انطلقت أول أمس الأربعاء، بساحة السلم والتسامح بطانطان، فعاليات موسم طانطان في دورته الرابعة عشرة، المنظم تحت شعار "عامل إشعاع الثقافة الحسانية"، بحضور وفد يمثل جمهورية الصين التي اختيرت هذه السنة ضيفة شرف، فضلا عن دولة الإمارات العربية المتحدة. وتميزت هذه الدورة من موسم طانطان المصنف سنة 2005 من قبل منظمة اليونيسكو ضمن "روائع التراث الشفهي واللامادي، بافتتاح رئيس مؤسسة ألموكار المنظمة للموسم، محمد فاضل بنيعيش وعامل إقليمطانطان الحسن عبد الخالقي، ومنتخبين وشخصيات أخرى، للخيم الموضوعاتية المغربية والإماراتية وخيمة ضيفة الشرف جمهورية الصين الشعبية و"قرية الصناعة التقليدية" التي تمثل الجهات الصحراوية الثلاث للمملكة، وفيما يلي تفاصيل لأهم الأنشطة المختلفة التي عرفها اليوم الأول من فعاليات هذا المهرجان. مسابقة حلب الإبل انطلقت فعاليات موسم طانطان، صباحا بتنظيم مسابقة أحسن إنتاج للبن "المحالب"، في فضاء غير بعيد عن مضمار سباق الإبل بطانطان، تحت إشراف المكتب الوطني للاستشارات الفلاحية التابع لوزارة الفلاحة والصيد البحري، بتنسيق مع اتحاد سباقات الهجن بدولة الإمارات العربية المتحدة. وأصبحت مسابقة "المحالب" تقليدا منذ تنظيم الدورة الأولى لموسم طانطان، قبل خمس سنوات، ونشاطا أساسيا ضمن فعاليات موسم طنطان التراثي، حيث عرفت المسابقة هذه السنة مشاركة حوالي 80 مشاركا من كسابة الإبل بإقليمطانطان والنواحي، كما شهدت حضورا مكثفا لوسائل الإعلام الوطنية والأجنبية التي حرصت على تتبع هذه المسابقة بكل تفاصيلها، إلى حين إعلان نتائجها النهائية، حيث تم تتويج العشرة الأوائل الفائزين، مع منح 10 آلاف درهم للفائز الأول. وأشرفت لجنة مكونة من أعضاء يمثلون سباقات الهجن بدولة الإمارات العربية المتحدة، وآخرين من المكتب الوطني للاستشارات الفلاحية، على هذه المسابقة، باعتبار أن دولة الإمارات أول دولة عربية تنظم هذه المسابقة لامتلاكها خبرة في الميدان.هذا، ويعد حلب النوق جزءاً من التراث الإماراتي، قبل نقل هذه التجربة إلى المغرب، حيث تتمثل فكرة المسابقة في اختيار النوق الأكثر دراً للحليب وتشجيع ملاك الإبل على اقتنائها، ويعتبر حليب الإبل من أهم منتجاتها الغذائية، ولطالما أقيمت هذه المسابقة بين أبناء القبائل سابقاً للتعرف على أفضل أنواع الحليب وأغزره. وحسب أحد أعضاء اللجنة الإماراتية، فاللجنة المنظمة وضعت شروطا وآلية معتمدة لمسابقة المحالب، ضمنها، أن يقوم فريق تحكيم المسابقة بتزويد المشارك بوعاء الحليب، ولا يجوز مشاركة أي ناقة في غير الفئة الخاصة بها، إضافة إلى خلو الناقة المشاركة من جميع الأمراض المعدية والفطرية، كما يجب أن يكون ضرع الناقة المشاركة جيداً ولا يكون متهدلاً والحلمات سليمة، كما يجب أن تكون الناقة غير محينة ولا تكون تحت تأثير أي أدوية مدرّة للحليب. وأضاف في تصريح لبيان اليوم، أن هذه المسابقة تهدف أساسا إلى تشجيع مربي الإبل على المشاركة ودعم الكسابة المتواجدين بطانطان بصفة خاصة وجميع الأقاليم الجنوبية. ومن جهته، قال زيني السالك عضو الغرفة الفلاحية بجهة كلميم واد نون، والنائب الأول للجمعية الإقليمية لمربي الإبل، إن تنظيم هذه المسابقة السنوية، مبادرة طيبة من الإخوة الاماراتيين، الذين يشرفون عليها، ويوفرون جوائز لها، إضافة أيضا لدورها في تشجيع الكساب وتثمين منتوج حليب الإبل كمادة أساسية ومهمة. كرنفال يعكس غنى الحياة الصحراوية بعد عروض من الفروسية التقليدية "التبوريدة" في الصباح، تحول شارع الحسن الثاني بمدينة طانطان، مساء نفس اليوم، إلى قبلة لعشرات الآلاف من المواطنين، لتتبع فقرات الكرنفال الذي نجح منظموه في إبراز الغنى والتنوع الثقافي الذي تزخر به مدينة طانطان بصفة خاصة والثقافة المحلية بصفة عامة. وشكل هذا الكرنفال، الذي تضمن لوحات فنية لفرق ومجموعات فلكورية، مناسبة للوقوف عن قرب عن جزء كبير من التراث الغير مادي لمدينة طنطان، وعلى تحولها إلى ملتقى دولي من خلال الإشعاع الذي اكتسبته جراء تنظيمها السنوي لهذا المهرجان، كما تضمنت فقرات الكرنفال تنظيم موكب للجمال واستعراض للزي التقليدي المحلي وطقوس العرس الصحراوي. كما عرف الكارنفال تقديم عروض موسيقية ورقصات تراثية من مختلف مناطق المغرب ك"الكدرة" و"أحواش" و"الدقة" وغيرها من الرقصات المغربية، ولوحات فنية ورياضية قدمها تلامذة الإقليم وعروض تتعلق بالتراث الحساني كخيمة تحضير الشاي الصحراوي والألعاب الشعبية الصحراوية من مثل "كبيبة" و"جر الحبل" و" السيك" و" خميسة" و"نيروبة" وذلك لما تمثله الألعاب الشعبية من دور مهم في الحياة الصحراوية، هذا فضلا عن حضور وازن لكل ما يتعلق بالمرأة لا سيما (الهودج) الذي تحمل عليه العروس. وتميز الكرنفال أيضا بفقرة للرقص الصيني قدمت من قبل فتيات صينيات واستعراض موكب الإبل التي ستشارك في سباقات.