أجمع المتدخلون خلال افتتاح أشغال المجلس الجهوي لحزب التقدم والاشتراكية بالدار البيضاء، أول أمس السبت، على ضرورة انخراط كل القوى الحية في جيل جديد من الإصلاحات. وقال الأمين العام للحزب، محمد نبيل بنعبد الله، إن الحزب يريد إعطاء انطلاقة قوية للعمل السياسي، مضيفا أن الدار البيضاء تعتبر محطة مهمة للتحضير لهذه الانطلاقة، ومبرزا في نفس الوقت الأهمية التي يوليها الحزب للعاصمة الاقتصادية، باعتبارها القلب النابض للمغرب. وأشار بنعبد الله إلى الإصلاحات المتعددة التي عرفها المغرب خلال العشرية الأخيرة، مشددا على الدور الأساسي الذي لعبته الكتلة الديمقراطية في هذه الإصلاحات. وأبرز الأمين العام أن الكتلة الديمقراطية لم تستنفد دورها ومهامها، مشيرا إلى قناعة حزب التقدم والاشتراكية بضرورة تقوية تحالفاته مع مكونات الكتلة الديمقراطية، وفصائل اليسار، ومع سائر القوى الحية في المجتمع، التي تشاطره المضامين العامة للمشروع المجتمعي الذي يناضل من أجله. وأعرب بنعبد الله عن قناعته الراسخة بأن هذه المهام تستلزم الشروع باستعجال في بلورة جيل جديد من الإصلاحات، لإعطاء دفعة قوية للمشروع الديمقراطي الذي طالما دافعت عنه الأحزاب المكونة للكتلة الديمقراطية. وتأسف بنعبد الله على «الانحرافات» التي صار المشهد السياسي المغربي يشهدها منذ الانتخابات التشريعية لسنة 2007، مؤكدا أن من شأن عدم وضع حد لها أن «يزيد في تعميق ظاهرة العزوف السياسي، وعرقلة عملية تأهيل الأحزاب السياسية وإعادة الاعتبار للعمل السياسي ككل». وقال إن تأهيلا حقيقيا للحقل السياسي المغربي، ولاسيما في أفق استحقاقات 2012، «لا يمكن تصوره إلا في ظل تقوية مكانة الأحزاب السياسية، من خلال السعي إلى إيجاد الصيغة الملائمة لجعلها تقارب موضوع إصلاح المنظومة الانتخابية من موقع الاتفاق حول تصور موحد، تكون إحدى غاياته الأساس إعادة الاعتبار للعمل السياسي، وإدراج المسلسل الانتخابي في المسار العام للإصلاحات السياسية التي تحتاج إليها البلاد، وتمكين الأحزاب من أداء الدور المنوط بها». هذا وحذر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية من استمرار المظاهر السلبية التي تطبع الواقع السياسي والحزبي، والتي إذا لم يوضع لها حد ستستفحل في أفق انتخابات 2012، وآنذاك ستفرز صناديق الاقتراع «أشياء» ستكون لها عواقب وخيمة على حياتنا الديمقراطية. وعلى صعيد آخر، أبرز بنعبد الله أن توقيع العقد البرنامج بين الديوان السياسي والفروع الإقليمية بالبيضاء، يتوخى تحديد أهداف واضحة لهياكل وهيئات الحزب وذلك عبر وضع مقاربة متكاملة تتضمن الاهتمام بقضايا المواطنين ونهج سياسة القرب وتتبع عمل المنتخبين والاشتغال إلى جانب المجتمع المدني والنسيج الجمعوي، داعيا منخرطي الحزب بجهة الدارالبيضاء إلى التكتل والوحدة والالتحام ورص صفوف الحزب وتغليب المصلحة الجماعية.. وفي سياق ذلك، قال الأمين العام أن الحزب يسعى إلى تأهيل الهياكل الحزينة في قطاعات سوسيومهنية، تساهم في إغناء العمل السياسي. كما عبر بنعبد الله عن تضامن حزب التقدم والاشتراكية مع الشعبين التونسي والمصري وقواهما الحية، ومع كل الشعوب العربية المنتفضة. ومن جانبه استعرض أحمد بوكيوض، في كلمته باسم الكتابة الجهوية للحزب، أهم المشاكل التي تعانيها العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء. وتحدث بوكيوض عن المفارقات والاختلالات التي تطبع جل المرافق والقطاعات في المدينة، مضيفا أن هذه الأخيرة ما هي إلا حصيلة طبيعية لسوء التدبير والتخبط الذي يعم جل الأجهزة المنتخبة في مقدمتها مجلس المدينة. وقال إن تحالف الفساد الانتخابي والإداري والمالي لا يعطل حاجيات التنمية فقط، بل يضرب في عمق فلسفة الديمقراطية المحلية ويعرقل مسيرتها، مضيفا أن جهة الدار البيضاء بما تختزنه من طاقات شبابية ونسائية وكفاءات عالية تستحق أن تكون أحسن وأرقى، وتستحق سياسة جديدة وتدبيرا جديدا. هذا واعتبر بوكيوض أن الدفاع عن حاجيات المواطنين، وإصلاح الأوضاع المحلية، مسألة تهم كل القوى الديمقراطية الأخرى. كما اقترح المجلس الجهوي للحزب، تأسيس مجلس مواز، يطلق عليه اسم مجلس مدينة في الظل، يسهر على تقديم البدائل الممكنة للتسيير الحالي. ويشار إلى أنه تم توقيع العقد البرنامج بين الديوان السياسي والفروع الإقليمية للحزب بمدينة الدار البيضاء، والتي سيعمل من خلالها المكتب السياسي على دعم عمل الفروع، هذا وتم تكريم بعض الوجوه الحزبية التي أبلت البلاء الحسن في عملها داخل هياكل الحزب بالعاصمة الاقتصادية.