«ثورة الياسمين» تخيم على أشغال المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب افتتحت أشغال الدورة الثانية للمجلس المركزي، للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب أمس الخميس بالدار البيضاء، الذي يتزامن وانتفاضة الشعب التونسي، والأوضاع التي تشهدها مصر حاليا،بمشاركة أزيد من 100 مشارك، من رؤساء وأمناء الاتحادات النقابية العربية والاتحادات المهنية، إضافة إلى ممثلين عن منظمة العمل العربية ومنظمة العمل الدولية ومنظمة الوحدة النقابية الإفريقي. وفي سياق ذلك، قال الأمين العام لاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، رجب معتوق، إن انعقاد المجلس يأتي في ظل ما تشهده الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية العربية من توتر واحتقان. وأضاف أن عجز النظام العربي الرسمي على تحقيق التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية، يدفع المنظمات النقابية في العالم العربي إلى مناقشة هذه الأوضاع. وأبرز أن الوضع في تونس، وما يحدث في مصر يخيمان على أشغال هذه الدورة، مشيرا إلى أن المنظمات النقابية تتبع كثب ما يحدث في الدول التي تشهد احتجاجات متصاعدة. هذا ودعا الأمين العام إلى الحفاظ على الحركية العمالية التي اكتسبت مصداقية عربيا ودوليا، مضيفا أن الديمقراطية هي السبيل الوحيد للحفاظ على الوحدة النقابية. وأشار إلى أن الوحدة النقابية ستلعب دورا هانا في التنمية الاقتصادية، خاصة تحفيز الحكومات على جذب استثمارات، في ظل التنافسية التي يعيشها العالم. من جانبه، تطرق الميلودي موخاريق الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، إلى الهجوم الذي تتعرض له الحركة النقابية العربية، الناتجة عن هيمنة نظام العولمة الاقتصادية الليبرالية. وأِشار موخاريق أن هذا الاجتماع تزامن وانتفاضة الشعب التونسي، والتي لعب فيها الاتحاد التونسي للشغل دورا طلائعيا يضيف المتحدث نفسه. وعلى صعيد آخر، قال الأمين العام إن الاتحاد حقق إنجازات هامة في مختلف مجالات عالم الشغل العربي، مضيفا أن المجلس اليوم سيتدارس بالتحليل تقرير الأنشطة للأمانة العامة. وفي سياق ذي صلة، أكد موخاريق، أن الوضع المتأزم الذي تعيشه الدول العربية، يطرح على الطبقة العاملة العربية، والاتحادات النقابية القطرية مسؤوليات جسيمة، مشددا على ضرورة العمل على مواجهة هذه الحالة والتصدي لها، والنضال من أجل خلق أوضاع عربية تستعيد فيه الطبقة العاملة العربية دورها الطلائعي. ومن جهته، أشار ممثل وزارة التشغيل، ميمون بن طالب، معدلات البطالة ونسب النمو ف بالعالم العربي، بالإضافة إلى تنافسية المقاولات العربية ومسؤوليتها الاجتماعية. كما تأسف بن طالب على تبخر حلم السوق العربية المشتركة، التي اعتبرها آلية مهمة للنهوض بالاقتصاد في المنطقة العربية. هذا وأشار ممثل الوزارة إلى دعم الحوار الاجتماعي في عدد من البلدان، مبرزا التجربة المغربية في هذا المجال. وأجمع المتدخلون خلال افتتاح المجلس المركزي، على ضرورة رفع التحديات وتقوية وحدة الصف النقابي داخل الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب. وستستمر أشغال المجلس المركزي على مدى يومين، سيناقش فيها النقابيون جملة من المواضيع المتعلقة بالشأن النقابي، حسب جدول أعمال يتضمن ثماني نقاط، تختتم بعقد ندوة صحفية عشية يومه الجمعة. يشار إلى أن الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الذي يوجد مقره بدمشق، يعتبر التنظيم النقابي التاريخي الوحدوي للطبقة العاملة العربية، الذي يمثل العمال العرب في مختلف المحافل الدولية والجهوية، كما يقوم بأنشطة نقابية لفائدة الأطر النقابية بهذه الأقطار.