قتيل سابع والبرادعي مستعد لقيادة «المرحلة الانتقالية» توقفت بشكل شبه كامل خدمة الهواتف المحمولة والرسائل النصية في مصر صباح أمس الجمعة, بحسب ما أفادت شهادات متطابقة. وفي مصر ثلاث شبكات للهاتف المحمول تخدم 65 مليون مشترك وهي موبينيل وفودافون واتصالات. وبدأ قطع خدمة الرسائل النصية عن هواتف شبكة موبينيل منذ مساء أول أمس الخميس ثم انقطعت خدمة الهاتف التابعة لنفس الشبكة اعتبارا من الساعة التاسعة من الجمعة. وبدأ في الساعة الحادية عشرة من صباح أمس قطع خدمة الهاتف التابعة لشبكة فودافون بشكل تدريجي وكذلك خدمة شبكة اتصالات. وكانت خدمة الانترنت عطلت في جميع أنحاء مصر منذ منتصف ليلة الخميس الجمعة تقريبا. ويأتي قطع الاتصالات في محاولة من السلطات المصرية لعرقلة تنظيم التظاهرات التي دعت إليها حركة 6 ابريل الاحتجاجية بعد صلاة الجمعة في جميع أنحاء مصر وهي الدعوة التي انضمت إليها معظم قوى المعارضة المصرية وخصوصا الإخوان المسلمين. إلى ذلك، أعلن المعارض المصري محمد البرادعي الذي وصل مساء أول أمس الخميس إلى القاهرة استعداده لقيادة «مرحلة انتقالية» في مصر التي تشهد تظاهرات لا سابق لها أسفرت عن سقوط سبعة قتلى واعتقال حوالي ألف شخص.من جهتها, أعلنت جماعة الإخوان المسلمين قوة المعارضة المنظمة الرئيسية في مصر, إنها ستشارك في تظاهرات «الغضب» التي دعت إليها حركة «6 ابريل» بعد صلاة الجمعة. وكانت الجماعة امتنعت عن دعم الدعوة للتظاهر الثلاثاء الماضي التي أطلقتها حركة 6 أبريل الشبابية واكتفت بالمشاركة بعدد من رموزها وتركت لشبابها حرية المشاركة إن أرادوا. واعتقلت السلطات المصرية ليل الخميس الجمعة عشرين عضوا على الأقل في جماعة الإخوان المسلمين, ابرز قوى المعارضة في مصر, على ما أفاد محامي الجماعة عبد المنعم عبد المقصود وكالة فرانس برس. ومن بين الأشخاص الذين تم اعتقالهم في منزلهم خمسة نواب سابقين وخمسة أعضاء في المكتب السياسي من أبرزهم عصام العريان ومحمد مرسي. وشهدت شبكة الانترنت في مصر ليل الخميس الجمعة انقطاعا كما توقفت خدمة الرسائل النصية القصيرة عبر الهواتف المحمولة قبل ساعات من تصعيد تحركات المعارضين الذين يعتمدون بشكل كبير على هاتين الوسيلتين. وكانت وزارة الداخلية المصرية قالت في بيان ليل الخميس الجمعة إنها ستتخذ «تدابير حازمة» ضد المعارضين الذين ينوون تنظيم تظاهرات بعد صلاة الجمعة, مشيرة إلى رسائل بعثها المتظاهرون إلى المواطنين للتجمع في عدد من المساجد في المناطق المصرية خلال صلاة الجمعة. وصرح البرادعي للصحافيين فور وصوله إلى مطار القاهرة «إذا طلب الشعب وخاصة الشباب مني أن أقود مرحلة الانتقال, فلن اخذلهم». وأضاف «جئت إلى هنا أملا في مواصلة العمل من اجل تغيير منظم وسلمي. وآمل أن يتصرف النظام بهذا الشكل. وان يوقف العنف والاعتقالات والتعذيب». وشهدت حركة الاحتجاج أول أمس الخميس سقوط قتيل سابع في مدينة الشيخ زويد شمال سيناء, حيث قال شهود عيان لفرانس برس إن متظاهرا أصيب برصاصة قاتلة في الرأس خلال تبادل لإطلاق النار بين متظاهرين مسلحين من البدو وقوات الأمن. وفي المدينة نفسها, أطلقت ثلاث قذائف مضادة للدروع (أر بي جي) على مركز للشرطة وحاجز امني لكنها أخطأت هدفها ولم توقع إصابات. كما وقعت مواجهات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين في مدينة السويس التي تبعد نحو مئة كيلومتر شرق القاهرة. وقد أحرق المتظاهرون مركزا للمطافئ والقوا الزجاجات الحارقة على الشرطة التي هاجمتهم من جانبها بالرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع. وفي الاسماعيلية قال شهود إن الشرطة أطلقت القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين ردوا بإلقاء الحجارة. وفي السلوم اشتبك عمال مصريون مساء الخميس مع الشرطة بعد أن فوجئوا بإغلاق منفذ السلوم الذي يستخدمونه للعبور إلى ليبيا حيث يعملون. وأعلن اتحاد كرة القدم المصري تأجيل المباريات التي كانت مقررة أمس الجمعة ويومه السبت في إطار دوري كرة القدم. أما في القاهرة فقد انتشرت قوات الأمن بكثافة في وسط العاصمة. والتظاهرات التي تجري منذ الثلاثاء الماضي هي الأكبر منذ تولي الرئيس مبارك (82 عاما) الحكم عام 1981 في مصر حيث يعيش أكثر من 40 بالمئة من ثمانين مليون مصري بأقل من دولارين في اليوم. وفي واشنطن, أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أول أمس الخميس أن العنف «ليس حلا للمشاكل في مصر» ودعا الحكومة والمتظاهرين إلى ضبط النفس». وقد وصف البيت الأبيض مبارك بأنه «شريك مهم» لكنه أكد مرات عدة أن الولاياتالمتحدة «ليست منحازة لأي طرف».