اتهمت شركة فودافون لشبكات الهاتف المحمول السلطات المصرية يوم الخميس باستخدام شبكتها في ارسال رسائل نصية مؤيدة للحكومة لمشتركيها في الوقت الذي زاد فيه ضلوع شركات الاتصالات في الازمة. وشارك المدير التنفيذي لشركة اوراسكوم تيليكوم في احتجاجات على حكم الرئيس حسني مبارك تجري في ميدان التحرير بالقاهرة يوم الخميس وقال ان أي أضرار تلحق بشركته جراء الاضطرابات ثمن يستحق الدفع. وقالت فودافون أكبر شركة لتشغيل الهاتف المحمول في العالم من حيث الايرادات ان الحكومة طلبت منها الاسبوع الماضي اغلاق شبكتها في مصر بعد اندلاع الاحتجاجات المناوئة لحكم مبارك. كما أجبرت شركات اتصالات أخرى على قطع الخدمة وانتقدت منظمات حقوقية بشدة هذا الاجراء. وقالت فودافون انذاك انها لم يكن أمامها خيار اخر وشددت يوم الخميس هجومها قائلة ان الحكومة ترغمها على ارسال رسائل نصية قصيرة دون تحديد مصدرها. وقالت المجموعة “الوضع الحالي المتعلق بهذه الرسائل غير مقبول.” ودعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيج لوقف التدخل في خدمة الانترنت والهواتف المحمولة والتوقف عن مضايقة الصحفيين. وقال في بيان “استغلال الانترنت وشبكات الهواتف المحمولة وعلى الاخص تخويف ومضايقة الصحفيين بشكل متزايد اليوم أمر غير مقبول ومزعج.” وقالت فودافون ان السلطات المصرية أصدرت أوامر لشبكات موبينيل واتصالات وفودافون للهواتف المحمولة بارسال رسائل الى المواطنين المصريين وانها تفعل ذلك منذ اندلاع الاحتجاجات على حكم مبارك المستمر منذ 30 عاما. وتضمنت رسالة نصية أرسلت للمشتركين في الثاني من فبراير شباط واطلعت عليها رويترز الاعلان عن مكان وموعد مظاهرة حاشدة لتأييد مبارك. وقال الرئيس التنفيذي لشركة فودافون فيتوريو كولاو للصحفيين يوم الخميس ان الاتصالات الصوتية تعطلت لمدة 24 ساعة يوم الجمعة وعطلت خدمات البيانات التي تتيح الاتصال بالانترنت لمدة خمسة أيام بينما ظلت خدمة الرسائل النصية معطلة للمشتركين. وقال مصدر مطلع على وضع الاتصالات لرويترز ان السلطات أمرت فودافون بإعادة الخدمة فترة تكفي لارسال هذه الرسائل. ولم يتسن الاتصال بشركة اتصالات للتعليق. ولم يرد أحد على رسائل البريد الالكتروني والاتصالات الهاتفية التي وجهت لمديري موبينيل. وتمتلك شركة أوراسكوم وشركة فرانس تيليكوم موبينيل. وقالت فودافون “هذه الرسائل ليست صادرة من أي من مشغلي شبكات الهواتف المحمولة.” وشاهدت مراسلة لرويترز خالد بشارة المدير التنفيذي لشركة أوراسكوم تيليكوم وهي شركة اتصالات رئيسية أخرى يشارك في الاحتجاجات على حكم مبارك في ميدان التحرير. وردا على سؤال لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية بي.بي.سي. عما اذا كانت الشركة تعاني من الاحتجاجات قال بشارة “بالطبع .. لكن أحيانا هذا هو الثمن الذي لابد من دفعه.” وفي اتصال هاتقي مع رويترز في وقت لاحق قال بشارة انه اذا كانت السلطات تعترض على تصرفه يمكنها أن تتصل برئيسه لفصله من العمل. وأضاف “كنت هناك بصفتي الشخصية... أنا المدير التنفيذي لشركة أوراسكوم تيليكوم. ليست لدي تراخيص في الشركة التي أعمل بها. التراخيص للشركة وليس للشخص. اذا لم يعجبهم ذلك بوسعهم أن يتصلوا برئيسي ويمكنه عندئذ فصلي من العمل وهذا كل شيء.” ودعا نجيب ساويرس رئيس مجلس ادارة شركة أوراسكوم تيليكوم يوم الخميس لتشكيل حكومة وحدة وطنية تتألف من تكنوقراط وسياسيين مستقلين. وفي مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي.) قال ساويرس انه يجب توفير “مخرج مشرف” لمبارك. وأضاف ان الرئيس المصري رجل عسكري حارب من أجل مصر ولذلك فكثير من المصريين ومن بينهم هو لا يوافقون على تعرضه للاهانة