نفى سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، أن يكون المغرب يعيش أزمة اقتصادية، بدليل التطور الإيجابي الذي تعرفه الوضعية الاقتصادية والمالية بشكل عام، منذ مطلع السنة الماضية، استنادا على تحليل مؤشرات الظرفية الاقتصادية على المستوى الوطني. ورفض سعد الدين العثماني، في معرض إجابته على الأسئلة الشفوية الموجه لرئيس الحكومة، أول أمس بمجلس النواب، نعت الأزمة الاقتصادية ب "الخانقة" مشيرا إلى أن كل التقارير الوطنية والدولية لم تقل بذلك، محذرا في السياق ذاته من إشاعة "الخطاب السوداوي" ونشر "أمور غير دقيقة" لأن جزء كبيرا من الاقتصاد، بحسبه، مبنى على الثقة. مقابل ذلك، أقر رئيس الحكومة بوجود ما أسماه ب "مشاكل اقتصادية"، يمكن معالجتها، لكنها، في نظره، لا ترقى إلى مستوى الأزمة، مشيرا إلى أن تحسين الوضعية الاقتصادية والمالية يوجد في صميم الاشتغال اليومي للحكومة. وأوضح العثماني، في جوابه على سؤال حول "الوضعية الاقتصادية والمالية لبلدنا" أن الاقتصاد الوطني حقق نسبة نمو بلغت 4,1 % سنة 2017، مقابل %1,1 سنة 2016. كما يتوقع أن تصل نسبة النمو ما بين 3% و4% سنتي 2018 و2019 وفقًا لآخر التوقعات المنجزة من طرف مختلف المؤسسات الوطنية والدولية. وأكد سعد الدين العثماني أن الحكومة واعية بأهمية وضرورة الإسراع في تنزيل الإصلاحات الأساسية المضمنة في البرنامج الحكومي، خاصة في مجالات الحكامة ومناخ الأعمال والتعليم وسوق العمل، والتي من شأنها تحسين ثقة الفاعلين في الاقتصاد الوطني والنهوض بعجلة الاستثمار والتنمية. وحول سؤال حصيلة الحكومة في إصلاح التعليم واستعداداتها للدخول المدرسي والجامعي المقبل"، أكد سعد الدين العثماني أن حكومته جعلت النهوض بالمنظومة الوطنية للتربية والتكوين أحد أولوياتها، من خلال التنزيل الفعلي والعملي والمتجانس للرؤية الاستراتيجية لإصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي 2015-2030 "من أجل إرساء مدرسة الإنصاف والجودة والارتقاء"، مشيرا في هذا السياق إلى المجهود المالي الذي تقوم به الدولة في مجال دعم قطاع التعليم والتكوين، والذي يشكل ما يناهز 6 % من الناتج الداخلي الإجمالي، تم رصد مبلغ 59,2 مليار درهم للتربية والتكوين في ميزانية 2018، أي بزيادة 5 مليار درهم مقارنة بميزانية 2017. ودعا العثماني إلى الكف عن تبخيس دور المدرسة العمومية والانتقاص منها، مشيرا إلى أن المدرسة العمومية لها الفضل في تخريج أطر وكفاءات يفخر بها المغاربة، كما أن التلاميذ الذين درسوا أو يدرسون فيها أثبتوا جدارتهم وتفوقهم في الكثير من المباريات الدولية. إلى ذلك، أفاد سعد الدين العثماني، أن الحكومة ستتخذ كل التدابير والإجراءات لضمان دخول مدرسي وجامعي وتكويني جيد، مشيرا في هذا السياق إلى الأولويات التي بلورتها الحكومة، انسجاما مع مضامين الرؤية الاستراتيجية، والتي حددتها في 24 إجراء موزعة على ثلاثة محاور أساسية تتمثل في تحقيق الإنصاف وتكافؤ الفرص في الولوج للتربية والتكوين، بالإضافة إلى تطوير النموذج البيداغوجي وتحسين جودة التربية والتكوين، إلى جانب تحسين حكامة التربية والتكوين و تحقيق التعبئة المجتمعية حول هذا الإصلاح. وفي إطار الاستعدادات المتخذة للدخول المدرسي المقبل، أعلن سعد الدين العثماني، أنه سيتم فتح 4000 قسم جديد لاستقبال الأطفال الموجودين خارج التعليم الأولي، أي ما يعادل استفادة 100.000 طفل إضافي، وذلك في إطار البرنامج الوطني لتعميم وتطوير التعليم الأولي، وذلك في افق تحقيق نسبة 100 في المائة في الموسم الدراسي 2027-2028، و67 في المائة كحصيلة مرحلية في أفق الموسم الدراسي 2021-2022.