من المتوقع أن تختتم يومه الخميس، بالرباط، فعاليات الملتقى العربي حول “الصحة الإنجابية : المكتسبات والآفاق”والذي انكب على مدى ثلاثة أيام، على تطوير مهارات القابلات والممرضات العاملات في مجال الصحة الإنجابية، في أفق بلورة رؤية موحدة عربيا في مجال الصحة الإنجابية. وكان الكاتب العام لوزارة الصحة هشام النجمي، قد أكد في كلمة له، نيابة عن وزير الصحة أنس الدكالي، خلال افتتاح فعاليات الملتقى، على انخراط المملكة المغربية في جميع المبادرات الدولية الهادفة إلى تحسين صحة السكان والأسرة بصفة عامة، والصحة الإنجابية بصفة خاصة، بدءا بتبنيها توصيات المؤتمر الدولي للسكان والتنمية المنعقد سنة 1994 مرورا بأهداف الألفية من أجل التنمية المعتمدة سنة 2000، وحاليا أهداف التنمية المستدامة. وأوضح الكاتب العام، أن وزارة الصحة، تعمل مع القطاعات المعنية من أجل تنفيذ السياسة الصحية الدولية التي يساهم فيها المغرب بشكل فعال وتسهر على تطبيق وتتبع إنجاز البرامج المتفق عليها، مضيفا أن وزارة الصحة التزمت عبر مخطط الصحة “رؤية 2025” بإعطاء الأولوية والمكانة اللازمة للنهوض بجودة الخدمات التي تهم كل مكونات الصحة الإنجابية مع العمل على تسريع وتيرة خفض وفيات الأمهات والأطفال. وأورد، هشام النجمي، في السياق ذاته، مجموعة من المؤشرات الدالة والتي تبرز التراجع الملحوظ في نسبة وفيات الأمهات، حيث انخفضت من 112 حالة وفاة لكل 100.000 ولادة حية سنة 2010 إلى 72.6 حالة وفاة عن كل 100.000 ولادة حية، أي بنسبة انخفاض بلغت 35 في المائة، كما انخفض معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة من 30.5 لكل 1000 ولادة حية سنة 2011 إلى 22.16 لكل 1000 ولادة حية، أي بنسبة انخفاض بلغت 38 في المائة، بالإضافة إلى انخفاض معدل وفيات الرضع حديثي الولادة، حيث وصل إلى 13.56 لكل ألف ولادة حية، أي ينسبة انخفاض بلغت 38 في المائة مقارنة بنتائج المسح الوطني لسنة 2011. وبحسب الكاتب العام لوزارة الصحة، فقد أكد تقرير صندوق الأممالمتحدة للسكان على أن جل الدول التي أولت أهمية بالغة لمجال التعليم والتدريب وتحسين ظروف العمل وتقنين مزاولة مهنة القابلة والتمريض في مجال الصحة الإنجابية، استطاعت أن تخفض بنسب كبيرة معدل وفيات الأمهات والأطفال ببلدانها، مشيرا في هذا الإطار إلى أن المغرب يولي أهمية بالغة للموارد البشرية حيث تعمل وزارة الصحة على صياغة سياسة متكاملة، تنبني أساسا على الشفافية والحكامة الجيدة من أجل تطوير وتنفيذ برامج وطنية للتعليم والتدريب تستجيب لمعايير الهندسة البيداغوجية وتشمل كافة الميادين والفئات العاملة، مشيرا إلى أن الموارد البشرية بما فيها “القابلات والممرضات”، تعتبر من أهم الدعامات والركائز ا لأساسية التي ساهمت في تحقيق المنجزات والمكتسبات في المجال الصحي. من جانبه، أكد المدير الإقليمي لصندوق الأممالمتحدة للسكان في المنطقة العربية لؤي شبانه، على أن هذا الملتقى العربي، يشكل بالنسبة لصندوق الأممالمتحدة للسكان، مناسبة لتعزيز الشراكة المثمرة التي تجمعه مع وزارات الصحة العربية والمؤسسات غير الحكومية والمجتمع المدني والأكاديمي والتي ترتكز على برنامج عمل استراتيجي يجري تنفيذه منذ عدة سنوات. وأوضح الممثل الأممي، أنه على الرغم من التطورات المحرزة في المنطقة العربية خلال الفترة ما بين 1990 و 2015 حيث انخفض متوسط وفيات الأطفال بنسبة 56% كما انخفض متوسط وفيات الأمهات بنسبة 63 % إلى أن هناك العديد من التحديات في المنطقة العربية التي تحتاج إلى المزيد من الجهود وتوفر الدعم السياسي والمادي وتحقيق الشراكة والتعاون وتبادل الخبرات بين الدول العربية للاستثمار فى تحسين صحة الأمهات والأطفال والمراهقات بمعدلات أسرع من أجل الوصول إلى أهداف التنمية المستدامة. ودعا لؤي شبانه إلى الاستثمار في الموارد البشرية وخصوص القابلات من جل تحقيق الأهداف المنشودة وخاصة تقليص معدلات وفيات الأمهات والرضع، على اعتبار ن الصحة الإنجابية تشكل عنصرا أساسيا في تحقيق التنمية المستدامة والشاملة. وقد شكل الملتقى العربي حول الصحة الإنجابية، الذي احتضنته العصمة الرباط، منسابة لطرح جميع التصورات والتجارب الرائدة في المنطقة العربية في مجال الصحة الإنجابية، بالإضافة إلى كونه فضاء لتدارس السبل المتاحة للتعاون المشترك بهدف استشراف الآفاق المستقبلية فيما يخص الخدمات الصحية والتكوين وتقنين مهنة العاملين بالصحة الإنجابية، والمساهمة في إرساء المبادئ الأولية لتوحيد المجهودات. وقد وتخلل هذا الملتقى ورشات تكوينية تمحورت حول: الخدمات المقدمة في مجال الصحة الإنجابية، تعليم وتدريب القابلة والممرض للنهوض بالصحة الإنجابية، التشريعات المنظمة لممارسة مهن التمريض والقبالة في مجال الصحة الإنجابية. وشارك في هذا الملتقى ممثلو وزارات الصحة العربية وممثلو جامعة الدول العربية، إلى جانب ممثلي صندوق الأممالمتحدة للسكان، وكذا خبراء في ميدان خدمات الصحة الإنجابية.