كان يوم السبت يوما مشهودا بمدينة لوبومباشي بجمهورية الكونغو الديمقراطية، خصوصا بعد إسناد اللجنة التنفيذية للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، للمغرب شرف تنظيم نهائيات كأس إفريقيا للأمم لعام 2015 لفئة الكبار و2013 لفئة الفتيان (أقل من 17 سنة). لكن الفرحة لم تكتمل بعدما فشل فريق الفتح الرياضي في الفوز بالكأس الممتازة الثانية عقب هزيمته أمام مازمبي الكونغولي بالضربات الترجيحية، بالرغم من الندية التي ظهر بها طيلة 90 دقيقة، وكاد في اللحظات الأخيرة أن ينتزع هذه الكأس التي تبقى فخرية في نهاية المطاف. وقد استطاع أشبال المدرب الحسين عموتة أن ينالوا إعجاب كل الحاضرين بملعب «لاكينيا» بعدما الجميع يرشح الفريق الكونغولي، الذي مثل القارة الأفريقية خير تمثيل في بطولة العالم للأندية في نهاية العام الماضي، حيث وصل إلى النهائي قبل أن يخسر أمام إنتر ميلان الايطالي بطل أوروبا بثلاثية نظيفة، كما أنه توج باللقب الموسم الماضي بفوزه على الملعب المالي 2-صفر ليصبح أول فريق كونغولي يحرز لقب الكأس السوبر الأفريقية واضعا حدا لسيطرة أندية شمال أفريقيا على اللقب في السنوات الأربع السابقة بعدما ناله الأهلي المصري 3 مرات والنجم الساحلي التونسي مرة واحدة. ويدين مازيمبي بطل دوري الابطال باللقب الى حارسه المخضرم موتيبا كيديابا (34 عاما) الذي صد ضربة ترجيحية للفريق المغربي وسجل أخرى في مرمى الأخير بعدما فشل الطرفان في فك التعادل في الوقت الأصلي وحتى في ضربات الترجيح. وكان فريق الفتح قريبا من نيل الكأس القارية الثانية له هذا الموسم بعد تتويجه بلقب الكونفدرالية الإفريقية على حساب النادي الصفاقسي أحد أقوى الفرق على الصعيد القاري، وبعدما كان الجميع يشك في إمكانيات أشبال المدرب عموتة الذين كذبوا كل التكهنات، وبالتالي شرفوا كرة القدم الوطنية التي عاشت سنوات عجافا بعد النكسات المتتالية التي أصابت، سواء المنتخبات الوطنية أو الأندية. وقد استطاع الفريق الرباطي أن يعيد الإعتبار للكرة المغربية، بعد أن فقدت كل مقومات القوة التي كانت تتمتع بها، على اعتبار أنها كانت بمثابة شوكة في حلق كل المنتخبات الكبيرة على الصعيد الإفريقي، إضافة إلى كون الفتح قدم نموذجا يحتدى به على الصعيد المحلي، والذي يتجلى أساسا في الإستقرار التقني وكذا الإداري من خلال التدبير اليومي. ويمكن القول أن نادي الإتحاد الرياضي قد أصبح جاهزا للإنتقال إلى عالم الإحتراف الذي أقرته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بداية من الموسم المقبل، وذلك عن طريق إنشاء مركب جديد يستجيب للمعايير الدولية، وهذا من شأنه أن يمنح للفريق شحنة نفسية جديدة وتحفيزا على مواصلة تحقيق النتائح الإيجابية خلال السنوات القادمة. وإذا كان الفريق الرباطي قد أثبت جدارته على المستوى القاري، فإن نتائجه على صعيد البطولة الوطنية تبعث على الإستغراب، رغم أنه استطاع أن ينتزع كأس العرش على حساب المغرب الفاسي، وذلك بسبب ضعف التركيبة البشرية التي يتوفر عليها، علما بأنه سرح لاعبين من أفضل مالديه، ويتعلق الأمر بكل من عبد الفتاح بوخريص المنتقل إلى ستاندار لييج البلجيكي وأيوب الخالقي الذي انضم إلى الوداد البيضاوي. لقد أصبحت مسؤولية الفريق كبيرة في الدفاع عن لقبه بداية من الشهر المقبل، حيث تنتظره مباريات حارقة، وهذا ما يتطلب منه تحفيز عناصره وتشجيعها على المزيد من العمل، كما أنها فرصة أمام المدرب عموتة لتجريب بعض العناصر الشابة التي التحقت بقسم الكبار. خلاصة القول، أن ما يقال عن فريق الفتح الرياضي يجب أن ينطبق عن جميع الأندية الوطنية التي تمثل المغرب في المنافسات القارية للظهور بمستوى لافت والسير بعيدا في دوري عصبة الأبطال وكأس الكاف، وأن لاتكون مشاركتها من أجل المشاركة فقط كما هو الحال بالنسبة للمواسم السابقة، حيث كانت الفرق المغربية لاتتجاوز الدور الثاني على أبعد تقدير.