تتواصل في العاصمة السينغالية دكار فعاليات المنتدى الاجتماعي العالمي، بمشاركة أزيد من عشرين ألف ناشط من مختلف بلدان العالم، يمثلون حركات مناهضة العولمة، وجمعيات تعمل في مجالات مكافحة الفقر وفي التنمية المحلية، والمنظمات الحقوقية والنسائية، بالإضافة إلى النقابات، وكل هؤلاء ينكبون في دكار، على غرار الدورات السابقة للمنتدى الذي انطلق عام 2001 في بورتو أليغري، على صياغة نظرة بديلة ومغايرة للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد سنويا في دافوس بسويسرا، وبالتالي بلورة مقترحات وأفكار بديلة لليبرالية الجديدة، وتجديد النداء بأن عالما آخر ممكن. المنتدى الاجتماعي العالمي في دكار، لا شك أنه سيتأثر بالانتفاضات والاحتجاجات التي جرت في تونس ومصر، خاصة أن موضوع «إفريقيا» سيحضر بقوة في برنامج المنتدى ومداولاته، ويؤكد المنظمون أن القارة السمراء اليوم مثال ساطع لفشل السياسات النيو ليبرالية، فهي ليست فقيرة، وإنما جرى تفقيرها، وتعرضت للاستغلال وللاستعمار وللحروب ولنهب الثروات، وبالتالي منها يجب الانطلاق في مسلسل البحث عن بديل، وعن عولمة متضامنة تقوم على حقوق الإنسان وعلى احترام البيئة وعلى العدالة الاجتماعية... ستهتم فعاليات منتدى دكار بتحليل ودراسة الأوضاع العالمية، بالإضافة إلى واقع الحركات الاجتماعية والأوضاع العامة للناس، ثم مسلسل المنتديات الاجتماعية العالمية نفسها، ومن المؤكد أن السياق الإقليمي والدولي المتسم بالاحتجاجات الشعبية في عدد من بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سيطغى على كل هذه المناقشات، وسيفرض استحضار الديناميات النضالية المستجدة وسط شباب هذه البلدان، وسيجعل المشاركين يعيدون التأكيد على ضرورة تقوية تعبئة الشعوب لبناء عالم مختلف. الجسم النضالي المغربي يحضر في دكار أكثر عددا وقوة، بالمقارنة مع دورات سابقة، وقد تجلى ذلك بوضوح في افتتاح المنتدى أثناء مواجهة استفزازات خصوم الوحدة الترابية للمملكة، وأيضا في النقاشات والورشات ومختلف فضاءات التظاهرة، كما يجدر التذكير أن قرار استضافة هذه التظاهرة في العاصمة السينغالية جرى اتخاذه في مارس 2010، بمناسبة المنتدى حول الحركات الاجتماعية الذي انعقد في بوزنيقة، ثم إن الجمعيات والنشطاء المغاربة باتوا يمتلكون تجارب رائدة تحظى بالمتابعة والتقدير على الصعيد الإفريقي والدولي، ما يؤهلهم للفعل في مثل هذه المنتديات الضخمة بكثير من الجدية والتأثير و...المصداقية. منتدى دكار ينكب على بلورة الأفكار والمسلسلات النضالية بغاية بناء عولمة إنسانية تحقق للشعوب وحدتها واستقرارها وأمنها ورفاهيتها وتقدمها، ومن ثم فإن إصرار الانفصاليين على الصراخ داخل هذا المحفل بالانفصال وبتمزيق البلدان والشعوب وبالتهديد بالحروب وبالسلاح، يجعلهم يتوسطون الشرود. هنا يملك الترافع المغربي قوته ومنطقه المدافع عن الوحدة والاستقرار وعن البناء والسلم والتنمية... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته