انعقد، أول أمس الثلاثاء، بالقاهرة، اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، خصص لبحث التصعيد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني. ومثل المملكة المغربية في هذا الاجتماع ، سفير المغرب بالقاهرة ومندوبه الدائم لدى الجامعة العربية أحمد التازي. وبحث الاجتماع ثلاثة بنود أساسية، هي الموقف المرتقب صدوره عن الرئيس البرازيلي المنتخب بشأن اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها، والموقف الأسترالي بشأن مدينة القدس المخالف للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ، وكذا الحملة العدوانية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي على المدن والقرى والمخيمات وخاصة مدينة رام الله. وقال التازي، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، أن المغرب ، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، «لن يدخر أي جهد للدفاع عن مكانة القدس لأن ذلك حق من حقوق الشعب الفلسطيني وحق تاريخي لجميع محبي السلام، ولأن الدفاع عن القدس يعني إقرار الأمن في المنطقة بل وفي العالم بأسره». وأضاف التازي، أن المغرب مع قرارات الشرعية لأنها «منبثقة عن ضمير المجتمع الدولي وإرادة دولية، والتي من شأنها أن تحمي الحقوق الثابثة وتعزز الأمن والاستقرار»، مؤكدا أن احترام تلك القرارات مسؤولية الجميع وليس فقط من يتضرر بعدم تنفيذها. وذكر الدبلوماسي المغربي، أن قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة لهيئة الامم الخاصة بالقدس تنص صراحة على أن للقدس وضع قانوني خاص وأنها جزء لا يتجزأ من الاراضي الفلسطينيةالمحتلة منذ 1967 ، معبرا عن الأسف لكون بعض الدول تتجاوز هذه القرارات وتعتبر القدس عاصمة لاسرائيل، في تجاوز للشرعية الدولية وتشجيعا لسياسة الاستيطان الاسرائيلية. من جهته، أكد الامين العام المساعد لقطاع فلسطين والاراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية ، سعيد أبو علي، أن هذا الاجتماع يأتي في ظل التطورات الهامة الاخيرة المتعلقة بالقضية الفلسطينية وخاصة القدس وما يتعرض له الشعب الفلسطيني في هذه الآونة من «عدوان اسرائيلي سافر يستهدف الانسان والارض والعمران كما المقدسات والممتلكات». وأضاف أبو علي، أن هذا العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني للنيل من إرادته وتحطيم مقومات صموده «إنما يستهدف الموقف والارداة العربية من خلال الاستهداف المباشر لقضية الامة المركزية الى جانب تحديه السافر للشرعية الدولية في محاولة بائسة لكسرها وإلغائها خاصة في غياب أو ضعف الاجراء والموقف الضاغط لإنهاء الاحتلال لتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة» . واعتبر أن الاقدام على التعامل مع القدس موحدة أو مجزأة كعاصمة لاسرائيل وبالتالي كمقر لسفارات أو بعثات «ليس له من معنى آخر غير التماهي مع هذا الاستهداف الاسرائيلي أو القبول به وصولا الى تقويض ما استقر عليه وضعها ومكانتها القانونية الدولية والتاريخية وأكدته قرارات الشرعية الدولية». من جانبه، قال السفير الفلسطيني لدى الجامعة العربية مهند العكلوك، إن عقد هذا الاجتماع يأتي لبحث العدوان الإسرائيلي «الهمجي» والتحريض العنصري «السافر» على الشعب الفلسطيني. وأشار إلى أن اعتراف الإدارة الأمريكيةبالقدس عاصمة لإسرائيل هو استهداف للقانون الدولي، كما أن قرار أستراليا بشأن مدينة القدس يأتي في سياق «منحاز» للاحتلال الإسرائيلي ، داعيا أستراليا إلى التراجع عن قرارها المخالف للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية حول المكانة القانونية للمدينة المقدسة. كما دعا إلى ضرورة اتخاذ خطوات عملية بشأن اعتزام الرئيس البرازيلي نقل سفارة بلاده إلى القدس، مضيفا «نحن في حاجة لإبلاغ رسالتنا بشأن القدس والتواصل مع الدول التي تربطها علاقة جيدة مع البرازيل لحثها على التراجع عن قرارها». وتابع «علينا أن نقوم بمراجعة علاقاتنا السياسية واتفاقاتنا الاقتصادية بناء على مصالحنا وقومنا الاستراتيجي». وكان وزير الخارجية والمغتربين الفلسطينى رياض المالكي، قد قال في تصريحات صحفية في وقت سابق إن فلسطين تقدمت، بناء على توجيهات الرئيس محمود عباس، بطلب لجامعة الدول العربية لعقد اجتماع طارئ على مستوى المندوبين الدائمين، لتدارس التصعيد الاسرائيلي الخطير ضد الشعب والقيادة الفلسطينية. وأوضح المالكي أن فلسطين ستقدم مشروع قرار لمجلس الجامعة، يتضمن عددا من التوصيات والاقتراحات بشأن التصعيد الاسرائيلي الخطير الراهن، والموقف المرتقب لرئيس البرازيل بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال، والموقف الاسترالي الأخير. وكان رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، أعلن اعتراف بلاده بالقدس الغربية عاصمة لاسرائيل، لكنه قال إن بلاده لن تنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس إلا بعد حصول تسوية سلمية. وفي دجنبر الماضي، اعترف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن لدى إسرائيل من تل أبيب إلى المدينة المقدسة في 14 ماي الماضي.