قال الشاعر الفلسطيني سميح القاسم إن قصيدة المقاومة «لم تفقد جمهورها في أي وقت من الأوقات وما يزال أدب وثقافة وقصيدة المقاومة ضرورة حياتية». واستدل الشاعر الفلسطيني, في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش أشغال المؤتمر الدولي لنصرة الأسير الفلسطيني المنعقد حاليا بالرباط تحت شعار «تحرير الأسرى الفلسطينيين .. مسؤولية دولية», على ذلك بالتفاعل الكبير الذي أبداه الجمهور المغربي مع قصائده وقراءاته الشعرية في العديد من اللقاءات التي نظمت في عدد من المدن. وعبر الشاعر سميح القاسم عن سعادته بالحضور المكثف والكبير والفاعل والحي والنشط لهذا الجمهور المتجاوب مع قصيدة المقاومة, مما يدل على أن جمهور القصيدة في المغرب, كما في فلسطين ومصر والعراق وتونس وفي كل قطر عربي, «أكثر رقيا مما نتخيل, والجمهور البسيط أكثر نقدية مما يتوهم الأكاديميون». وأضاف أن هذا الجمهور يبرر وجود هذه القصيدة، لأنها تعبر عن حياة وعن واقع سياسي واجتماعي وثقافي وإنساني، لا يمكن للفن إلا أن يعبر عنه بصدق وبجمالية «تليق بهذا الوجع الكبير». وجوابا عن سؤال الجدوى من شعر المقاومة في الظرفية الحالية, أكد الشاعر الفلسطيني أن الحديث عن جدوى هذا الشعر في هذه الأيام, باعتبار أن هناك عملية سياسية واتفاقيات سلام, لا ينسجم مع حقيقة الأمر ومع الواقع, مشيرا إلى أن الاحتلال مستمر في العديد من الأقطار العربية وعلى الخصوص فلسطين والعراق, وفي سبتة ومليلية المحتلتين «إنهما جزء من وطني وهي منطقة محتلة ونطالب بتحريرها». وأكد, في هذا السياق, أن أدب وثقافة وقصيدة المقاومة ضرورة حياتية و»ليست خيارا لأنه لا يمكن أن يخير الإنسان في دفاعه عن حياته وعن وجوده», لذلك من الطبيعي أن تحيا قصيدة المقاومة. وقال «ما ليس طبيعيا هو أن نذهب إلى الهذيان الشعري الذي يشبه الشعر وما هو بشعر وهو هراء ونسخ لتجارب من الغرب لها قيمتها في مواقعها», مبرزا أنه «أمام الجرح لا نستطيع أن نتحدث بعبارات سريالية غامضة لا تعبر عن الألم الذي ينتجه الجرح». وفي ما يتعلق بكيفية مناصرة الشاعر والأديب والكاتب لقضية الأسير الفلسطيني باعتبارها محورية في الصراع ضد إسرائيل, أوضح الشاعر سميح القاسم أن «الشاعر مواطن ككل المواطنين وبين الأسرى من هم أصدقاؤه وأقرباؤه أو أبناء فكره وأبناء قضيته, لذلك لا يمكن الفصل بين الشعر وبين قضية الأسرى, وتجنيد الرأي العام للدفاع عن حرية هؤلاء الأسرى هو واجب فني وثقافي وإنساني وسياسي بالأساس». واعتبر أن القصيدة أكثر من ذلك، تذكر الأمة بأنها ما تزال تحتاج للمقاومة «ومن يقول عكس هذا الكلام هو في الحقيقة لا يعرف الواقع ولا يتعامل مع العقل ومع المنطق», مشددا على أنه «من واجبنا أن ندافع عن حريتنا وأن نحارب أسرنا والقوى الغاشمة التي تأسرنا». وفي هذا السياق-قال سميح القاسم-في ما يخص من يقول بأن «المحنة هي التي تنتج الأدب والأفكار التي تعطي القصائد الجيدة», إن «المحنة هي مصدر الفن والألم, وهي مصدر الشعر», مرجعا ذلك إلى «أننا لم نجرب الفرح, فإذا أعطيت لنا الفرصة مع الفرح فقد نجد في الفرح مصدرا رائعا للشعر هذه مسألة واقع وتجربة معيشية». واستشهد الشاعر الفلسطيني الكبير بقولة للوركا الذي كان يردد «أنا أدافع عن ابتسامتي» وأنه استشهد وهو يدافع عن ابتسامته, مضيفا «نحن لدينا دمعة, وندافع عن دمعتنا, ونحن على استعداد للشهادة في الدفاع عن دمعتنا». ويعد الشاعر سميح القاسم واحدا من أبرز شعراء فلسطين, ولد في مدينة الزرقاء الأردنية عام 1929, وتعلم في مدارس «الرامة» و«الناصرة», ونشر مجموعات شعرية حازت على شهرة واسعة في العالم العربي, وكتب عددا من الروايات. ومن بين المؤلفات والأعمال الشعرية لسميح القاسم, الذي يتناول في قصائده وإنتاجاته الأدبية الكفاح والمعاناة الفلسطينية, «مواكب الشمس» و«أغاني الدروب» و«دمي على كتفي» و«دخان البراكين» و«سقوط الأقنعة».