أعلن بتطوان عن تخلي المكتب المسير لفريق المدينة الأول عن خدمات يوسف فرتوت، والسبب سوء النتائج، وبذلك يكون هو المدرب الثالث الذي يغادر المغرب التطواني منذ بداية الموسم الرياضي الحالي، مع العلم أن الفريق يحتل المرتبة الأخيرة بسبورة الترتيب بعشرة نقط مع مرور 17 دورة، ومن بين المهددين بالدرجة الأولى لمغادرة قسم الأضواء. وبهذه الإقالة يتواصل مسلسل تسريح المدربين بالبطولة الوطنية لكرة القدم، وكان الفريق التطواني السباق إلى التخلي عن مدربه قبل انطلاق الموسم الرياضي الحالي، بعدما استغنى عن فؤاد الصحابي الذي لم يطل به المقام طويلا بالحمامة البيضاء. بعد فؤاد الصحابي، استغنى نفس الفريق عن الجزائري عبد الحق بن شيخة، ليلتحق بقائمة تضم عزيز العامري (الجيش الملكي)، رشيد الطاوسي (نهضة بركان)، بادو الزاكي (اتحاد طنجة)، عز الدين آيت جودي (أولمبيك خريبكة)، سمير يعيش (شباب أطلس خنيفرة)، الحسين عموتة (الوداد البيضاوي)، الإسباني خوان بيدور بنعلي (شباب الريف الحسيمي)، ومحمد البكاري (سريع واي زم). إحدى عشرة حالة إقالة، والأمر مرشح كالعادة للمزيد، إذ تكررت نفس الأخطاء التي تقود حتما إلى نفس النتائج، دون أدنى استفادة من التجارب. فالمؤكد أن هناك خللا ما داخل المنظومة يؤدي باستمرار إلى بروز حالات شاذة داخل الممارسة الرياضية، صحيح أن تغيير المدربين مسألة متعارف عليها دوليا، لارتباطه بالنتائج والصيرورة العادية للأندية، لكن الاختلاف يكمن في طريقة المعالجة، وعدم اعتماد مقاربة مغايرة للمنهجية التي أدت إلى حدوث تلك الأخطاء. مع بداية كل موسم، جرت العادة داخل الأندية الوطنية، أن ينفرد الرئيس والحاشية المحيطة به بموضوع اختيار المدرب، مع ما يحمل هذا الانفراد من أخطاء مرتبطة بافتقاد الأهلية وعدم الدراية بموضوع يهم أساسا الأمور التقنية، وفي حالة الإخفاق وهذه مسألة جد واردة، فإن المدرب هو الذي يؤدى الثمن، وغالبا ما يتم الاستغناء بما يصطلح عليه ب "الانفصال بالتراضي". ففي غياب إدارة تقنية قارة ومسؤولة توكل إليها مهمة البحث عن مدرب يراعى في اختياره خصوصية النادي وطموحاته، ونوعية اللاعبين الذين يتوفر عليهم وغيرها من الأسس الواضحة والمضبوطة، وتكلف بإعداد تقارير دورية حول الوضعية التقنية العامة للنادي، ومدى استجابة صفقات العقود الخاصة سواء باللاعبين آو الأطر العاملة للإستراتيجية العامة للنادي، يقع العكس. كل هذا يمر في إطار الصيرورة العادية لأي ناد مهيكل ومنظم ومؤسس على احترام التخصص، لكن العكس هو الحاصل تماما داخل أغلب الأندية الوطنية، ينتج عنه غياب الاستقرار المطلوب، واعتماد ممنهج لسلوكات الهواية القاتلة داخل بطولة يقول مسؤولها إنها دخلت الاحتراف منذ 7 سنوات. بعد كل هذا .. على من يأتي الدور يا ترى؟… هل من تخمين؟…