قدم فوزي لقجع رئيس جامعة كرة القدم مساء يوم السبت بالصخيرات أمام أشغال الجمع العام العادي حصيلة عمل موسم 2017-2018، حصيلة عمل يجمع الجميع على إيجابيتها، نظرا للإنجازات التي تحققت في زمن قياسي، وأعادت كرة القدم الوطنية إلى الواجهتين الإفريقية والدولية بكثير من الامتياز. مشاركة المنتخب الوطني بنهائيات مونديال روسيا 2018، بعد غياب دام 20 سنة كاملة، فوز منتخب المحليين بالدورة الخامسة من البطولة الإفريقية للأمم، تأهل المنتخب الوطني المغربي لأقل من 17 سنة لنهائيات كأس إفريقيا التي ستجرى أطوارها بتنزانيا سنة 2019، فوز فريق الوداد بعصبة الأبطال الإفريقية، وبكأس السوبر الإفريقي، أضف إلى ذلك العودة القوية للأندية المغربية على مستوى المنافسات القارية الخالصة بالأندية، والدليل على ذلك الوصول المتكرر لدور المجموعات بمجموع أربعة فرق اثنين بعصبة الأبطال، ومثلهما بكاس الاتحاد. كل هذه الإنجازات التي ميزت حصيلة سنة 2018 ستبقى بطبيعة الحال خالدة بالأذهان، إلا أنها تطرح أمام فريق عمل يقوده لقجع رهان الاستمرارية، وتحقيق المزيد من التألق. وعلى هذا الأساس، شدد لقجع في تدخله على دور التكوين في تطوير كرة القدم المغربية، وضرورة ضمان التوازن الزمني المستقبلي للنتائج المحصلة، حيث تم وضع برنامج للتكوين عبر إحداث عدد من مراكز التكوين، كما هو الحال بالنسبة لمركز الرجاء البيضاوي ومراكز جهوية في الجهة الشرقية وجهة سوس والشمال، فضلا عن الافتتاح القريب لمركز المعمورة للتكوين، والذي سيصبح معلمة تفتخر بها كرة القدم الوطنية. مقابل ذلك، اعترف رئيس الجامعة بوجود بعض النقائص التي يتم السعي لمعالجتها، من قبيل توفير مكونين أكفاء للفئات الصغرى، ملائمة برامج التكوين مع الطموحات الدولية للرياضة المغربية، مع ضرورة إخضاع مستمر لجميع مراحل التكوين لتقييم من طرف مكتب دراسات دولي مختص، ستعلن نتائجه قبل نهاية السنة الجارية، قصد إدخال كل التعديلات الضرورية على منظومة التكوين المعتمدة من طرف الجامعة. وفي إطار الاستفادة من بعض التجارب الناجحة دوليا، ستتم هيكلة الإدارة التقنية الوطنية بشراكة مع الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، وذلك عن طريق وضع برنامج متكامل تطبيقي ستستفيد منه الخبرات المغربية في مختلف مراحل التكوين. واستشرافا للمستقبل على ضوء النتائج المحققة والعمل المنجز على مستوى البنيات التحتية وعملية التأهيل المصاحبة للأندية الوطنية، تحدث لقجع خلال الجمع العام عن خارطة الطريق خلال السنوات المقبلة، وحددها في مجموعة من الأولويات، جاء في مقدمتها التحضير للمشاركة المغربية في كأس إفريقيا للأمم 2019 والعمل على الظفر باللقب بعد أكثر من 42 سنة عن أول وآخر لقب في تاريخ كرة القدم الوطنية، والعمل على تأهل المنتخب لمونديال 2022، وضمان سيرورة نتائج الأندية المغربية لتحقيق التميز القاري، ومواصلة برنامج تأهيل البنية التحتية الرياضية والبناء المؤسساتي لكرة القدم الوطنية، وهنا تحدث مرة أخرى عن خلق شركات من طرف أندية القسم الأول، باعتباره رهانا يفتح أمامها أبواب التدبير الحداثي المبني على البعد المقاولاتي وقطع الطريق أمام النموذج السائد، والذي أساء كثيرا لكرة القدم الوطنية، وجعلها غير قادرة على مواكبة التحولات العميقة التي تعرفها اللعبة دوليا. وعندما تكون النتائج على النحو الذي جاء به سواء في كلمة الرئيس أو التقرير الأدبي، إان الجانب المالي لا يتم الوقوف حوله كثيرا، بالرغم من الأرقام المهمة التي جاء بها التقرير الذي خضع للتدقيق من طرف مكتب الحسابات (كي.بي.م.جي)، إذ سجل التقرير خلال الفترة الممتدة من فاتح يوليوز 2017 إلى 30 يونيو 2018، عائدات قدرها 880.038.069 درهم، ونفقات قدرها 879.293.624 درهم، نتج عنها فائضا قدره 744 ألف و427 درهم، مع العلم أن حصة الأسد من النفقات توجه للأندية المغربية، وللمنتخبات المغربية، هذه الأخيرة التهمت لوحدها أزيد من 21 مليار سنتيم، هذه السنة، فقد كلفت الإقصائيات المؤهلة لنهائيات كاس العالم لوحدها 5 ملايير و500 مليون سنتيم، والاستعدادات للمونديال حوالي مليار و250 مليون سنتيم، فيما كلفت المعدات والتجهيزات الخاصة للاستعداد أزيد من 380 مليون سنتيم. وبناء على المنهجية الديمقراطية في الجموع العامة، تمت المصادقة بالإجماع على التقريرين، كما تمت المصادقة أيضا على تعديل وتحيين بعض بنود النظام الأساسي للجامعة، عن طريق إحداث ثلاث لجان جديدة وهي: لجنة الحكامة ولجنة الافتحاص الداخلي ولجنة مراقبة التدبير المالي للأندية. للإشارة، فان الجمع عرف تدخلا من طرف وزير الشباب والرياضة الطالبي والعلمي، أشاد خلاله بأهمية العمل المنجز من طرف هذه الجامعة، كما قدم العمل المنجز من طرفها كنموذج يحتذي بالنسبة لباقي الجامعات الرياضية.