رفعت النوادي السينمائية بالمغرب طيلة عقود من الزمن تحدي خلق عشق للسينما لدى الجمهور، وإشراك المشاهد والمهتمين في قراءة الأفلام ومناقشتها، وجعله طرفا في الجدل السينمائي الدائر بالمغرب، وهي مهمة لا يمكن أن تستمر ما لم تستعد هذه النوادي عافيتها وديناميتها. وحتى يتواصل ذلك التأثير المباشر، الذي كانت تمارسه النوادي السينمائية في السابق في محيطها المباشر، والانتقال بالمشاهد من التلقي البسيط للصورة واستهلاكها إلى قراءتها وتحليلها، لابد من منح هذه النوادي من الإمكانيات ما يؤهلها للإسهام في تنشيط الحياة الثقافية وتفعيلها والتأسيس لأبعاد جديدة للممارسة السيسينمائية. ومن أجل الوقوف على وضعية النوادي السينمائية بين الأمس واليوم، كانت جلسة سينمائية مع منال التقال، أول شابة في المغرب تتحمل مسؤولية رئاسة ناد سينمائي بالمغرب،والتي دخلت نادي البوغاز السينمائي منذ نحو عقد من الزمن، كمستشارة وبعدها رئيسة لملتقيات ومهرجانات النادي، وثم انتخابها رئيسة للنادي سنة 2009، مسيرة احتكت خلالها بمجموعة من السينمائيين المغاربة. تعود التقال -في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش فقرات الدورة الثانية عشرة للمهرجان الوطني للفيلم التي أقيمت بطنجة- بالذاكرة إلى بداياتها في نادي الفن السابع السينمائي، أحد أعرق النوادي السينمائية بالمغرب، ثم إلى تاريخه،الذي يعود تأسيسه إلى ستينيات القرن الماضي، والأسماء التي تعاقبت على تسييره والعمل من خلاله، بينها اليوم أسماء مرموقة في المشهد السينمائي المغربي كنور الدين الصايل وخليل الدامون ومومن السميحي، مشددة على أن النادي يحرص اليوم على السير عى نهج السلف، مع إضفاء لمسة تجديدية. وقد دأب نادي الفن السابع بطنجة، في هذا الصدد-تقول منال التقال- على تنظيم ملتقى سينمائي بمدينة البوغاز حول السينما الوطنية، يروم بالأساس التعريف بالسينما وتحبيبها للجمهور وخاصة السينما الوطنية، وقد اشتغل في هذا الصدد على مجموعة من المحاور منها «الزمن في السينما المغربية» و»السرد في السينما الوطنية»، فضلا عن تنظيمه للعرض ما قبل الأول لمجموعة من الإبداعات السينمائية المغربية، بحضور مخرجيها للحديث عن أعمالهم. ولا تقتصر أنشطة النادي عند هذا الحد-تقول التقال- فهو يعمل على استضافة عدد من المهنيين من أجل تقريب الجمهور من آليات وتقنيات الصناعة السينمائية، وتنظيم ورشات لتكوين الناشئة، وصقل مواهبها الدفينة في مختلف مجالات الفن السابع، إضافة إلى تنظيم دورات حول سينمات العالم كالأمريكية أو المصرية أو الكورية أو غيرها أو حول موضوع معين كالثورة والعائلة. وحول الدور الذي باتت تلعبه النوادي السينمائية بالمغرب، كان رأي التقال نفسه الذي يتبناه عدد من النقاد والمهتمين، وهو أن هذه النوادي لم تعد تقوم بدورها كما كان في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وعزت ذلك إلى مجموعة من الأسباب منها بالأساس اندثار طقوس الفرجة السينمائية، وغياب قاعات للعرض توفر شروط المتعة. كما أرجعت التقال تراجع دور النوادي السينمائية بالمغرب، إضافة إلى ضعف الإمكانيات، إلى التطور المتسارع لتقنيات الاتصال والتواصل، الذي جعل أفق اشتغال النوادي محدودا، وتعدد القنوات الفضائية وسهولة ولوجها، ناهيك عن ظاهرة القرصنة التي باتت تقتل الإبداع السينمائي. ولم يفت التقال، بالمناسبة، الإشارة إلى المساهمة المتواضعة لنادي الفن السابع بطنجة في المهرجان الوطني للفيلم في مجال التنظيم وفي أن يكون صلة الوصل بين إدارة المهرجان وبين فعاليات المدينة، ثم إلى القيمة المضافة التي يقدمها هذا العرس السينمائي إلى هذه المدينة، لا سيما خلق حراك ثقافي وجدل سينمائي حول جديد إبداع الفن السابع في المغرب.