*مبارك: ضاق ذرعي من الرئاسة * ملايين المصريين: ارحل ارحل هتف أزيد من مليون متظاهر برحيل الرئيس المصري حسني مبارك أثناء أول زيارة يقوم بها وزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي لميدان التحرير بؤرة الاحتجاجات التي دخلت يومها الحادي عشر. وردد المتظاهرون هتافات تؤكد إصرارهم على عدم ترك الميدان إلى أن تلبى مطالبهم كاملة بينما تحدث طنطاوي مع جنوده عند المدخل الشمالي للميدان قرب المتحف المصري. وطوق الجيش الميدان بالدبابات والمدرعات ونصب حواجز بالأسلاك الشائكة. وعند أحد مداخل الميدان سمح للمتظاهرين بالمرور من معبر ضيق مما أحدث تكدسا مع تدفق الحشود للانضمام للجمع. وردد المحتجون عبارة «الشعب والجيش يد واحدة» بعدما أعلن متظاهر عبر مكبر للصوت أن طنطاوي موجود في الميدان. وأطلق المتظاهرون على يوم أمس «جمعة الرحيل». وأمضى عدد كبير من الحشد ليلته ساهرا في ميدان التحرير بينما نصب آخرون خياما أو ناموا على الأرض رغم دعوات الجيش وعمر سليمان نائب الرئيس لفض الاعتصام والعودة إلى المنازل قائلين إن مطالبهم استجيب لها. وبدأ الجيش صباح أمس الجمعة في إزالة الحواجز التي وضعها المحتجون بعدما شن موالون للرئيس هجوما داميا على المتظاهرين قبل يومين مما أسفر عن مقتل عشرة على الأقل وإصابة أكثر من 800 آخرين. من جانبه، أكد مكتب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أنه يقوم بزيارة للمتظاهرين المطالبين بإسقاط مبارك في ميدان التحرير سعيا إلى «التهدئة». وأعلن مرشد الإخوان المسلمين محمد بديع في تصريحات لقناة الجزيرة أن الجماعة على «استعداد للحوار» مع نائب الرئيس المصري اللواء عمر سليمان «بعد رحيل مبارك». وقال الرئيس المصري في مقابلة مع قناة أيه بي سي الأميركية الخميس «ضاق ذرعي من الرئاسة وأرغب بمغادرة منصبي الآن» لكن «لا يمكنني ذلك خوفا من ان تغرق البلاد في الفوضى». من جهته, قال رئيس الوزراء المصري أحمد شفيق إن مطالب المحتجين تحققت بنسبة 95 بالمائة. وصلى المتظاهرون الجمعة في ميدان التحرير حيث أمهم الشيخ خالد المراكبي, وهو من أنصار السنة المحمدية وهي جماعة دينية إصلاحية معتدلة ليست لها أي اتجاهات سياسية وتدعو إلى نبذ البدع والخرافات. كما أدى المتظاهرون صلاة الغائب على أرواح «شهداء الانتفاضة» التي أوقعت بحسب الأممالمتحدة قرابة 300 قتيل. إلى ذلك، اعتبرت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة نافي بيلاي أمس الجمعة أن التغيير «جار في مصر كما حدث في تونس», داعية السلطات المصرية إلى الإصغاء لصوت الشعب.