شكل موضوع "أهم أمراض الإبل لفائدة مربي الإبل بالأقاليم الجنوبية"، محور ورشة تحسيسية نظمتها، على مدى يومين، الجمعية البيجهوية لمربي الإبل بالجهات الجنوبية الثلاث بشراكة مع المكتب الوطني للسلامة الصحية والمنتجات الغذائية على مدى يومين . وتهدف هذه الورشة التي أطرها أساتذة من معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، الى خلق فضاء للتواصل وتبادل المعلومات والتجارب بين مربي الإبل وجمعياتهم المهنية والمصالح البيطرية ومؤسسات البحث العلمي، وتقديم ملخصات ومستجدات الأبحاث العلمية المنجزة حول أهم الأمراض الشائعة عند الإبل بالأقاليم الجنوبية، وتحسيس المربين حول طرق الإصابة ببعض الأمراض التعفنية وسبل الوقاية منها ، وحول بعض الأمراض المعدية الدخيلة أو المتنقلة بين الإبل والإنسان وسبل الوقاية منها . وانكب المحاضرون خلال هذه الورشة التحسيسية على دراسة ومناقشة مجموعة من المحاور المرتبطة بأهم الأمراض التي تصيب الإبل ، والتي تهم "خاصيات وإكراهات تدبير الصحة الحيوانية عند الإبل بالمناطق الصحراوية" ( الإسهال عند صغار الإبل "الفلات")، و"داء نظير السل" ( العر) ، و"الإجهاض عند الإبل " (الطرح). وركزوا على المسببات وطرق الاصابة، وأهم الاعراض السريرية والتشريحية، وسبل الوقاية والعلاج، من هذه الامراض، بالإضافة الى الاشارة الى امراض جلدية أخرى، وأهم الامراض المتنقلة بين الانسان والابل، وتقديم معطيات حول الاجهاض المعدي، وأهم نتائج الدراسات حول الورم عند الابل بالأقاليم الجنوبية، والى دورمربي الابل في مساعدة البيطري والمصالح المختصة في التشخيص المنهجي للمشاكل الصحية عند الابل وتطوير المعارف. ودعا المتدخلون إلى دعم برنامج مخطط المغرب الأخضر للنهوض بقطاع تربية وكسب الإبل في الأقاليم الجنوبية، حاثين وزارة الفلاحة بأجرأة الشراكة مع المنظمات المهنية، واعتبار الجمعية البيجهوية لمربي الابل بالجهات الجنوبية الثلاث شريكا اساسيا في مخططات وبرامج الوزارة التي تروم الرفع من إنتاج حليب ولحوم الإبل. وأكدوا على أهمية خلق شراكة تعاون فعال بين الجمعية البيجهوية لمربي الإبل بالجهات الجنوبية الثلاث، ومعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، والمديرية الجهوية للمكتب الوطني للسلامة الصحية والمنتجات الغذائية بالعيون، ووزارة الفلاحة وغرفها بالأقاليم الجنوبية . وثمنوا المجهودات الجبارة التي تقوم بها المديرية الجهوية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بالعيون، في مجال تخصصها والمتسم بالشفافية والجدية والإنصات، مطالبين بتوفير الأدوية المناسبة للقضاء على الأمراض الجلدية المتنقلة بين قطيع الابل والماشية. يذكر أن جهة العيون الساقية الحمراء تتوفر على 105 ألف رأس من الابل منها 46 ألف رأس بالعيون، و15 ألف رأس بالسمارة، و26 ألف راس بطرفاية، و18 الف رأس ببوجدور. وHبرز رئيس الجمعية المنظمة سيدي خليل ولد الرشيد ان تنظيم هذه الورشة التحسيسية يهدف بالأساس الى ترسيخ تربية الإبل كموروث ثقافي شعبي أساسي للهوية الثقافية والاقتصادية بالأقاليم والجهات الجنوبية للمملكة، وتعميق التواصل المباشر مع الباحثين والخبراء في مجال الصحة البيطرية، الى جانب نشر ثقافة جديدة حول كيفية التعاطي مع الإبل والنوق، باستعمال التقنيات المرتبطة بالتغذية والصحة الحيوانية وتثمين منتوجات الإبل. واضاف الخليل أن هذا اللقاء يندرج ضمن برنامج متكامل سطرته سيتواصل بتنظيم لقاءات أخرى لفائدة الكسابة ومربي الإبل بجهتي الداخلة وادي الذهب، وكلميم وادي نون، مشيرا الى المكانة الاجتماعية والاقتصادية للإبل بالأقاليم الجنوبية خاصة، كونه يشكل رمزا للتراث الصحراوي، ومصدرا للحليب واللحوم والجلد والوبر، ووسيلة للنقل، ويساهم هذا القطاع إسهاما كبيرا في الدينامية السوسيو- ثقافية والرياضية بالجهات الجنوبية الثلاث. ونوه بانخراط معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة المتواصل في مجال الأبحاث العلمية بخصوص الأمراض الرئيسية التي قد تصيب الإبل، ومن بينها مرض الجدري. ومن جهتها أكدت المديرة الجهوية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بالعيون صفية التوزاني إلتزام المكتب بتجويد خدماته المقدمة لفائدة الكسابة ومربي الابل في كافة تراب نفوذ المديرية الجهوية التي تضم الجهات الجنوبية الثلاث، منوهة بمجهودات هذه الجمعية التي تسعى الى تنظيم قطاع كسب وتربية الابل، وبروح التعاون والتفاهم والانسجام السائد بين المديرية والجمعية وباقي الشركاء. وأشارت التوزاني بالمناسبة إلى استئناف عملية ترقيم قطيع الإبل بهدف تنظيمه، داعية الكسابة ومربي الابل التأكد عند نقل الأبقار والإبل من كونها أنها مرقمة حسب النظام الوطني للترقيم وتتبع مسار الحيوانات، ومصحوبة ببطاقة الترقيم المرافقة للأبقار، وكذا الخاصة بالإبل .