أكد رئيس مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية عبد الله ساعف، أمس السبت بزاكورة، أنه لا يمكن للمؤسسات التعليمية أن تؤثر في محيطها المباشر في غياب حياة ثقافية نشيطة وفاعلة. "" وقال ساعف، خلال ندوة تم تنظيمها على هامش الدورة السادسة للقاء الدولي للفيلم عبر الصحراء حول تدريس ثقافة الصورة، إنه "لا يتصور شخصيا مدرسة ذات جانب تقني، ومن دون علاقة تأثير متبادلة مع محيطها الثقافي". وتساءل ساعف، خلال مداخلته، حول دور الفاعل الاقتصادي في الساحة الثقافية، ودرجة ميله للمساهمة في مواكبة تطور المدرسة، باعتبارها مؤسسة مركزية في المجتمع. وحسب الساعف، فإن التحديات المتعددة التي تواجهها المدرسة تستدعي مراجعة منتظمة للنظام التربوي، بما يسمح بالوقوف على المستجدات المسجلة على مستوى المحتوى العلمي، دون السقوط في فخ التبني الآلي لهذه المحتويات. ومن جهته، ذكر محمد أعريوس ناقد وعضو سابق بالخلية المركزية للتنشيط السينمائي والسمعي البصري (وزارة التربية الوطنية)، بتجربة تأسيس نوادي سينمائية (80 نادي) داخل المؤسسات التعليمية، ودورها في مجال التنشيط، وكذا في خلق عشق للسينما لدى التلاميذ. وأضاف الرئيس السابق لفيدرالية نوادي السينما بالمغرب أن السينما التي كانت تعتبر مهملة بالنسبة لكل الفنون الأخرى في المؤسسات التعليمية، ينبغي أن تعيد التأسيس لأبعاد جديدة في الممارسة البيداغوجية والديداكتيكية، بمنحها إمكانية الاستناد إلى الابتكار والتخيل والإبداع. وخلص إلى أن تجربة نوادي السينما بالمدارس، تروم بالأساس إشراك التلميذ في قراءة الأفلام، لكي يمر من التلقي البسيط للصورة واستهلاكها إلى مرحلة إبداعها وتحليلها وقراءتها.