الصقلي: رفع التحفظات على اتفاقية «سيداو» في جدول أعمال الحكومة أعلنت نزهة الصقلي وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، أن المغرب شرع في اتخاذ الإجراءات المتعلقة برفع التحفظ على اتفاقية «سيداو» والبروتوكول الملحق بها، مشيرة إلى أن جلالة الملك كان قد أعطى تعليماته للحكومة من أجل رفع تلك التحفظات، وهي الآن في طور التفعيل. وأكدت الوزيرة في لقاء لها مع الكاتبة العامة للأممية الاشتراكية مارلين هاس، على أن المغرب حقق تقدما ملموسا في مجالات متعددة منها ما هو مرتبط بالتقدم الحاصل على المستوى السياسي وأيضا على مستوى إقرار حقوق المرأة وإدماج حقوق الإنسان في المؤسسات العمومية، وأضافت الصقلي أن هذه المكتسبات التي حققها الشعب المغربي تمت بشكل ديمقراطي. في هذا السياق قدمت الوزيرة لمحة عن الإصلاحات التي قام بها المغرب على المستوى التشريعي والسياسي والاجتماعي، مشيرة -من بين أمور أخرى- إلى مدونة الأسرة التي تولي أهمية لحقوق ومصلحة الطفل بما يتواءم مع اتفاقية حقوق الطفل التي وقع عليها المغرب. وأوضحت نزهة الصقلي، أن التحديات التي تواجه المغرب في إطار مسلسل التحديث والدمقرطة، تكمن في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، وعلى هذا الأساس تعمل الحكومة الحالية بقيادة جلالة الملك محمد السادس، على محاربة الفقر والفوارق الاجتماعية والمجالية وتقوية قدرات المواطنين والمواطنات وفق مقاربة تشاركية تعتمد على سياسة القرب. وتشكل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، حسب نزهة الصقلي،رافعة أساسية لبناء مجتمع المساواة والتقدم والاجتماعي، مذكرة في هذا الصدد بالسياسة القطاعية للمساواة، والأجندة الحكومية للمساواة التي سيتم عرضها على المجلس الحكومي خلال اجتماعه المقبل. إلى ذلك استعرضت الوزيرة، ما حققه المغرب في مجال التمدرس ومحاربة الأمية، مبرزة في هذا الإطار بأن معدل تمدرس الأطفال ما بين 6 سنوات و11 سنة، على المستوى الوطني، انتقل من 73 بالمائة سنة 1999 إلى 96 بالمائة سنة 2009، موضحة أن هذا المعدل تضاعف ثلاث مرات في الوسط القروي، وأربع مرات في صفوف الفتيات القرويات. وفي ما يتعلق بمعدل محاربة الأمية في صفوف الساكنة التي تبلغ 10 سنوات فما فوق، أشارت الصقلي إلى أنه انتقل من 48 بالمائة سنة 1999، إلى 34 بالمائة سنة 2009. من جانب أخر، شددت نزهة الصقلي على ضرورة الاندماج المغاربي على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، مشيرة إلى أن ما يقع الآن في بلدان مجاورة هو نتيجة لغياب اندماج مغاربي حقيقي، وإلى ضعف المبادلات بين بلدان المنطقة المغاربية واستمرار الجزائر في إغلاق حدودها مع المغرب، والتهديد الذي تتعرض له المنطقة يوميا سواء تعلق الأمر بالإرهاب أو الهجرة السرية والتهريب، مؤكدة على أن هذه الوضعية المغاربية التي وصفتها ب «الشادة» لا تخدم مصالح شعوب هذه المنطقة التي تتوفر على إمكانيات هائلة للتقدم الاقتصادي والاجتماعي. من جهتها، أكدت الكاتبة العامة للأممية الاشتراكية للنساء مارلين هاس، أن المغرب حقق إنجازات مهمة في مجالات محاربة الأمية والمشاركة السياسية للنساء، مشيرة في هذا السياق إلى أن المكتسبات التي راكمها المغرب منذ التسعينات في مجال محاربة الأمية مهمة. وأكدت مارلين هاس على أن تعليم الفتيات يشكل المدخل الأساسي لتحقيق التنمية السوسيو-اقتصادية، مبرزة الأهمية القصوى التي تكتسيها مسألة إيجاد حلول فعالة وناجعة لإشكالية الأمية وأشادت مارلين هاس بالتطور الذي حققته المملكة في مجال المشاركة السياسية للمرأة، مبرزة أن التحولات الإيجابية لا تقتصر فقط على هذا الأمر، ولكن تتعداه إلى النهوض بقضية المرأة والتمدرس، مشيرة في هذا الإطار إلى أنه في ما يتعلق بأهداف الألفية للتنمية لسنة 2009، فإن أثر التقارب المسجل بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والسياسات القطاعية في المجال الاجتماعي واضح وملموس.