أعلنت الهيئة العربية للمسرح مؤخرا عن المسرحيات العربية التي تم اختيارها للمسارين الاثنين ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي في دورته الحادية عشرة التي ستقام بالقاهرة في الفترة ما بين 10 و16 يناير القادم.. وتتعلق عروض المسار الأول للمهرجان بالمسرحيات المبرمجة خارج المسابقة الرسمية، بينما تتعلق عروض المسار الثاني بالمسرحيات العربية التى ستتنافس على جائزة الشيخ د. سلطان بن محمد القاسمي. وقد تم اختيار مسرحية “صباح ومسا” لفرقة دوز تمسرح – مراكش إخراج عبد الجبار خمران، لتشارك في المسار الأول لعروض المهرجان. بينما تم اختيار كل من مسرحية “عبث” لفرقة بصمات من أكادير، إخراج إبراهيم رويبعة، ومسرحية “شابكة” لفرقة أوركيدي من بني ملال، إخراج أمين ناسور، للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان. مسرحية “صباح ومسا” من تأليف المسرحي الفلسطيني غنام غنام ومن إخراج المسرحي عبد الجبار خمران، تشخيص رجاء خرماز وتوفيق ازديو، موسيقى زكرياء حدوشي، سينوغرافيا يوسف العرقوبي، كوريغرافيا توفيق ازديو، محافظة عامة عادل منصوري، توثيق وفيديو رضا لمنادي، المدير الإداري رضوان خمران، العلاقات العامة غزلان الادريسي. وقد تم انتاج مسرحية “صباح ومسا” بدعم من وزارة الثقافة والاتصال – قطاع الثقافة في إطار مشروع توطين فرقة دوز تمسرح بالمركز الثقافي الداوديات بمدينة مراكش. لاقت عروض مسرحية “صباح ومسا” إقبالا كبيرا من طرف الجمهور الذي تابعها في كل من مدينة الحاجبومراكش والمضيق والفنيدق والقنيطرة والرباط. حيث تمت برمجة أربعة عروض متتالية لمسرحية “صباح ومسا” بالمركب الثقافي الداوديات بمراكش أيام 19 – 20 – 21 – 22 نونبر 2018، كما قدم العرض في إطار فعاليات الدورة 9 لمهرجان ربيع مراكش للفنون، وضمن فعاليات الأيام الوطنية المسرحية المراكشية، وضمن فعاليات الدورة 14 لمهرجان طنجة الدولي للفنون المشهدية. واختيرت مسرحية “صباح ومسا” للمشاركة في الدورة 20 للمهرجان الوطني بتطوان، وأيضا للمشاركة ضمن فعاليات أيام قرطاج المسرحية المزمع تنظيمها من 8 إلى 16 ديسمبر الجاري. خطاب جمالي يمزج بين التمثيل والرقص المعاصر والموسيقى الحية تستمد الرؤية الإخراجية لمسرحية “صباح مسا” خطها الدرامي، يقول عبد الجبار خمران مخرج العرض، انطلاقا من فضاء هامشي، فضاء غير مكتمل، فضاء يعكس حالة شخصيات منكسرة نفسيا واجتماعيا.. شخصيتا المسرحية “صباح” و”مسا” تعيشان حالة من الضياع وعدم الاستقرار مما دفعنا إلى الاشتغال على حركة أجساد مكسورة، أجساد مثقلة بالهموم وبالبحث عن الذات.. معتمدين فكرة المتاهة كمخطط لتنقل الممثلين داخل الفضاء.. ويضيف المتحدث بأن كل التكوينات الجمالية على مستوى التموقعات والتنقلات وتوظيف الإنارة والاشتغال على الفضاء الركحي، تعتمد التحرك الثلاثي لأجساد الممثلين.. وحضور كوريغراف / ممثل غايته التركيز على التعبير الجسدي والرقص لخلق خطاب جمالي تتجاوب فيه المفردات المسرحية والرقص المعاصر والموسيقى الحية. وبخصوص النص، يقول مؤلفه الفنان الفلسطيني غنام غنام، فإنه “يحمل أسئلة وجودية كبيرة خطرت ببالي حين كتبت هذا النص عام 1996، وظلت تلح عليّ حتى وقتنا هذا. لذا فإن فرحاً غامراً يتملكني حين تتوالد هذه المحمولات الفكرية في مناخ إبداعي آخر، في “دوز تمسرح” التي عودتنا على الاشتباك الجمالي مع الحياة والمسرح، فرح غامر يتملكني حين أقرأ أسماء الفريق فأجد من أكن لهم التقدير يتصدون لإعادة إنتاج هذا القلق وتلك الأسئلة”.. جدير بالذكر أن هذا العرض حظي باستقبال نقدي وإعلامي هام، بحيث كتب المسرحي عبد اللطيف العسال عن المسرحية يقول: “وأنت جالس تشاهد العرض، تشعر أن شيئا ما انفصل منك ليخترق الركح وتزداد رغبتك في اللحاق بذلك الشيء لتنضم للفريق.. فالجلوس أصبح لا يكفيك، الحميمية والإحساس الصادق والتماهي والانسيابية عدوى تنتقل إليك وتدفعك للغوص في أعماق ما يجري أمامك صباح ومسا… بل في كل أوقات النهار..”. وتقول الباحثة زهرة ابراهيم: ” موضوع مسرحية صباح ومسا موصل لمقاربة مفهوم الدراماتورجيا الركحية. إنها تجربة تنفتح على أكثر من منظور يصنفها ضمن تجارب المسرح المعاصر المتنازع بين قواعد التنظير التأصيلية وبين التمرد عليها وامتطاء المغايرة على الطرق السيارة للخلق والإبداع”..