عرضت يوم السبت بتونس مسرحية "الخادمتان" لفرقة "دوز تمسرح" وإنتاج المسرح الوطني محمد الخامس، ضمن فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي، التي تحتضنها العاصمة التونسية من 10 إلى 16 يناير الجاري. واستمتع الجمهور التونسي والمشاركون في الدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي من خلال مسرحية "الخادمتان"، للكاتب جون جنيه وإخراج المسرحي العراقي جواد الأسدي، بالأسلوب الفني المتميز الذي طرح به هذا العمل المسرحي قضايا الصراع الاجتماعي بين الأسياد والخدم. وتعتمد مسرحية "الخادمتان" على لعبة التعرية والسخط والنبش عن المسكوت عنه والمؤجل المزمن حيث تقوم الخادمتان باستخراج محتويات خزانة السيدة من ملابس وإكسسورات وشبهات وتشرعان في لعبة تبادل النبش و الحفر في جوفيهما التواقين إلى الإطاحة بموروث طويل من الانسحاق تحت استبداد و عجرفة السيدة التي لا تظهر في العرض مع أنها تتساكن معهما وتسلب ملذاتهما. وأعرب مخرج العمل جواد الأسدي خلال ندوة صحفية عقدت الجمعة عن سعادته بمشاركة "الخادمتان" في المهرجان العربي للمسرح الذي يعد عرس المسرح العربي على حد تعبيره، قائلا عن هذا العمل "اشتغلنا على "بروفا" من طراز عال ورفيع وكان هناك نوع من الحفريات داخل النص والنبش في أعماقه". وأضاف أن مسرحية "الخادمتان" تقوم بتعرية علاقة اجتماعية تقود في النهاية إلى حالة انهيار كلي بعد رفض "الخادمتين" استمرار تسلط السيدة وسلبها لروحهما. ومن جهته قال المدير الفني لفرقة "دوز تمسرح" عبد الجبار خمران، وهو أيضا مساعد المخرج في المسرحية، إن هذا العمل يعالج من خلال ثنائية قديمة هي ثنائية السيد والعبد وبمعطيات حداثية ما ينبض به الشارع العربي. مسرحية "الخادمتان" من تمثيل جليلة التلمسي ورجاء خرماز وسينوغرافيا يوسف العرقوبي وموسيقى رشيد برومي. وقد حاز مخرجها جواد الأسدي على العديد من الجوائز على الصعيدين العربي والدولي وصدرت له العديد من المؤلفات. ومن أبرز انتاجاته "خيوط فضة" و"العائلة توت" و"رأس المملوك جابر" و"ثورة الزنج" و"ليالي الحصاد" و"نساء السكسوفون" و"حمام بغدادي". يذكر أن الدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي، التي انطلقت يوم الأربعاء الماضي بتونس العاصمة، تعرف مشاركة عروض مسرحية من عدة بلدان عربية، ستتنافس من أجل نيل جائزة المهرجان البالغة قيمتها 25 ألف دولار. وتنقسم عروض المهرجان الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع وزارة الشؤون الثقافية التونسية، تحت شعار "نحو مسرح عربي جديد ومتجدد"، إلى 11 عرضا ضمن المسابقة الرسمية من بلدان عربية هي المغرب والجزائر وتونس ومصر والأردن وسوريا والعراق والإمارات والسعودية، و11 عرضا غير تنافسي إضافة إلى عرضين تونسيين يمثلان مسرح الهواة وثلاثة عروض للأطفال. وتجدر الإشارة إلى أن الدورة العاشرة للمهرجان تسجل حضور 600 مسرحي عربي من مبدعين وباحثين ومؤطرين فضلا عن إعلاميين من مختلف الدول العربية. ويشهد المهرجان تنظيم مؤتمر فكري بمشاركة 42 باحثا حول "السلطة والمعرفة في المسرح" يتضمن أربعة عناوين محورية وهي "المسرح في علاقته بالسلطة" و"المسرح في علاقته بالمعرفة" و"سلطة المؤلف ومعارفه" و"سلطات ومعارف صناع العرض (الممثل والسينوغراف والمخرج)"، ويبحث خلاله ثلة من المسرحيين والجامعيين في سلسلة من المحاضرات الإشكالات الراهنة حول علاقة المسرح كخطاب فني ونقدي وتأثيره في الواقع.