من المقرر أن تعلن اللجنة التنفيذية للكونفدرالية الإفريقية يومه السبت في لوبومباشي (الكونغو الديمقرايطة) عن اسمي البلدين اللذين سينظمان دورتي 2015 و2017، وذلك على هامش مباراة نيل الكأس الإفريقية الممتازة التي ستجمع بعد ظهر نفس اليوم بين مازيمبي الكونغولي، حامل كأس عصبة أبطال إفريقيا، والفتح الرباطي حامل كأس الكونفدرالية. ويرى كل المتتبعين أن المغرب يستجيب لكافة المعايير والشروط المطلوبة، بعد دراسة كل التفاصيل التقنية لملفاته من طرف اللجنة التنفيذية، مما يجعله في نفس الكفة مع جنوب إفريقيا التي تتوفر على جميع المواصفات التي تؤهلها للفوز برهان تنظيم الدورة المقبل، خصوصا بعد النجاح الذي حققته باحتضانها لنهائيات مونديال 2010. وإن كانت بعض الأخبار القادمة من الكونفدرالية الإفريقية ترى أن حظوظ بلد نيلسون مانديلا تبقى وافرة لنيل شرف تنظيم دورة 2015، لسبب واحد هو أن دورة 2013 ستقام بليبيا وبالتالي لايمكن لمنطقة شمال إفريقيا أن تحظى بتنظيم دورتين متتاليتين. وبالرغم من ذلك، فان هذا المنطق لا يمنع من التفاؤل الذي يبديه الوفد المغربي الذي حط الرحال أمس بلوبومباشي من أجل الترويج لملف المغرب، ونيل شرف تنظيم دورة 2015 مما يساهم في الرقي باللعبة الأولى على الصعيد الوطني، خاصة في ظل وجود منشآت رياضية تم انجازها خلال المدة الأخيرة، حيث أصبح المغرب يتوفر على أربعة مركبات من مستوى عالمي، كما هو الشأن بالنسبة لمراكش طنجة، أكاديروفاس. وقد استطاع المغرب أن يكسب الرهان في العديد من المناسبات من خلال تنظيمه لتظاهرات قارية، حيث نظم دورة 1988 بمدينتي الدارالبيضاء والرباط، كما نظم بطولة إفريقيا للشبان بكل من فاس ومكناس والتي فاز بها المنتخب المغربي بعد فوزه في المباراة النهائية على حساب جنوب إفريقيا، كما استطاع المغرب أكثر من مرة التفوق على مستوى التنظيم، بالرغم من حدوث هفوات يمكن تجاوزها في الوقت الحالي. ويمكن القول أن المغرب يقوم حاليا بحملته الترويجية على أساس أمور واقعية وملموسة وخاصة على مستوى المنشئات الرياضية عوض تقديم مجسمات، كما كان الحال خلال تقديم ترشيحه لمونديال عامي 2006 و2010، فضلا عن بنيات تحتية متطورة في مجالات أخرى ذات الصلة. وكانت لجنة التفتيش التي أرسلتها الكونفدرالية الإفريقية لزيارة الملاعب الرياضية التي ستحتضن المباريات والفنادق التي ستأوي الوفود المشاركة والشبكات الطرقية، قد أعطت وعودا للمسؤولين المغاربة بتنظيم دورة 2015، وهي نفس الوعود التي قدمت لجنوب إفريقيا، لأن هناك أشياء تحاك داخل الكواليس لايعرفها إلا أصحاب القرار. وهذا يحيلنا بطبيعة الحال إلى ماعرفته مسألة التصويت بشأن تنظيم مونديال 2010 بالعاصمة السويسرية زيوريخ، حيث كان الوفد المغربي واثقا من فوزه بنيل شرف التنظيم، لكن كل شيء تبخر صباح اليوم الموالي، بعدما استطاع مسؤولو جنوب إفريقيا أن يغيروا كل شيء لصالحهم تحت جنح الظلام. وتعقد آمال المغاربة على استضافة الدورة الإفريقية القادمة، خاصة وأن المغرب كما اشرنا إلى ذلك يمتلك كل المقومات التي تصب في تجاهه لاستضافة دورة 2015، لكونها ستمنح للكرة الوطنية متنفسا جديدا، خصوصا أنه أصبح على عتبة الإنتقال إلى العصبة الإحترافية بداية من الموسم المقبل. يبقى في الأخير إشارة لابد منها، هي أن الاتحاد الإفريقي ألمح إلى إعجابه بتحضير المغرب لعدد من الملاعب التي تمتلك مواصفات عالمية، بعكس كل من الغابون وغينيا الإستوائية الذي أقر الاتحاد احتضانهما للبطولة المقبلة واللذين يعانيان من ضعف التجهيزات، وهذا ما يرجح فرضية منح شرف تنظيم دورة 2012 للمغرب، وتبقى كل هذه الأشياء مجرد تخمينات في انتظار اليوم الموعود والإعلان عن البلدين الذين سيحظيان بالبطولتين المقبلتين.