قال خبير اقتصادي تونسي بارز إن الاقتصاد التونسي سيتخلص بالطرق القانونية من القبضة المتشعبة لأسرة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وان الاقتصاد في وضع يؤهله للازدهار. وقال منصف شيخ روحه الذي أرغم على بيع أسهمه في مجموعة صحفية عائلية لأحد أقرباء بن علي والخروج من البلاد عام 2000 أن لجنة شكلتها وزارة العدل ستكشف عن أصول تم الاستحواذ عليها من خلال المحسوبية والفساد. وقال شيخ روحه في مقابلة مع رويترز في باريس حيث يقوم بتدريس التمويل الدولي في كلية اتش.اي.سي للإعمال «تصرفوا كما لو كانوا مافيا تستنزف الأموال من جميع قطاعات الاقتصاد التونسي». وأضاف «على سبيل المثال كانت العائلة تسيطر على جميع واردات السيارات. أي تونسي يريد استيراد علامة تجارية جديدة كان عليه إما أن يمنح حصة مسيطرة لأحد أفراد أسرة (بن علي) دون أن يدفع شيئا أو أن يدفع حصة من الأرباح». وقال شيخ روحه إن تونس بها طبقة كبيرة من رجال الأعمال الشبان تتوق لتحقيق الثروة وخلق فرص العمل بمجرد تخليص الاقتصاد التونسي من قبضة أسرة بن علي الخانقة وبها كفاءات قادرة على إدارة البلاد. وقال إن البنك الدولي أشار إلى أنه يمكن رفع معدل نمو الاقتصاد التونسي بواقع نقطتين مئويتين أو ثلاث من أربعة بالمئة حاليا ليوازي معدل النمو الهندي إذا تم القضاء على المحسوبية والفساد. وشيخ روحه (65 عاما) نائب رئيس دائرة الاقتصاديين العرب وهو مقرب من رموز إصلاحية معارضة تشكل حكومة ائتلافية وينظر إليه باعتبار أنه وزير محتمل للمالية أو الاقتصاد في حكومة ديمقراطية. وقال «تونس لن تبدأ من الصفر» مشيرا إلى أن نحو 1350 شركة فرنسية وبين 300 و400 شركة ايطالية إلى جانب بعض الشركات الأمريكية الكبرى لها حضور في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا والتي يبلغ تعداد سكانها عشرة ملايين نسمة والتي وقعت اتفاقية للتجارة الحرة في السلع مع الاتحاد الأوروبي. واضطرت كثير من الشركات الأجنبية العاملة في تونس إلى الدخول في شراكات مع أقرباء لبن علي وأفراد من أسرة زوجته ليلى الطرابلسي وسيتعين الآن تصفية هذه الشراكات. وقال شيخ روحه «نحاول ضمان أن يسود حكم القانون في تونس. «أتوقع أن تتلقى هذه اللجنة عددا كبيرا من طلبات التعويض. وسيتم التعامل مع الحالات الأكثر فداحة التي تخص عائلتي الطرابلسي وشيبوب ببساطة باعتبارها قضايا غسل أموال». وعائلة شيبوب هي أسرة زوج إحدى بنات بن علي. وألقي القبض على عدد من أفراد أسرة الطرابلسي أو تعرضوا للهجوم منذ فر بن علي وزوجته من البلاد يوم الجمعة. وقال شيخ روحه انه علم من البنك المركزي إن عائلة الرئيس السابق أخذت 5ر1 طن من الذهب بقيمة 66 مليون دولار معها إلى خارج البلاد. وأضاف أن ميليشيات موالية لبن علي حاولت الإغارة على البنك المركزي يوم الأحد للاستيلاء على مزيد من الذهب لكن الجيش صد الهجوم. وفي توضيح لأسلوب الاستثمارات الأجنبية في عهد بن علي أشار شيخ روحه لسلسلة بريكوراما الفرنسية التي دخلت تونس من خلال شراكة مع أحد أفراد عائلة الطرابلسي. وقال «من الناحية القانونية سيتعين علينا إيجاد شريك جديد لبريكوراما. سيتم بيع الأسهم بشكل معلن». وأثناء الاضطرابات هاجم محتجون أو نهبوا عدة شركات ذات ملكية فرنسية من بينها متاجر كارفور ومونوبري. وقال شيخ روحه أن الهجمات كانت بدافع الغضب على تأييد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لبن علي -الذي رفضت باريس انتقاده حتى اليوم السابق على فراره- لكنها لن تستمر بعد الإطاحة بالنظام الديكتاتوري. وأشار إلى أنه لم تحدث هجمات على فنادق أو سياح. وقطاع السياحة أكبر مصادر العملة الأجنبية لتونس حيث يصل عدد زوار البلاد إلى 9ر6 مليون سنويا وفقا لمنظمة السياحة العالمية.