المؤتمر الدولي لنصرة الأسير الفلسطيني يفتتح أشغاله بالرباط عباس زكي: قضية الأسير الفلسطيني مسؤولية الأمة العربية وكل من يتحدثون عن حقوق الإنسان محمد بنجلون الأندلسي : وضعية السجناء الفلسطينيين تشكل المدخل الحقيقي لمحاكمة الكيان الإسرائيلي عيسى قراقع: بلورة إستراتيجية لإعادة بعث موضوع الأسرى والتوجه إلى محكمة العدل الدولية لمحاكمة المحتل الإسرائيلي فارس القدوة: أزيد من 1500 أسير فلسطيني يعانون من أمراض داخل السجون الإسرائيلية ولا يتلقون الرعاية الطبية وسط حضور وازن لشخصيات دولية وعربية ووطنية من عالم الفكر والسياسة وحقوق الإنسان، وتمثيلية جميع أطياف الشعب الفلسطيني من الضفة الغربية وقطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948، افتتحت أمس بالرباط، فعاليات المؤتمر الدولي لنصرة الأسير الفلسطيني تحت شعار «تحرير الأسرى الفلسطينيين ... مسؤولية دولية»، الذي تنظمه الجمعية المغربية لمساندة كفاح الشعب الفلسطيني والمنظمات الحقوقية المغربية وهيئة المحامين بالمغرب بشراكة مع نادي الأسير الفلسطيني، ومنظمات مدنية فلسطينية. وسينكب المشاركون في هذا المؤتمر الأول من نوعه في المغرب، الذي ينعقد على مدى ثلاثة أيام، على مناقشة هذه القضية المحورية في كفاح الشعب الفلسطيني والبحث في آليات وسبل الضغط الدولي والعربي لإنهاء مأساة أزيد من 7000 أسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وقال محمد بنجلون الأندلسي رئيس المؤتمر ورئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية: «إن وضعية السجناء الفلسطينيين تشكل المدخل الحقيقي لمحاكمة الكيان الإسرائيلي الذي يبيد الشعب الفلسطيني بكامله، وحول فلسطين كلها إلى سجن كبير لا يختلف عن وضعية من هم داخل السجن». وربط الأندلسي تحرير فلسطين بتحرير كل السجناء، وهذه مهمة يتعين على كل أحرار العالم النضال من أجلها، يقول بنجلون. وأوضح المتحدث أن المؤتمر سيشكل خطوة أولى وانطلاقة حقيقية لعمل جاد ومبادرات مستمرة في الزمان، كما سيكون مؤتمرا نوعيا وعلميا من أجل الخروج بائتلاف دولي لنصرة الأسير الفلسطيني وفق أهداف وبرامج محددة من طرف كل الحقوقيين والفاعلين والمهتمين بنصرة القضية الفلسطينية، من أجل فضح جرائم العدو الصهيوني داخل معتقلاته سواء من حيث كيفية الاعتقال أو ظروفه وكذا المخالفات المتعلقة باتفاقية جنيف ذات الصلة بأسرى الحرب. وأشار محمد بنجلون الأندلسي إلى أن المؤتمر سيبحث في مجموعة من الملفات في حوزة نادي الأسير الفلسطيني، لنقلها إلى المحاكم الدولية، ومحاكمة إسرائيل أمام محكمة الجنايات الدولية بتهمة ارتكابها جرائم ضد الإنسانية. وشدد المصدر ذاته، على أن إسرائيل تعيش خارج القانون وفوق الشرعية الدولية والمبادئ الإنسانية، معتبرا أن العالم يجب أن يعرف هذه الحقائق وأن يطلع على وضعية الأسرى في سجون هذه الدولة المارقة، على حد تعبيره، معلنا في هذا الصدد، عن تأسيس مرصد دولي للتواصل مع العالم يشتغل على قضية الأسرى كقضية مركزية في الصراع العربي الإسرائيلي. ومن المنتظر أيضا، حسب المتحدث ذاته، أن يتم الإعلان عقب نهاية أشغال هذا المؤتمر، عن تأسيس جبهة إعلامية لتحريك الإعلام الدولي والتعريف بهذه القضية. من جانبه، ذكر عباس زكي رئيس وفد منظمة التحرير الفلسطينية، أن الهدف من هذا المؤتمر هو «إسقاط القناع عن ادعاءات حقوق الإنسان الذين يكيلون بمكيالين كلما تعلق الأمر بفلسطين، مشيرا إلى أن قضية الأسير الفلسطيني تمثل إجماع كل الفلسطينيين، وبالتالي فهي مسؤولية الأمة العربية وكل من يتحدثون عن حقوق الإنسان وكل الذين وقعوا على اتفاقية جنيف. وأكد عباس زكي الذي وصف جرائم الاحتلال الإسرائيلي ب»الجرائم البربرية»، على أن الفلسطينيين في حاجة إلى أداة ضغط عربية، لأن هذه القضية ليست في حاجة إلى التعامل بنفس الكيفية التي تعامل بها القضية الفلسطينية، مؤكدا على ضرورة جعل قضية الأسير على رأس أجندة كل المتحدثين في القضية الفلسطينية. ومن جهته، قال فارس قدوة رئيس نادي الأسير الفلسطيني، «إن الغاية من هذا المؤتمر الدولي وضع إطار للتحرك على أساس المحاور الثلاثة التي سيناقشها المؤتمر؛ وهي المحور الحقوقي والمحور القانوني والمحور الإعلامي، وهي محاور تشكل بحسبه، منظومة العمل المستقبلي لنصرة الأسير الفلسطيني، وتسليط الضوء على هذه القضية الجوهرية في نضال الشعب الفلسطيني. وأفاد فارس القدوة أن أزيد من 1500 أسير فلسطيني يعانون من أمراض داخل السجون الإسرائيلية ولا يتلقون الرعاية الطبية، كما أن بعضهم قضى نحبه وبعضهم ينتظر، في سعي المتحدث إلى إبراز ما أسماه «بشاعة وتتارية الكيان الصهيوني»، وذكر أيضا أن أكثر من 300 طفل عمرهم يقل عن 18 سنة يقبعون في سجون الاحتلال، وبينهم من هم أقل من 12 سنة. ودعا رئيس نادي الأسير في هذا السياق، إلى إحداث لجنة دولية لمتابعة التوصيات التي ستصدر عن مؤتمر الرباط، مقترحا أن يحمل هذا المؤتمر اسم الشهيد عبد القادر أبو الفضل أول الشهداء بالسجون الإسرائيلية. ومن جانبه، دعا عيسى قراقع وزير شؤون الأسرى الفلسطينيين، إلى بلورة إستراتيجية قانونية لإعادة بعث موضوع الأسرى والتوجه إلى محكمة العدل الدولية، لمحاكمة المحتل الإسرائيلي، ودفع المنتظم الدولي للضغط عليه من أجل تحرير الأسرى. وسيناقش هذا المؤتمر الدولي الذي ينعقد لأول مرة بالمغرب، بمشاركة وازنة لخبراء وفعاليات وشخصيات دولية أممية وعربية وحقوقية وقانونية، الواقع المأساوي للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، كما سيبحثون عن آليات العمل من أجل التعريف بهذه القضية الإنسانية في المحافل الدولية، وأيضا تحديد المواقف وأساليب العمل لمتابعة الكيان الصهيوني الغاشم من أجل ارتكاب جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية. ويشار إلى أن المؤتمر حضرته وجوه عربية بارزة مثل الشاعر الفلسطيني سميح القاسم والفنان اللبناني مارسيل خليفة، والشاعر الكبير زاهي وهبة.