تلعب المرأة دورا هاما في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لقد ارتقت أعلى الدرجات في السلم الإداري والاجتماعي واكتسحت جميع الميادين التي كانت الى عهد قريب حكرا على الرجل. وكما تنافس المرأة المغربية الرجل في الميادين التي تحتاج الى درجة علمية عالية ومهارة مهنية متقدمة، فإنها تتنافس في ميادين أخرى أكثرها مشية بل نجدها أكثر تواجدا. فقد أصبحت المرأة أحيانا موجودة بقوة في سوق شغل لا يتحمل بعض الرجال مصاعبه ومتاعبه، حيث أصبحت تمارس أعمالا شاقة تعتمد الجهد وقوة العضلات وأعمال أخرى يعتبرها البعض حقيرة. وعلى مستوى ولاية الدارالبيضاء الكبرى توجد مهن وحرف هامشية تمتهنها بعض النساء من أجل العيش الكريم. ومن بين هذه الأشغال والتي تعتبر هامشية، وهو الاشتغال بحمل صناديق الخضر وتفريغ الشاحنات بسوق الجملة للخضر، فما يناهز 1000 امرءة يعملن في إفراغ الشاحنات وملء الصاديق بالخضر مقابل دراهم معدودة، وحاجتهن الى هذه الدريهمات تدفعهن يوميا الى الذهاب الى السوق مبكرا وقد يحدث أحيانا أن يتعرضن الى السرقة والعنف من طرف المجرمين واللصوص الذين ينشطون في هذا الوقت. فالعمل بالسوق يبتدئ حوالي الساعة الرابعة فجرا في ظروف قاسية من الازدحام والأوحال خصوصا أثناء تساقط المطر. تنقية الحبوب من الشوائب بسوق الحبوب (الرحبة) ففي سوق الحبوب (الرحبة) والذي يتواجد بالأحياء الشعبية الآهلة بالسكان يعمل عدد كبير من النساء في تنقية الحبوب مما يمتزج بها من الطفيليات الزائدة باستعمال اليد أحيانا مع جهد الأعين وأحيانا «الغربال» وأخرى «الطبق» حيث تضطر الواحدة منهن الى تنقية عدة أكياس يوميا مما يتطلب جهدا كبيرا. التصدير والتلفيف رغم طابعه الحديث نسبيا فإن جل هذه المعامل تشغل النساء في ظروف وشروط غير قانونية سواء من حيث ساعات العمل اليومي أو الأجرة الزهيدة، وهي معامل ذات طابع موسمي حيث تنشط في فترة وفرة منتوج زراعي وتختفى فيما تبقى من السنة، وكمثال معامل تلفيف الليمون، الزيتون. بيع الخضر في الأسواق في العديد من الأسواق الشعبية بولاية الدارالبيضاء الكبرى نجد نساء مفترشات الأرض عارضات سلعتهن من الخضر خصوصا (النعناع، القزبور، المعدنوس، الفلفل الأخضر، الخص، وغيرها) إذ تضطر النساء الى التسوق من سوق الجملة باكرا لتبيعها عسى أن تكسب قوت عائلتها. هناك نساء أخريات يجبن الشوارع بعربات مجرورة للخضر والفواكه. نساء تعرضن سلع حكر على المرأة كالحناء وبعض الأعشاب العطرية إضافة الى أكياس الحمام. معامل الخياطة والفصالة بحي مولاي رشيد قد يقف المرء مندهشا للأفواج الهائلة من النساء التي تعبر الطريق المؤدية الى الحي الصناعي «مولاي رشيد» لامتهان حرفة الفصالة والخياطة (Confection) بأجر زهيد وفي ظروف قاسية علما أن هذه الملابس تصدر الى عدد من الدول الغربية والافريقية والأمريكية بأثمان مهمة. بيع السجائر بالتقسيط من الظواهر المثيرة بشوارع ولاية الدارالبيضاء امتهان بعض الفتيات والنساء لبيع السجائر بالتقسيط وهي حرفة ظلت حكرا على الرجال لمدة طويلة. سياقة الطاكسي هناك نساء خرجن عن المعتاد امتهن حرفة سياقة الطاكسي وتوفقن الى حد كبير، حيث هناك زبناء يرتاحون لامتطاء سيارة أجرة تسوقها امرأة رغم قلتهن. نساء يبعن المشروبات والحلوى «والزريعة والحمص» بمدرجات ملاعب كرة القدم لوحظ خلال السنوات الأخيرة اقتحام النساء مدرجات الملاعب الرياضية لبيع سلعهن الممثلة في المشروبات (ليموناد) والحلوى والزريعة والحمص» وقد وجدن تجاوبا كبيرا مع الجماهير الرياضية. الموقف بعض النساء اللائي لم يسعفهن الحظ في الحصول على عمل ولو مؤقت ولا يستطعن على مقاومة الأخطار في كل ما سلف ذكره من حرف ومهن تضطرن الى ارتياد ما يسمى ب»الموقف» لعرض خدماتها سواء المنزلية منها وأخرى متنوعة يتعرضن للكساد بسبب وفرة العرض على الطلب. مهن أخرى ظهرت خلال العقد الأخير من الحرف التي امتهنتها النساء والتي كانت تستلزم رجالا بعضلات قوية، سياقة الشاحنات الصغيرة المعدة لنقل البضائع، استخلاص واجبات الركوب لحافلات النقل العمومي، حراسة أورقة المحلات التجارية الكبيرة، حراسة موقف السيارات، اقتحام مهنة الشرطة، حيث ولج عدد كبير منهن سلك الأمن حتى أصبحن في الدوائر الأمنية وفي المطارات وغيرها.