير الصحف المملوكة للدولة والتلفزيون الرسمي وبعض القنوات الفضائية التي يشارك فيها القطاع الخاص بنصيب كبير. ووضع نعش رمزي أمام المصلين وأعلن الإمام أنها «صلاة الغائب على روحه وأرواح الشهداء (الآخرين)». وبمجرد الانتهاء من الصلاة علت هتافات المحتجين بالنشيد الوطني «بلادي بلادي لك حبي وفؤادي»وهو النشيد الوطني المصري. وخرجت الجنازة من مبنى نقابة الصحفيين ومن خلفها نحو 200 من المشيعين ارتفع عددهم إلى نحو ألفين بوصولها إلى ميدان التحرير الذي يبعد اقل من كيلومترين. ومحمود الذي توفي الجمعة الماضي ويعمل في مؤسسة الأهرام كان ناشرا. وقال مصدر في اتحاد الناشرين المصريين لرويترز مساء الأحد الماضي انه توفي متأثرا «برصاصة من قناصة «وزارة» الداخلية». وأصدر اتحاد الناشرين بيانا «يؤكد دعمه لهذه الثورة الشعبية ويقر بشرعية مطالب هذه الثورة ويشيد بشباب مصر الذين فجروا هذه الثورة كما يؤكد على ادانته كافة أعمال العنف والقتل والاعتقال والملاحقات التي تمت وكذلك القرار التعسفي بقطع خدمة الاتصالات والانترنت والذي يتعارض مع حرية النشر وتداول المعلومات. «ويؤكد (البيان) على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الاعتداءات التي راح ضحيتها مئات الشهداء والاف الجرحى ومنهم الزميل الناشر الشهيد أحمد محمد محمود صاحب دار اللطائف للنشر والتوزيع». وطاف النعش الرمزي أرجاء الميدان ومن خلفه المشيعون الذين هتفوا «الشعب يريد محاكمة السفاح» و»تسقط القنوات (الفضائية) العميلة» و»يسقط رؤساء تحرير النظام» في إشارة إلى الصحف التي تملكها الدولة وتسيطر عليها الحكومة. وكان أكثر من 200 صحفي ومخرج وممثل أعلنوا في (بيان للشعب) براءتهم «إلى الشعب المصري العظيم مما يقوم به الإعلام الرسمي من تزوير للحقائق وكذب وافتراء وتشويه متعمد وساذج لصورة هذا الشعب النقي... نطالب بوقف تلك الأكاذيب فورا». وحمل العدد الجديد من صحيفة (ميدان التحرير) وهي يومية من صفحتين فقط عناوين منها «قيادات بالوطني وراء مؤامرة الهجوم الوحشي على الثوار» و»نرفض الأجندات الخاصة ونتمسك بحقنا في التغيير» و»المعارضة ترفض محاولات قوى خارجية الدفع بأشخاص لسدة الحكم» و»العادلي المتهم الأول بقتل المصريين» في إشارة إلى وزير الداخلية السابق حبيب العادلي. وعلى جدار في جانب من الميدان أقيم معرض لصقت عليه ثلاث صحف يرى المحتجون أنها تتفاعل مع مطالبهم وهي (الوفد) و(الشروق) و(المصري اليوم) التي تخصص لليوم الثاني على التوالي صفحات توثيقية عنوانها «شهداء ثورة 25 يناير». واحتلت الشعارات الخاصة بما يقال عن ثروات المسؤولين جانبا من المشهد في الميدان ومنها «يا مبارك يا طيار جبت منين 70 مليار» و»نصيب كل مصري في ثروة جمال مبارك فقط 8700 جنيه للفرد». وكانت مصادر غربية قالت إن ثروة أسرة مبارك تتراوح بين 40 و70 مليار دولار. وما زال الجيش يغلق مدخل ميدان التحرير من ناحية ميدان عبد المنعم رياض لليوم الثاني على التوالي. وفي ميدان طلعت حرب الذي عادت إليه الحركة يقف عدد من الشبان يحاولون إقناع المتوجهين الى ميدان التحرير بالعودة قائلين «مطالبكم تحققت.. عايزين ايه» واكتفى البعض بتجاهلهم في حين رد آخرون «عايزينه يمشي» في إشارة الى مبارك.